أما آن للخلاف المغربي الجزائري أن ينتهي؟
هيثم شلبي*
إقرار الجزائر بمغربية الصحراء ضرورة وطنية وقومية ودينية وسبيل وحدة المغرب العربي الكبير
تمر السنوات والحالمون لا يعيشون تحقق حلمهم بوطن عربي كبير، يستطيع أبناؤه أن يتنقلوا ببطاقات الهوية، دون الحاجة لتأشيرات أو جوازات سفر، كما تستطيع رؤوس أموال أبنائه أن تتحرك بحرية ما بين أقطاره، تستثمر هنا وهناك، تنشر الخير والرخاء، وتسهم في إعطاء أمل للشباب بالحد من بطالتهم، وتعامل في كل بلد كما يعامل رأس المال المحلي.
مرة نلقي بتبعة فرقتنا واستمرار حلمنا بعيدا عن التحقق على الاستعمار القديم وأشكاله المتجددة، ومرة نرجع ذلك إلى المغامرات العسكرية للأنظمة العربية "القومية"، وثالثة نتعلل بقضية فلسطين، وننتهي بأن نشكك في الحلم نفسه، معتقدين أن حلمنا بوطن عربي كبير هو بحد ذاته خطأ.. صحيح أن الشكل الكلاسيكي لوحدة أقطارنا في بلد واحد كان طوباويا، لكن وحدة بالمعنى السابق (حرية تحرك الأشخاص ورؤوس الأموال) هي أمر ممكن، ضروري، بل وحتمي.
وبعد أن أعيانا انتظار الوحدة الكبرى، بدأ الأمل في الوحدات الإقليمية الأصغر، وحدة منطقة الخليج العربي في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي لا يزال الأنجح باستمراره قائما منذ واحد وثلاثين سنة، على الرغم من اقتصاره على الإطار السياسي والأمني، دون أن يتحرك كثيرا على الواجهة الاقتصادية. الوحدة الأخرى في مغرب عالمنا العربي عبر اتحاد المغرب العربي الذي لا يزال جامدا مكانه لا سياسة ولا اقتصاد، بسبب استمرار الخلاف المغربي الجزائري على خلفية نزاع الصحراء. أما الوحدة الثالثة الخاصة ببلاد الشام أو الهلال الخصيب فلم تر النور لاحتلال فلسطين والخلاف التاريخي بين سوريا والعراق، وأخيرا وحدة وادي النيل، والتي قد تضم إليها الصومال وجيبوتي وجزر القمر، والتي حال ضعف الدور المصري في أعقاب كامب ديفيد دون تحققها، بل وتبدو مقبلة على انقسام السودان نفسها بدل وحدة هذه الأقطار.
خارج هذه الأطر الوحدوية، تبدو مبادرات جامعة الدول العربية خجولة ومتعثرة، فالسوق العربية المشتركة، ورغم سقفها غير المرتفع إلا أنها لا تزال بعيدة عن التحقق، مثلها مثل الوحدة الجمركية، ناهيك عن اتفاقية الدفاع المشترك. أما مبادرة المنطقة العربية الحرة أو ما يعرف "باتفاقية أغادير" فلا تزال محصورة في دولها الأربع: المغرب، مصر، الأردن، وتونس.
الجديد، أن رجال الاقتصاد العرب، لا يتركون منبرا لا يدعون فيه للسوق التي قوامها 350 مليون مستهلك، يشاركهم في هذه الدعوة نظراؤهم في العالم خارج منطقتنا، معتبرين هذه السوق المشتركة شرطا أساسيا وسبيلا وحيدا لرفع المنطقة للتحديات التي تواجهها، من تنمية مستدامة، مكافحة فقر وبطالة، وانخراط إيجابي في العالم سياسة واقتصادا.
