لندن تصعد ضد الرئيس المصري وأردوغان يذكره بالقبر والكفن وصالحي يأمل بشرق أوسط إسلامي

مبارك يعد المصريين بكل شيء .. إلا التنحي
لندن تصعد ضد الرئيس المصري وأردوغان يذكره بالقبر والكفن وصالحي يأمل بشرق أوسط إسلامي
الإخوان وكفاية ومتظاهرون لـ (الزمان):إجماع علي رحيل مبارك وخلاف حول المرحلة الانتقالية

القاهرة ــ مصطفي عمارة
أنقرة ــ توركان إسماعيل
طهران ــ لندن ــ الزمان:
أعلن الرئيس المصري محمد حسني مبارك انه لن يترشح الي ولاية جديدة وسيضمن خلال المتبقي من ولايته الانتقال السلمي للسلطة من دون أن يتحدث عن اي تنازل عن صلاحياته كرئيس الي نائبه خلال هذه الفترة. ورفض المتظاهرون فوراً ما اعلنه مبارك وطالبوا برحيله فوراً رافضين وعوده. وقال مبارك في خطاب مساء امس: انَّ المظاهرات تحولت الي اخلال بالأمن. واضاف: انه بادر الي تشكيل حكومة جديدة تتجاوب مع مطالب الشباب وكلف نائب الرئيس بالحوار مع المعارضة للتغيير الدستوري لكن عدداً من القوي رفضت دعوة الحوار. واوضح انه يتوجه الي الشعب المصري كافة انه ليس من طبعه التخلي عن الواجب والمسؤولية وانه مسؤول عن الأمن للانتقال السلمي للسلطة والتهيئة.
وقال الرئيس المصري (اعمل خلال الاشهر المتبقية لكي يتم اتخاذ التدابير كافة لانتقال السلطة) وطلب تعديل دستوري وخاصة المادتين 76 و 77 من أجل أن تعتمد فترات محددة للرئاسة وتغيير شروط الترشيح لمنصب الرئيس. أطالب البرلمان بالالتزام بمتابعة الطعون في الانتخابات وقال انه يكلف جهاز الشرطة بحماية الشعب وكذلك السلطات الرقابية والقضائية. وقال انّ حسني مبارك الذي يتحدث اليكم يعتز بما أنجزه وانه سيموت علي ارض مصر وان الوطن باق والاشخاص زائلون. وسادت اجواء عدم ثقة بين أحزاب المعارضة المصرية من دعوة عمر سليمان نائب الرئيس المصري للحوار الفوري. وقالت قيادات في المعارضة انّه لا يمكن المضي في حوار من دون ضمانات للتغيير لأنّ عناصر النظام لا تزال تقود البلد. وقالت مصادر: ان المبعوث الامريكي تحدث مع الرئيس المصري حسني مبارك حول الأزمة واضافت ان مقترح نقل صلاحياته الي نائبه كان علي الطاولة. في حين أبدت أوساط الانتفاضة في ميدان التحرير بالقاهرة استياءها من احزاب تحاول التسلّق علي اكتافهم. ورفعت لندن من وتيرة تصريحاتها ضد نظام الرئيس حسني مبارك وابدت عدم رضاها علي تغييرات وصفتها بالشكلية وتبديل الأسماء حسب ما أعلنته الخارجية البريطانية. وطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس المصري بالاستجابة لمطالب الشعب وقال: إن عليه ان يتذكر انّ كل انسان فانٍ وانه لن يحمل شيئاً معه الي القبر سوي الكفن. علي صعيد ميداني أكملت الحشود في ميدان التحرير تظاهراتها في ظل حماية الجيش وسادت بينهما علاقة من الاطمئنان وطالب متظاهرون بالتوجه نحو القصر الجمهوري فيما حذر آخرون من امكانية الاصطدام مع الحرس الجمهوري واراقة الدماء. وتردت الخدمات وشح الوقود وارتفعت أسعار الخبز والغذاء. وغصّت ساحة ميدان التحرير في القاهرة امس بمئات الآلاف المحتجين في اليوم السابع للاحتجاجات المتواصلة في وسط القاهرة يجمعهم مطلب واحد: رحيل الرئيس حسني مبارك. وتتراوح التقديرات لعدد المحتجين في ميدان التحرير بين مليون ومليونين وسط غياب مصادر مستقلة لتاكيد العدد. وبرز لافتاً في مظاهرة امس مشاركة كثيفة للأحزاب والقوي السياسية. فيما قال مراسل (الزمان) في القاهرة: ان هذه القوي تتفق علي هدف واحد هو رحيل مبارك لكنها مختلفة حول البديل وآليات الانتقال في هذا الهدف. وشهدت مدن بور سعيد مظاهرة من نحو 70 ألف شخص والمنصورة وهي رابع مدن مصر مظاهرة ضمت 170 ألف فيما تظاهر 80 ألف شخص في المحلة الكبري وهي مقر صناعة النسيج في البلاد. وشهدت السويس احتجاجات شارك فيها نحو 70 ألف شخص، والاسماعيلية مظاهرة ضمت 30 الي 40 ألف شخص، فيما تظاهر 40 الي 50 ألف شخص في الشرقية (90 كيلومتر شمال القاهرة).
