استطلاع بين ستمائة مفكر وكاتب: انقلاب متوقع وخوف من الفوضى
مثقفون يرسمون اتجاهات بوصلة التغيير في العالم العربي (2-2)
عدنان أبو زيد
عدنان أبو زيد: أوضح استطلاع أجرته " إيلاف" بين حوالي ستمائة مثقف وكاتب عربي، حول قراءتهم المستقبلية لأحداث تونس ومصر، حيث تلقت إيلاف أجوبة حوالي ستين منهم، ومازالت هناك ردود تصل الى المحرر، أن رياح التغيير السياسي والاجتماعي تجتاح العالم العربي، وهي رياح عاتية يصعب إيقافها بعد اليوم . وبينما يؤكد الكاتب أحمد عبد الملك أنه ليس بالضرورة أن يتكرر المشهد التونسي أو المصري، فأن الكاتب والصحافي عدنان حسين يرى ان انهيار حاجز الخوف في أوساط الشباب العربي يوجه رياح التغيير نحو إطاحة الأنظمة الدكتاتورية، ما لم تستوعب الدرسين التونسي والمصري وتغيّر نفسها. ومن وجهة نظر الكاتبة و الأكاديمية بصيرة الداود فأن رياح التغيير ستقود العالم العربي نحو إصلاح حقيقي. وفي هذا السياق يتوقع الكاتب والإعلامي خالد الجابر ان ما حدث في تونس و مصر سيجد أصداء له في المغرب وسوريا ودول أخرى. لكن الكاتب اللبناني راجح الخوري يحذر من فترة من الفوضى التي قد تقع فيها بعض الدول العربية بسبب انتفاضات لا نعرف ماذا يحصل بعدها في اليوم التالي..
راجح الخوري
كاتب وصحافي لبناني
ليس من الواضح إلى أين تتجه فعلا . الهدف لدى معظم الشباب المتظاهرين هو التغيير في اتجاه الديمقراطية باعتبارها المدخل الوحيد إلى الحرية والتنمية والازدهار وتقدم الإنسان والمجتمع . ولكن الوضع في معظم الدول العربية في أيدي أنظمة لم تسمح منذ عقود بقيام بدائل سياسية قادرة على أن تملأ الفراغ الذي يحدث بعد سقوط الأنظمة بما يجعل التغيير المنشود نوعا من الوقوع في الفراغ والفوضى وهذا بالتالي ما يوسع مساحة الخوف من فترة من الفوضى التي قد تقع فيها بعض الدول العربية إذا ذهبت إلى انتفاضات لا تعرف ماذا يمكن ان يحصل في اليوم التالي .
إبراهيم المليفي
كاتب كويتي
الحدث التونسي أو ثورة الياسمين التي لم تكتمل مطالبها حتى الآن انتقلت تأثيراتها الدراماتيكية على ظهر الطائر الأزرق والفيس بوك والنقل التلفزيوني المباشر إلى الواقع المصري المؤهل سلفا للانفجار وهذا ما حصل بالفعل ولأن مكانة مصر وتأثيرها العظيم في الساحة العربية وما حصدته ثورة الشباب حتى اللحظة انتقلت تأثيرات الغضب لمناطق أخرى أعلن فيها عن إجراءات إصلاحية وتعهدات بعدم توريث السلطة وباعتقادي ان ما ستتوقف عليه التطورات في مصر سيتحدد علي أساسها حجم الزخم فيما سيحصل في بعض الدول العربية.
قاسم حسين صالح
كاتب واكاديمي عراقي
تنفرد (ظاهرة تونس) بكونها استخدمت للمرة الأولى في العالم العربي أسلوب (الفن الشعبي) للإطاحة بالحاكم.لم تكن هنالك دبابات ولا طائرات ولا بيان أول..بل دراما سياسية بطلاها قوتان:سلطة الشارع وسلطة الحاكم..