وبعيدا عن الخوض في التجربة الوحدوية المتعثرة والصعبة لدول الهلال الخصيب، بعلاقات دولها المتوترة، وكذا دول حوض النيل التي لا تختلف عنها كثيرا، ولأن المقام ليس مقام نقاش التجربة المستمرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي حققت العديد من النجاحات ولا زال أمامها طريق طويل لاستكمال نجاحها، تبدو الوحدة المستعصية لمنطقة المغرب العربي عصية على التبرير، لاسيما وأنها لا تقل انسجاما عن منطقة الخليج العربي، كما أن مقومات وحدتها ليست أقل من نظيرتها الخليجية على أي مستوى.
لقد كانت دوما ليبيا وتونس والجزائر (إلى حين وقوعها تحت نير الاستعمار) جزءا من دولة واحدة مقابل تشكيل المغرب وموريتانيا وحدة منسجمة. كما أن مصطلح الغرب الإسلامي طالما جمع هذه الدول إلى الإمارة الإسلامية في الأندلس، والتي أسهمت جيوش المرابطين والموحدين في استدامة الحكم الإسلامي فيها لأزيد من أربعة قرون. وبعد سقوط الأندلس واضطرار من تبقى من مسلميها إلى الهجرة جنوبا إلى ديار الإسلام هربا من محاكم التفتيش، لم يكونوا يفرقون ما بين تطوان وفاس المغربيتين، تلمسان الجزائرية، والقيروان التونسية. وقد ساهمت حقبة مقاومة الاستعمار وتحديدا في أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي في صهر دماء هذه الشعوب، كما وحّدت المقاومة هذه الشعوب مع شقيقاتها في مصر والعراق وبلاد الشام، وكانت التظاهرات في مدينة الدار البيضاء المغربية أشد وأقسى من نظيرتها في تونس احتجاجا على استشهاد الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد، وكانت مدن الشرق المغربي (وجدة، فيكيك، بوعرفة وغيرها) أحد أهم مقرات ومنطلقات المقاومة الجزائرية، ودفع المغاربة غاليا، حكومة وشعبا، ثمن وقوفهم بجانب تحرر أبناء ثورة المليون شهيد، التي تغنى بأمجادها كل عربي من المحيط إلى الخليج.
لقد ساهم الدعم المغربي رسميا وشعبيا لثورة التحرر الوطني الجزائري ووقوف المغرب ضد فرنسا في حرب تحرير الجزائر، في جعل فرنسا (على عادة الدول المستعمرة، التي سلخت "عربستان" من العراق وأعطته لإيران، وكذا "أنطاكية" من سوريا ومنحتها لتركيا، وغيرها) تقتطع الصحراء الشرقية من المغرب، وتضمها للجزائر. وبعد أن أصبحت الشقيقتان مستقلتان وامتلكتا زمام أمورهما، كان المنطق يقول بأن الجزائر ستقوم برد الهدية الفرنسية المسمومة، وترد للمغرب تضحياته وتحيته بأحسن منها، وتعيد له صحراءه الشرقية، إلا أن ما حدث أن الجزائر استخدمت هذه الورقة في مساومة المغرب.
وبعد تصعيد الموقف المتمثل في "حرب الرمال" توصل الطرفان المغربي والجزائري إلى "اتفاق إيفران" الذي ينص على قبول المغرب بالحدود التي رسمها المستعمر، مقابل التعهد الجزائري بتقاسم مناجم "تندوف" مع الجار الغربي، ومساندة المغرب بل ومساعدته في تحرير صحرائه الغربية من مستعمرها الإسباني. لكن للأسف، تحولت تندوف إلى "منجم" مقاومين لوحدة المغرب الترابية باحتضانها عصابات البوليساريو، وبدل مساندة المغرب في تحرير صحرائه، قامت سلطات الجزائر المتتالية بمعاندة المغرب في تكريس مغربية هذه المناطق، ليصبح الأساس الذي بني عليه "اتفاق إيفران" موضع تساؤل.
