خبراء عالميون أكدوا اختلاف المغرب عن جيرانه وتوفره على مؤسسات قوية

خبراء عالميون أكدوا اختلاف المغرب عن جيرانه وتوفره على مؤسسات قوية


بعد أحداث تونس ومع نهايتها واستمرارها بشكل مغاير وتحول واتساع مطالبها شرع بعض المحللين في عقد مقارنات بين تونس والمغرب، وذهب الخيال لا العلم ببعضهم إلى حد القول بحتمية انتقال العدوى رغم استحالة نسخ التجارب نظرا للاختلاف الجوهري بين البلدين ثقافة وحكما وأساليب تسيير، لكن شخصيات عالمية منهم مفكرون وخبراء اعتبروا أن المقارنة تجن على العلوم الاجتماعية والسياسية نظرا لطبيعة الاختلاف بين البلدين من حيث الاجتماع السياسي. وخلافا لتخرصات بعض المغاربة الذين لا يتركون الفرصة تمر دون أن يثيروا الضجة حول ما يمكن أن يعرفه المغرب من أحداث مشابهة، وتضم هذه العينة من "المحللين" خبراء يتحدثون في كل شيء وجمعيات وحتى حزب سياسي اعتبر ما وقع في تونس نذير شؤم على المغرب، لكن عينات من خبراء ومفكرين عالميين قدموا تحليلات تقول باستحالة انتقال النموذج ولو في حده الأدنى بحكم أنه للمغاربة طرقهم الخاصة في الاحتجاج. ففي غمرة أحداث تونس وما جلبته من تعاطف شعبي معها قام دومينيك ريني مدير عام مؤسسة التغيير السياسي بنشر بحث حول شبيبة العالم خلص إلى أن 67 % من شباب المغرب يثقون في المستقبل ويعتبرونه واعدا و77 % عبروا عن الثقة في مستقبلهم الشخصي ومستقبل المغرب وعن ثقتهم في مؤسسات البلاد و60% عبروا عن ثقتهم في التسيير الحكومي. أما الدبلوماسي السابق دونيس بوشار فإنه يعتقد، وفق ما صرح به لمجلة الاكسبريس، أن الدول الأكثر ضعفا هي الجزائر ومصر والأردن، ورغم الملاحظات التي أبداها بخصوص دور الصفيح إلا أنه عقب على ذلك بقوله أنه في المغرب توجد ضمانات الاستقرار، وفي الاتجاه نفسه سار ألكسندر أدلر في تصريح لقناة فرانس كيلتور، حيث اعتبر أن المغرب ليس مهددا كالجزائر التي بدورها ليست مهددة كتونس مضيفا أن المغرب لعب بامتياز ورقة الانفتاح الديمقراطي خلال السنوات الأخيرة وذلك من خلال إقرار تعددية سياسية حقيقية وحرية التحرك والتعبئة بالنسبة للأحزاب السياسية موضحا أن المغرب يتوفر على مؤسسات قوية وملكية قوية بالإضافة إلى نشاطه الاقتصادي الذي حقق تطورا ملموسا وختم تصريحه قائلا إن المغرب غير مهدد كما يعتقد البعض. ونقلت بسيمة قدماني، مديرة المبادرة العربية للإصلاح، شعور مغاربة كانوا فرحين بما وقع في تونس لكن قالوا، وفق ما أوردته بسيمة في تصريح لإذاعة فرنسا الدولية، إنهم لا يعتقدون ألا شيء مما وقع في تونس يمكن أن يحدث في المغرب لأن لهم ملكا حكيما وهو ما يمنع حدوث سيناريو مماثل بالإضافة إلى أن الملكية في المغرب تتمتع بشرعية قوية. وقالت خديجة محسن فينان في تصريح لفرانس 24 إن المسؤولين العرب لهم الحق في الخوف مما وقع في تونس إلا أن المغرب ليس كذلك ولا ينطبق عليه ما ينطبق على الآخرين، وفي السياق نفسه قال الباحث في العلاقات الدولية دومينيك مويزي، في مقال افتتاحي بجريدة ليبراسيون الفرنسية، إن المغرب غير معني بأحداث تونس وأن سقوط بنعلي كان منتظرا في غياب تغيير لأساليب تسيير الدولة مؤكدا أن مصر والجزائر هما الأكثر تعرضا للإصابة بالعدوى التونسية. وأضاف قائلا إن المغرب كان يبدو هو الحلقة الأضعف في المغرب العربي حيث لا يتوفر على ثروات طاقية لكن ظهر أن المملكة المغربية هي الأكثر استقرارا في المنطقة. وأوضح مويزي أن سر الاستقرار في المغرب هو ارتباط الملكية بالتغيير مما يقطع الطريق على اللاعبين على كل الحبال وخصوصا حبل الاحتجاجات الاجتماعية وكذلك فإن أمير المؤمنين يتوفر على شرعية لا تتوفر للنخب العسكرية الحاكمة في الجزائر وموريتانيا ولا لعائلة بنعلي في تونس، مشيرا إلى أن الملك أحاط به نخبة من الشباب التقنوقراط في تخصصات مختلفة موضحا أن الانفتاح الذي يعرفه المغرب حتى وإن بدا أضعف فإنه أحسن من انفتاح جيرانه مختتما مقاله بأن سياسة بناء السدود كانت فعالة وناجعة وأن الاكتفاء الذاتي في التغذية كان دائما مفتاح الاستقرار السياسي. وفي صحيفة لاتريبين نقرأ لحكيم القروي، مدير بنك روتشيلد، أن "الاقتصاد التونسي يبقى مركزا ومقوقعا على نفسه وغير منفتح على الأجانب ففي مقابل عشرات الشركات الفرنسية موجودة بالمغرب هناك أربعة في تونس وباستثناء شركة واحدة لا توجد بتونس ولو شركة واحدة ذات صبغة عالمية". وخلافا لادعاءات رئيس الجمهورية الوهمية مولاي هشام ووزيره الأول بوبكر الجامعي والتي مفادها أن الهولدينغ الملكي هو الذي يسيطر على الاقتصاد الوطني فإن التقارير المحايدة أكدت أن الاقتصاد المغربي مبني على التعددية وهو ما يشكل ضمانة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في المغرب، ولم يكتف الوزير الأول في الجمهورية الوهمية بهذا بل ادعى كذبا أن الملك كان مساهما في براسري دي ماروك وماكاو وهذا دليل على أن الجامعي لا يرعوي وهو ينشر الكذب إذ أن هذه المعلومة خاطئة من أساسها. وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن cac 40 وهو المؤشر الاقتصلدي للبورصة والمكون من أعمدة الشركات الفرنسية الموجودة في بورصة باريس تشتغل في المغرب من خلال 38 شركة وهناك عشرات المجموعات الاقتصادية تتوفر على رأسمال أجنبي حيث أن المغرب وفر ويوفر الحماية للاقتصاد الوطني من خلال الاعتماد على التعددية وهذا ما جعله من الدول القلائل التي ظلت بمنأى عن الأزمة الاقتصادية العالمية، وهذه ا لشركات الاجنبية وخاصةالامريكية والفرنسية منها وحثى المجموعات الوطنية خلقت دينامية اقتصادية داخل أوساط المقاولات الصغرى والمتوسطة لأنها تتوفر على تاريخ طويل في الانتاج زيادة على خلقها دينامية للاقتصاد الوطني من خلال مساهمتها في توفير مناصب الشغل والمساهمة في الخزينة عبر الضرائب والضمان الاجتماعي وشركات التأمين.[code]