[size=18]أنا أحب إذن مسخوط
جملة جميلة بقراءتها وأبعادها هي تلك الجملة التي قالها الفيلسوف رينيه ديكارت
–أنا أفكر إذن أنا موجود –و التي يعتقد معظم الناس أنها تعني أنه من لا يفكر كمن لا وجود له في هذا العالم...
في حين أن ديكارت كان يقصد أنه لا يملك دليلا واحدا على وجود ما حوله، لا يملك أي دليل على وجود ما تنقله له حواسه الشيء الوحيد الذي تأكد أنه موجودا هو نفسه...لأنه يفكر
وقد استلهم بعض (الفيس بوكين) هذه المقولة الشهيرة، حيث تطالعك بعض العناوين التي لا تكاد تخلو من الإثارة الإعلامية و من السخرية الرادعة ،حينها تعلم أن الإرث الثقافي الفلسفي لن يندثرأبدا، فتجد مثلا صفحة المغربي(أنا أحب إذن مسخوط ) وكذالك صفحة التونسي ( يوسف ديكارت) ( أنا أفكر إذن أنا فكرون) ، ما أثارني هو الإبداع(الإعلامي) وخلق نوع من التمرد الساخر و المسلي بين (المساخيط كما يسمون أنفسهم )
تلخص العبارة الأولى (أنا أحب إذن مسخوط ) واقع مغربي معاش فأن تحب يعني هناك إحتمال أن ترتبط بالمحبوب أو بمعنى أخر(شقة و وظيفة قارة و سيارة وعرس و و و ) وما إلى ذالك ( أش داك تمشي لزين..... )، أو يمكن بكل اختصار أن تكون( مسخوط) وتختار الرذيلة ،أو (تهني راسك و دير بناقص من الزواج) تحت الضغط المتزايد لمتطلبات الحياة اليومية. وقد أثارت هذه العبارة ردود فعل كثيرة حول منظور الشباب المغربي للحب وإرتباطه بالواقع
أما العبارة الثانية ( أنا أفكر إذن أنا فكرون) فهي ترجمة واضحة لمدى إستعابنا البطيء لما يدور من حولنا(الأطرش في الزفة) ٬و قد تلخص أيضا مدى عزوف أمة( لطالما عرفت بتاريخها العريض) عن التفكير.كيف لا؟ وقد إنصب جل إهتمامنا على ملابس (هيفة)
وعلى لسان أحدهم (مؤخرة هيفاء أهم بكثير من مقدمة أبن خلدون)
و تبقى لنا حرية التعبير، و لكم واسع النظر
رسوان بشرى
[/size]