لكن لماذا؟ لماذا يفعل شقيق بشقيقه كل ما يمكن أن يزعجه وينغص عليه، وبدلا من تكامل قواهما يقوم تنافرها بإضعافهما معا؟ لقد قيل الكثير في محاولة الإجابة على هذا السؤال المحير، من حاجة المتنفذين في الجيش الجزائري إلى إبقاء هذا النزاع قائما لتبرير سيطرته على مقاليد الأمور في البلد، إلى تفسير هذا التحامل العسكري الجزائري برد الفعل على كبريائهم المهدور في حرب الرمال في أوائل الستينات، إلى حاجة لوبيات سرقة المساعدات الدولية للبوليساريو إلى استمرار المتاجرة بمعاناة الصحراويين الموجودين في مخيمات تيندوف والحمادة، إلى غيرها من النظريات. لكن، وكمراقبين عرب من خارج المنطقة، وبعيدا عن الخوض في محاولة تأييد هذه النظرية أو نفي تلك، نعرف يقينا عمق العلاقة التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري، ليس فقط في شرق المغرب وغرب الجزائر، حيث المصاهرة ووحدة الدم هي السمة الطاغية، ولكن في عموم المغرب والجزائر كما لا يوجد بين أي شعبين عربيين، أو على الأقل من بين شعوب المغرب العربي، الأمر الذي يُخرج المشجعين المغاربة للاحتفال في الشوارع عند كل انتصار كروي جزائري، وهو ما تكرر مؤخرا خلال "حرب" تأهل الجزائر إلى كأس العالم في جنوب أفريقيا، في "معاركها" الثلاث مع الشقيقة المصرية، تصرف المغاربة بحواسهم وفطرتهم وكان تشجيعهم للجزائر بديهيا..
ونتساءل بصوت عال، كيف يمكن لشعبين تجمع بينهما هذه الأواصر أن يبقيا مفصولين بحدود مقفلة من الجانب الجزائري؟ كيف يصبح المغربي في مدينة "وجدة" وشقيقه الجزائري في مدينة "مغنية" الذين لا تفصلهما سوى حوالي خمسة كيلومترات، بحاجة للسفر بالقطار لمدة إحدى عشرة ساعة إلى الدار البيضاء، ثم ركوب طائرة لمدة ساعة ونصف للجزائر العاصمة، ثم يستقل حافلة لمغنية بعدد من الساعات مماثل لسابقه؟ كيف يحتاج المغربي أو الجزائري للسفر لمدة أربع وعشرين ساعة لقطع مسافة لا تتجاوز خمسة كيلومترات؟؟ كيف لا يتداعى جسد النظام الجزائر بالسهر والحمى إذا أصاب الجسد المغربي شكوى أو ألم؟ ناهيك عن كون هذا النظام هو سبب ألم هذا الجسد المغربي؟ كيف يدرك القضاة الغربيون، الأجانب عن منطقتنا في محكمة العدل الدولية بلاهاي، ويقرون بوجود روابط بيعة بين شيوخ الصحراء الغربية (ولو سؤل شيوخ الصحراء الشرقية لأقروا بنفس الأمر) وسلطان المغرب عبر التاريخ، ولا يدرك الشقيق الجار العربي المسلم هذه الروابط، والتي لطالما اعتُبرت عبر التاريخ العربي والإسلامي بمختلف ممالكه وإماراته الشكل الأوحد لممارسة السيادة؟ كيف يتجاهل أي مسؤول جزائري ما يعرفه كل طالب عربي في المرحلة الإعدادية، من أن حدود المغرب في أوج توسعها وصلت نهر السنغال جنوبا، وحدود السودان شرقا، كما ان هذه الصحراء الممتدة من الجنوب المغربي وحتى نهر السنغال (موريتانيا حاليا) كانت جزءا لا يتجزأ من المغرب عبر التاريخ، بل وموطن مملكتين من أكبر الممالك التي حكمته (المرابطين والموحدين)؟