حسن مدن
كاتب ومفكر بحريني
ما تشهده الشوارع العربية اليوم ليس مجرد موجة عابرة ستنحسر. ومخطىء من يعتقد أن الأمور يمكن أن تُدار بالطريقة التي أديرت بها حتى الآن، فالأعاصير التي شهدناها ونشهدها، وبصرف النظر عن أية نتيجة ستؤول اليها، يجب أن تكون أكثر من كافية لتبديد الأوهام حول الطريقة التي يجب أن تساس بها الأمور في مجتمعاتنا العربية، وفي الأساس على أية أسس يجب أن تقوم العلاقة بين المجتمعات والحكومات،ان لم تبادر الأنظمة العربية الى اتخاذ تدابير إصلاحية جدية وعلى وجه السرعة، لن تكون بلدان كثيرة محصنة من رياح التغيير القوية التي تجتاح المنطقة
عدنان حسين
كاتب وصحافي عراقي
بعدما انهار حاجز الخوف في أوساط الشباب العربي بفضل معجزة الانترنت خصوصا، تتجه رياح التغيير في البلاد العربية نحو إطاحة الأنظمة الدكتاتورية، ما لم تستوعب الدرسين التونسي والمصري وتغيّر نفسها، باتجاه وضع جدول زمني قريب للإنتقال الى الديمقراطية، وإلا فأنها تواجه نهاية مهينة كنهايتي بن علي ومبارك.. اليمن والسودان المرشحان الأقرب للتغيير...
طلال بركات
كاتب عراقي
أن أول ما يستخلص من دروس لما حدث في تونس ومصر هو كسر لحاجز الخوف بعد ثبوت هشاشة الأنظمة القمعية مهما استخدمت من أساليب إرهابية ومهما طال ليل الظلم لابد من نهار مشرق وصحوة عربية شاملة ...
أحمد عبد الملك
إعلامي قطري وناشط في حقوق الإنسان
ليس بالضرورة يتكرر المشهد التونسي أو المصري.. لكن الحراك الشعبي قد يأخذ دفعة كبيرة باتجاه التحرك أكثر ! وتبقى ردة الفعل الحكومي . هنالك دول عربية لم تعرف المظاهرات ولم تتعلم المطالبة بالحقوق ..وهنالك دول غنية تسكّت المطالبين -قبل خروجهم - بالأموال والعطايا !!وهنالك شعوب لا تريد التغيير أساساَ نظراً للعقد الاجتماعي المصالحي بينها وبين " رعاياها"؟؟
ميسلون هادي
روائية عراقية
في الخمسينات وعندما اندلعت ثورات التحرر العربي من الاستعمار انطلقت الشرارة من الثورة المصرية عام 1952 ثم امتدت إلى الجزائر وسوريا والعراق والسودان واليمن وحتى ليبيا في نهاية الستينات ..إن السنوات التي استغرقها انتشار تلك العدوى بين الثوار أيام زمان تختصرها التكنولوجيا في عصرنا هذا إلى أيام معدودة .
خالد الجابر
خبير إعلامي وأكاديمي وكاتب
إذا استمرت رياح المظاهرات الجماهيرية تعصف بالمنطقة، سنصل إلى الخطوات الأولى في الإصلاح السياسي خلال فترة زمنية تقارب السنتين .. إذا ما تم تغيير نظام عربي كل شهر.. بدأنا بتونس ووصلنا إلى مصر واهتزت معها شوارع اليمن والأردن والجزائر، والبقية على الطريق كالمغرب وسوريا وليبيا.
حسن مصطفى الموسوي
كاتب كويتي
ثورة تونس و بعدها ثورة مصر إشارة لجميع الشعوب العربية بأن عصر الخوف قد انتهى في ظل ثورة الإتصالات و الفيسبوك و التويتر، و حتى لو لم تقم أي ثورات أخرى، فإن الزعماء العرب بدؤوا يفكرون ألف مرة قبل نيتهم تمديد مدة رئاستهم إلى الأبد، و بدأوا بالتنازل بالتدريج ...
الأمر الذي يجعلنا نتخلص من ثلاثة أرباع الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية في العالم والتي يتمركز معظمها في الدول العربية. إنها تأثير أحجار نظرية الدومينو (Domino Theory) التي اعتقدنا أنها تنطبق على كل العالم إلا بلاد العربان والتي كانت تبدو وكأنها خارج الجغرافيا والتاريخ وهاهو الزمن يثبت العكس ...