وفي المقابل نفذ حوالي 500 الي ألف شخص مظاهرة تأييد لمبارك أمام التلفزيون والاذاعة المصرية علي كورنيش النيل في القاهرة يعتقد أنها من تنظيم الحزب الحاكم ترفع شعارات تطالب ببقاء مبارك. وجرت هذه المظاهرة في موقع يبعد أقل من كيلومترين عن ميدان التحرير وسط اجراءات أمنية خوفاً من وقوع أي احتكاك مع المحتجّين في ميدان التحرير. ونظم بضع مئات من الأشخاص مظاهرة تأييد لمبارك في ميدان محطة الرمل في مدينة الاسكندرية. من جانبه أعلن رئيس الحكومة المصرية الجديد احمد شفيق امس ان حكومته "في صدد اعادة النظر في كل ما هو قائم"، في اشارة الي التنازلات التي يمكن ان تقدم الي المعارضة لاستيعاب حركات الاحتجاج. علي صعيد متصل حذر الناطق باسم القوات المسلحة المصرية من ظهور اشخاص يرتدون زي الجيش المصري بين المتظاهرين.
واوضح مراسل (الزمان) في القاهرة ان احزاب الوفد والتجمع والناصري واقباط المهجر وممثلين عن الاخوان المسلمين أعادت رفضها في بيان مشترك دعوة عمر سليمان نائب الرئيس المصري للحوار في ظل نظام مبارك. وطالبت هذه الاحزاب في بيانها (بوضع دستور جديد من خلال جمعية تأسيسية وحل المجلس النيابي الحالي وتشكيل حكومة مؤقتة) من دون ان تشير الي بديل عن مبارك في حال رحيله. في وقت قال ائتلاف معارض يضم الاخوان المسلمين وحركة كفاية واحزاب وحركات اخري: ان رئيس المحكمة العليا في مصر محمود الخضري يجب ان يصبح رئيسا ويتولي الاعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية وفق ما نص عليه الدستور المصري. من جانبه قال عضو مكتب الاخوان جمال حشمت لـ(الزمان): انه (لا حوار مع السلطة في ظل وجود مبارك). واضاف (ان شرعية النظام لن تعود لا من خلال الولايات المتحدة ولا من خلال التدخلات الخارجية. من جانبه قال سامح عاشور امين الحزب الناصري لـ(الزمان) (نرحب بالقيادات الشابة التي تقود الاحتجاجات وسيكون لها دور في فترة ما بعد مبارك)
وقال مراسل (الزمان) في القاهرة: ان مبعوث الرئيس الامريكي باراك اوباما يواصل اتصالاته بمختلف القوي والاحزاب والحكومة المصرية.
وأعلن البنتاغون ان وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس اجري امس اتصالا هاتفيا مع نظيره المصري المشير محمد حسين طنطاوي تناول التظاهرات الضخمة التي تشهدها القاهرة.
في وقت دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السناتور جون كيري الرئيس المصري حسني مبارك إلي التنحي جانباً عن السلطة وإفساح المجال أمام نظام سياسي جديد.
فيما قالت وزارة الخارجية الامريكية امس: ان السفيرة الامريكية في القاهرة مارجريت سكوبي تحدثت مع الدبلوماسي المصري محمد البرادعي في أول اعتراف رسمي من جانب الوزارة بأي اتصال مباشر مؤخرا مع المعارض المصري.
وقال المتحدث باسم الوزارة بي.جيه كراولي في رسالة علي موقع تويتر "في اطار تواصلنا العلني لدعم انتقال منظم للسلطة في مصر تحدثت السفيرة سكوبي اليوم مع محمد البرادعي".
في وقت أعرب وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي عن ثقته بأن "ثورة" الشعب في مصر ستساهم في قيام شرق أوسط اسلامي، معلنا دعم طهران للتظاهرات المطالبة بسقوط نظام الرئيس حسني مبارك.
من جانبه أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس أنه سيشجع المصريين علي صياغة حكومة ذات قاعدة عريضة واعتماد تغيير حقيقي واضح يؤدي الي انتقال منظم للسلطة في مصر، ويتحدث الي نائب الرئيس المصري عمر سليمان.
من جانبها وجهت المستشارة الألمانية انتقادات شديدة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرة ان الوضع في مصر لا يمكن أن يشكل ذريعة لوقف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، فيما قالت رئيسة حزب كديما والمعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني: ان التطورات المصرية تدل علي أن تل أبيب أقامت علاقات مع أنظمة عربية وليس مع الشعوب.
علي صعيد متصل قال عبدالحليم قنديل القيادي في حركة كفاية لـ(الزمان): ان (الهدف اسقاط النظام ثم وضع دستور جديد.
وبدا تصميم شديد لدي الناس في ميدان التحرير علي رحيل مبارك.