وإذا وضعنا التاريخ جانبا، كيف يوفق أي عربي بين حلم وحدتنا الكبرى وسعي أي نظام عربي لتجزيء أرض جاره وشقيقه؟ وبدل أن يتقلص عدد دولنا العربية، تصرّ الجزائر على تقسيم المغرب إلى دولتين بفصل صحرائه عنه وتكوين كيان مستقل فيها؟ بل كيف نفهم من المحيط إلى الخليج أن مصلحة سكان الصحراء المائة والخمسين ألفا يكمن في تكوين دولة مستقلة هشة، بدل أن يكونوا جزءا من مغرب قوي عزيز بملايينه الخمسة والثلاثين؟ ثم كيف يستوي الحديث عن تمايز أهل الصحراء المغربية عن باقي سكان المغرب، واتخاذ هذا التمايز مبررا للانفصال؟ هل نبرر بالتمايز نزعة استقلال أمازيغ (لا أحبذ لفظة بربر) منطقة القبايل بالجزائر؟ كيف لا نتفهم ولا نوافق على استقلال الأكراد عن عرب العراق، ونتفهم استقلال بدو المغرب عن حضره؟ أليس في تونس ومصر وليبيا والأردن وسوريا وفلسطين بدو متمايزون عن حضر هذه البلدان وأهل مدنها؟ هل يحق لكل من هو متمايز في اللهجة أن يطالب بالاستقلال؟ وكم دولة عربية سنصبح حينئذ؟؟؟
وإذا لم يكن تمايز أهل الصحراء عن أهل الجبال والسهول مبررا لاستقلالهم، كيف يمكن أن نفهم ونتفهم هذا الجهد الجزائري الذي لا يعرف الكلل دفاعا عن "حق الشعب الصحراوي في التخلص من الاستعمار المغربي والاستقلال في دولة خاصة به؟؟؟؟" كيف يمكن لعربي أو مسلم أن يفهم كلمة مما ورد في العبارة الماضية، ناهيك عن تأييدها؟ وقوميا، كيف لا يفهم المتحكمون في القرار الجزائري، أن باقي العرب يحتاجون إلى قوة ووحدة جناح وطننا العربي الغربي (ووحدة جناحه الشرقي الخليجي) المتمثل في مغرب عربي منيع وقوي، بموارده الطبيعية والبشرية، مفتوح في وجه أبناء الوطن العربي الكبير ورؤوس أموالهم، عبر شبكة طرق وبنية تحتية، ومصادر طاقة وسياسات عمومية وبنية قانونية متكاملة من بنغازي وحتى نواكشوط مرورا بتونس والجزائر وطنجة؟
لكن في المقابل، وأمام وضوح تهافت الحجج الجزائرية الرسمية في معاندة وحدة المغرب أرضا وشعبا، ومأساوية القبول بالتضحية بوحدة المغرب العربي الكبير في سبيل "دولة الشعب الصحراوي"، وتقطيع الأواصر بين تسعين مليون هم سكان المغرب العربي الكبير من أجل مائة وخمسين ألف صحراوي، يوجد أشقاء لهم في دول المغرب العربي الخمس، ألم يستطع النظام الرسمي العربي بدوله وقياداته احتواء هذا النزاع والتدخل لدى الجزائر من أجل تغيير مواقفها غير المقبولة قوميا أو دينيا؟ كيف لم تتدخل أي من هذه الدول التي تملك علاقات جيدة مع البلدين خلال السنوات الخمسين الماضية من أجل القيام بوساطة محمودة تصحح الخلل في علاقتهما؟ هل يعقل أن يمر حوالي خمسين سنة منذ حرب الرمال واستقلال الجزائر، وتبقى على عدائها لوحدة المغرب، ولا يتدخل زعيم عربي أو تناقش قمة عربية موسعة أو مصغرة هذا الوضع الشاذ؟