خضير بوقايلة
كاتب جزائري
أعتقد أن التغيير المستشري في أركان الوطن العربي لن يكون إلا إيجابيا. حالة الجمود والخنوع طالت لذا لا غرابة إذا شاهدنا إصرار الأنظمة على المقاومة ومحاولة البقاء بالترهيب ثم بالترغيب. الضريبة ستدفعها الجماهير بطبيعة الحال، لكن نأمل أن تكون خاتمة المعاناة.
بـدر بن سعود
كاتب سعودي
هيجان يقوده شارع لا يعرف ما يريد لن يصلح شيئا ما لم يكسر البلدان على رؤوس أصحابها، والعرب في العادة يقلدون بعضهم والأدلة القريبة ثورات العسكر في الأربعينات وما بعدها.. يوجد تقاطع ملفت في اسلوب التظاهر والنتائج المحتملة بين ثورة" شريط الكاسيت" الايرانية ومغادرة شاه إيران وعودة الخميني سنة 1979 وبين " الاعلام الاجتماعي" ومظاهرات تونس ومغادرة زين العابدين و المظاهرات المصرية ومطالبة الرئيس مبارك بالمغادرة وعودة البرادعي. بالتأكيد لا يمكن افتراض التلقائية في احداث تسير على منهج واحد ولا بد من قواعد تحكم العملية، و الأهم هنا ان المراهنة على الشارع ورغباته ورقة رابحة ومقبولة اذا ما قورنت بالتدخل العسكري و دبلوماسية الضغط والابتزاز السياسي من الخارج أو من الداخل، و هذا الخارج أو الداخل يقبل الاحتمالات الشرقية وليس بالضرورة أن تحركه إرادة غربية دائماً.
اياد الجصاني
كاتب ومترجم مقيم في سويسرا
ليس بمقدور أية ثورة سياسية أو اجتماعية أو دينية أو ثقافية وقعت في المنطقة العربية منذ أكثر من قرن من الزمن ان ترقى الى ما وقع في تونس بالأمس وما يقع في مصر اليوم و ما سيقع في اي بلد عربي في الأيام القادمة . انه أشبه بالطوفان أو البركان أو الإعصار الذي هب فجأة .
درويش محمي
كاتب سوري
قطعاً، وبدون أدنى شك، التجربة التونسية ستتكرر في العديد من بلدان المنطقة، لكن ليس بالضرورة ان تأخذ نفس المنحى، لا من حيث التوقيت ولا من حيث النتائج، فلكل بلد خصوصيته، سواء من حيث طبيعة النظام او من حيث طبيعة قوى التغيير.لكن التغيير قادم لا محالة، عاجلاً أم أجلاً، وسيجتاح كل الأنظمة الاستبدادية، والفضل يعود الى "التوانسة" وملحمتهم الرائعة.
مظفر عبدالله راشد
كاتب كويتي
قد نكون مبالغين في وصف ما يحدث في الوطن العربي بأنه تغيير، وقد تكون كلمة تطورات أكثر دقة في وصف ما يحدث، فالمسألة ليست تغيير رئيس دولة أو حتي حزب حاكم، بل في تغيير نمط الأنظمة السياسية لتكون أكثر ديمقراطية وشعبية، إضافة إلى ضرورة تغيير سياسات التعليم واخذ نموذج ماليزيا وسنغافورة في التطوير الشامل..
سمير عبد الباقي
شاعر وكاتب مصري
وأخيرا عرف العرب طريقا للثورة الحقيقية على حكامهم غير الانقلابات العسكرية التي سموها ثورات وتسببت في خراب كل الدول الانقلابية، بالأمس تونس واليوم مصر وغدا سوريا واليمن وليبيا والجزائر والباقي آت لا محالة.
وليد الاحمد
إعلامي وكاتب كويتي
رياح التغيير الفعلية التي كانت مكبوتة وظهرت شعبيا على الملأ بدأت في تونس فسقط الرئيس زين العابدين بن علي وامتدت إلى مصر ليعلن رئيسها حسني مبارك عدم ترشحه بعد ان أقال حكومته وجاء بجديدة وبنائب له لأول مرة ووصلت لليمن التي أرغمت رئيسها علي عبدالله صالح على الإعلان عن عدم ترشحه فترة قادمة وعدم توريث الحكم ولازالت الرياح مستمرة لتصحيح الأوضاع الشائكة في عالمنا العربي الذي باتت شعوبه اليوم تساير عصر الانترنت بثورات الخبز والتغيير الشبابية ..
