نيويورك تايمز تعرض سيناريوهات خروج مبارك: رحلة علاج طويلة في ألمانيا أو الذهاب إلى شرم الشيخ
كتلة من اللهب فوق أنبوب الغاز المحترق في شمال سيناء - (أ. ب)
واشنطن - القاهرة - د ب أ
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن هناك مقترحات في مصر لسفر الرئيس المصري حسني مبارك إلى ألمانيا للخضوع لفحوص طبية.
وجاء في تقرير الصحيفة الصادرة امس أن هذا جزء من خطط نائب الرئيس المصري عمر سليمان لإيجاد مخرج كريم لمبارك من الأزمة.
ووفقا لتلك الخطط، سيتوجه مبارك إلى ألمانيا لإجراء فحصوصه الطبية المعتادة وسيبقى هذه المرة هناك فترة أطول.
وذكرت الصحيفة أن هناك مقترحا آخر بأن يذهب الرئيس مبارك إلى منزله في منتجع شرم الشيخ. واستندت الصحيفة في تقريرها على بيانات مسئول في الحكومة الأمريكية لم تسمه ، والذي أوضح أن الهدف من تلك الخطط هو مغادرة مبارك القصر الرئاسي ، لكن دون الاضطرار إلى عزله من منصبه.
وذكرت الصحيفة أن تلك المقترحات جزء من خطط سليمان والقيادة العسكرية للحد من نفوذ مبارك والبدء في تشكيل حكومة انتقالية بقيادة سليمان على الأرجح.
وذكرت الصحيفة ان الإدارة الأميركية وبعض عناصر الجيش المصري والنخبة المدنية مضوا في سعيهم لإخراجه من السلطة بهدوء. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين مصريين وأميركيين قولهم ان نائب الرئيبس المصري عمر سليمان، وغيره من القادة العسكريين يناقشون خطوات للحد من سلطة مبارك في اتخاذ القرارات وربما نقله من القصر الرئاسي في القاهرة، وإن لم تنزع منه الرئاسة مباشرة.
ونقلت أيضاً عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قولهم ان من بين الأفكار المطروحة كانت انتقال مبارك إلى منزله في شرم الشيخ أو التوجه إلى ألمانيا في إجازة طبية سيخضع فيها لفحوص مطولة.
وأضاف المسؤولون ان مثل هذه الخطوات ستؤمن له خروجاً يحفظ فيه ماء وجهه، فيما لا يعود لاعباً سياسياً مركزيا، وذلك في مسعى لتلبية جزء من طلب أساسي للمتظاهرين في شوارع القاهرة. وأشارت الصحيفة إلى ان سليمان وكبار القادة العسكرين يلقون تشجيعاً لإجراء محادثات مع المجموعات المعارضة، تتطرق إلى كيفية انفتاح النظام السياسي، ووضع حدود للرئيس ووضع بعض المبادئ الديمقراطية الرئيسية قبيل موعد الانتخابات الرئاسية في أيلول/سبتمبر المقبل.
وقال أحد المسؤولين الرفيعين في الإدارة الأميركية «لا يمكن أن يحصل أي شيء من هذا إذا بقي مبارك في مركز السلطة، ولكن هذا لا يتطلب بالضرورة مغادرته منصبه الآن».
لكن قادة المعارضة يصرون على انهم لن يتفاوضوا ما لم يترك مبارك الرئاسة، وهم يبنون على تأثير استقالته بغية ضمان عدم محاولة مسؤولين مصريين رفيعي المستوى إعاقة التحرك باتجاه قيام ديمقراطية دستورية. وفيما يحذر بعض قادة المعارضة من خطر وصول رئيس جديد يحظى بدعم الجيش إذا كان تفاوض النخبة العسكرية على انتقال السلطة من مبارك سيعيق تغيراً أوسع، تدفع مجموعة من المثقفين والمحللين السياسيين لدعم انتقال أساسي للسلطة إلى سليمان الذي يبدو انه يحكم مكان مبارك. ويبدي المسؤولون في إدارة أوباما قلقهم من ان إخراج مبارك من السلطة في وقت مبكر قد يخلق مشاكل دستورية تؤسس لفراغ سياسي، مع العلم انه بموجب الدستور الحالي يتسلم رئيس مجلس النواب السلطة أقله إسمياً في حال استقالة الرئيس.
لذا يقول قادة المعارضة ان الدستور يعطي الأفضلية للحزب الحاكم ولا بد من التخلص منه مباشرة وحل البرلمان الذي يسيطر عليه حزب مبارك.