إن العجز العربي عن علاج هذا الخلل بين دولتين رائدتين من دوله، يجعل السعي لفتح ملف العلاقات العربية مع الجار التركي والإيراني، ناهيك عن الأفريقي والأوروبي عبر مبادرة عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية المسماة "رابطة الجوار العربي" جهدا عبثيا غير مفهوم. فكيف نعجز عن حل المشكلة المزمنة بين المغرب والجزائر (وهناك طبعا أمثلة عربية كثيرة لدول جوار علاقاتها متوترة) على بديهية الخلاف ووضوح الطرف الذي يحتاج لأن يفيء إلى صوت العقل والمنطق والعودة لتغليب المصلحة الوطنية والقومية، ونتوقع أن ننجح في احتواء إيران وطموحاتها، تركيا وأجندتها، أوروبا وهيمنتها، إفريقيا وتنوعها وتغلغل النفوذ الصهيوني فيها؟؟؟
ثم بالله عليكم، كيف يستوي قبول العرب (ومن ضمنهم الجزائر) عبر المبادرة العربية، بالسلام مع اسرائيل مع الثمن الغالي لهذا السلام المتمثل بالتنازل عن 78 بالمائة من فلسطين التاريخية، ولا تجد الجزائر غضاضة في استمرار توتير العلاقة مع جاره وشقيقه، ولا تقبل حتى بما تعهدت بأن تدعمه في "اتفاق إيفران" (استرجاع المغرب لأقاليمه الصحراوية)، ولا تقبل بعلاقات "سلام" طبيعية مع الجار الشقيق المغربي، حتى مع تسامحه بخصوص صحرائه الشرقية ورفض أن تكون وقودا لحرب مع الجار الجزائري؟؟
وأخيرا، ألا يجد عقلاء النظام الجزائري سابقة إيجابية في مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب كحل وسط لنزاعه مع البوليساريو؟ أليس في إدارة هذا الجزء من الشعب المغربي لتمايزاته، وتمكنه من السيطرة على شأنه المحلي، تحت السيادة المغربية، ووحدة سياستها الخارجية والدفاعية، رايتها وعملتها، إيجابيات لا تخفى على كل ذي بصيرة؟ ألا يفيد هذا الأمر الجزائر نفسها في إدارتها لقضية "القبايل" المتفجرة على مدار العام؟ ألا يستفيد العرب من المبادرات والاجتهادات الإيجابية التي تطبق في هذا البلد أو ذاك، لاسيما وأن عالمنا العربي بغناه وتنوعه يعج بالتمايزات الإثنية والدينية والمذهبية واللغوية، وأن كبت هذه التمايزات وإنكارها وقمعها الذي جرت العادة العربية باعتماده أصبح أمرا لا مجال لاستمراره أكثر؟
إن مبادرة الحكم الذاتي، التي اعتمدها المغرب في إطار أعم وأشمل هو "الجهوية" التي تمنح سلطات واسعة للمناطق المختلفة (المحافظات أو الولايات أو المناطق) في إدارة شؤونها المحلية، هي سابقة إيجابية تأتي تعميقا ل "اللامركزية" التي تبناها العاهل الراحل الملك الحسن الثاني، لاسيما في الدول العربية ذات المساحات الشاسعة أو التمايزات الواضحة (والجزائر نموذج واضح لاتساع المساحة وتمايز الجماعات الأهلية).
لقد آن الأوان لصحوة ضمير جزائرية، تدرك أن المغرب الموجود في صحرائه القوي بوحدة أرضه وشعبه هو مصدر قوة للجار الجزائري، والعكس صحيح، فالجزائر المنيعة في وجه الإرهاب والقلاقل الاجتماعية هو مصدر قوة للمغرب، وأن استمرار هذا الصراع المفتعل حول مغربية الصحراء الغربية، بما يجره من سباق تسلح وموارد مهدورة، هو مصدر ابتزار وإضعاف للبلدين معا، وأن تنحيته جانبا لصالح مغرب عربي موحد شعبا وسوقا ومصيرا، هو الخيار الوحيد الصائب وطنيا وقوميا ودينيا.
*كاتب وصحفي فلسطيني