كفاح محمود كريم
كاتب وصحفي عراقي
ازعم ان موسم الحصاد للتجربة العراقية قد بدأ سواء نتيجة الخوف مما جرى خلال السنوات الماضية في العراق، أو سبق الأحداث قبل وقوع زلزال الاحتلال والتدخل الخارجي..ورغم ما رافق الأحداث في تونس وفي مصر الا انني أرى أنها جاءت امتدادا للتجربة العراقية في إرساء الديمقراطية ووضع دستور عصري ومتحضر..
اياد الدليمي
كاتب وصحافي عراقي مقيم في قطر
ليس مستبعدا ان يتكرر سيناريو تونس وحتى مصر في بلدان عربية أخرى، البلدان العربية تعيش اليوم في حالة مخاض عسير، سنوات الاستبداد يدفع ثمنها حاليا الزعماء الذين جثموا على صدور الشعوب العربية.
نجاح الثورة المصرية في خلع حسني مبارك سيكون قاصمة الظهر لبقية الزعامات العربية، هذا اذا لم تسارع تلك الزعامات الى إجراء تغييرات جذرية واسعة تجنبها غضبة الشارع.. أولى تلك الإصلاحات الانتخابات الديمقراطية..
علي عبد داود زكي
كاتب عراقي
ان ما تتوجه اليه تونس الآن هو الفوضى ولربما لسنوات وهذه الفوضى ستساعد على نشوء أفكار وقيم اخلاقية وثقافية جديدة لا تنسجم مع ما كان موجود، ولذلك اعتقد ان الحرية والديمقراطية التي يتقدم اليها تونس سيدفع ثمنها الشعب التونسي الكثير من الدماء لان الحرية لايمكن ان تكون بدون دماء..
حازم العظمة
كاتب وشاعر سوري
لأول مرة، في التاريخ الحديث،صار للشعوب العربية "سوابق" ثورات، وهو تحول جميل ومدهش.. و يحمل معه تبدلات غير مسبوقة، شعوبنا هذه مكمومة الأفواه وممعوسة منذ قرون ..ومكتوفة الأيدي ..
سيصبح أصعب أن تُحكم هذه الشعوب بطريقة السلطان والرعايا،"الرعايا" تحولوا إلى مواطنين، لن يعود سهلاً بعد الآن أن تمرّ على هذه الشعوب الخدع المعتادة ولن تخضع بعد الآن للتخويف والإرهاب ..الاستبداد ودعائمه تداعت ..فلنستعد إذن َ لعصر عربي جديد،الثورات ستجرف معها أنظمة الهيمنة.. أنظمة المقاولة والاستخدام والحكم بـ"الوكالات" ...كل هذا سيحدث .. لكنه سيحتاج إلى زمن كافٍ وإلى كفاح..
فلاح المشعل
كاتب وصحفي عراقي
اعتقد ان زمن الشعوب وتحرر أرادتها قد بدأ الان، وان مسيرة التغيير انطلقت وانهارت جدران الخوف بعد الانجاز التاريخي الكبير لثورة الشعب التونسي وإصراره على صناعة حياة تليق به وتسمح لح ان يشارك في الحوار الحضاري والانساني وبناء تجربة الحكم الديمقراطي بعد سنين طويلة من الكبت والاضطهاد وزيف مايسمى بالانتخابات التي تنتهي لصالح الرئيس بنسبة تسعين بالمائة،وتساوقا مع الثورة التونسية جاء الزلزال من مصر التي نفضت عن كاهلها ثقل النظام القمعي وسلطة القطط السمان التي استمرت لعقود متتالية تسرق المال العام وتنتهك الشعب بضروب مختلفة من الظلم والتخلف والجوع والحرمان ؟، وهكذا ستستمر حركة التغيير في اليمن والجزائر وغيرها من الدول الدكتاتورية