سجاد فاخر وشاشات "بلازما" واتصال إنترنت عالي السرعة هي أبرز ما يميزها
«مخيمات فندقية» .. للمتعة وجه آخر!
عامل في مخيم يُجهز البوفيه المفتوح
البدائع، تحقيق- مرام الجبيل
لطالما اتفق الكثير أن استغلال العطلات في الخروج إلى البر وإقامة المخيمات، يعتبر أهم متنفس للشباب والأسر، إلى جانب البعد عن صخب المدينة و"ضوضائها"، وذلك من خلال المكوث في الصحراء، والتمتع ببساطة العيش في الأجواء الشتائية الباردة.
ومع تعدد المخيمات المنتشرة في المتنزهات البرية والتي تتوافد إليها العوائل وهواة البر، يتنافس أصحاب المخيمات بتوفير كافة اللوازم والتجهيزات على مستوى راقٍ ومعدات حديثة؛ وذلك لجذب الزبائن الذين يبحثون عن الرفاهية الزائدة والمباهاة.
مواصفات عجيبة
بيوت شعر، مجالس شعبية متكاملة، جلسات خارجية وأرضية "سيراميك"، ملاعب رياضية، خيام صغيرة للأطفال، سجاد فاخر، شاشات بلازما، اتصال انترنت عالي السرعة، وتأثيث مُبالغ فيه يُضاهي أثاث الشاليهات أو الاستراحات الراقية، كل ذلك موجود في المخيمات الحديثة، التي تختلف أسعارها بحسب نوعية الخيام ومستوى جودتها ونظافتها، وأنواع التجهيزات المتوفرة فيها، حيث يشير أحد أصحاب المخيمات إلى أنه كلما أضاف المزيد من ألوان الرفاهية في المخيم، ارتفع بالمقابل سعره، وقد يصل إلى 15 ألف ريال ليوم واحد فقط.
مجهزة بكامل ملحقاتها
يقول "أبو يوسف" -أحد مؤجري المخيمات-: يفضل الكثير من المتنزهين أن تكون الخيام مجهزة بكامل ملحقاتها، كالسجاد و"مواطير" الكهرباء، وخزانات المياه، إلى جانب أعداد الخيام المطلوبة، مضيفاً: "تجد المتنزهين الآن أصبحوا يحرصون كل الحرص على أن تكون مخيماتهم مزودة بكافة الخدمات الترفيهية، وتوفير سبل الراحة، بل قد يشترط بعضهم وجود الطباخ والحارس وعامل النظافة، بينما آخرون يحرصون على وجود (سور) إضافي وكبير لخيمة النساء".
وصل الأمر ببعض المتنزهين إلى طلب حرّاس وطباخين لتحقيق المزيد من ألوان الرفاهية
على حسب الخدمات
ويعلل "أبو ريناد" -صاحب محل تأجير مخيمات- سبب ارتفاع أسعار المخيمات، هو التنافس المصاحب لها مع الخدمات التي توفرها الفنادق والاستراحات، مبيّناً أن المخيمات ذات الخدمات المتوسطة والتي توفر الاحتياجات الضرورية فقط، تتراوح أسعارها من 1000 إلى 2500 ريال في اليوم، مشيراً إلى أنه مع زيادة الملحقات والمستلزمات وتوفر أنواع جيدة من الحطب، تزيد أسعار المخيم حتى تصل إلى 5000 ريال في اليوم الواحد، أما في مسألة تجهيز المخيم بكافة وسائل الترفيه من أماكن مخصصة للجلوس وملاعب مختلفة للكبار والصغار ودراجات نارية وقنوات مفتوحة، بالإضافة إلى توفير كل عوامل الأمن والسلامة، فذلك يزيد من السعر تدريجياً، وقد يصل إلى 8000 أو حتى 10000 ريال في اليوم الواحد.
خيمة خُصصت للألعاب وتظهر لعبة الفريرة
صحراء هادئة
وأوضح "أبو ريناد" أنه لا زال العديد من المخيمات تحتفظ بأسعارها القديمة بمبلغ لا يتجاوز 800 ريال، ولكنها مخيمات متواضعة لا تشمل على أية مرافق ترفيهية، كتلك التي توفرها المخيمات الراقية بمبالغ باهظة الثمن، ذاكراً أن ثمة مخيمات مزودة بكافة المميزات الخدمية والتي تشعرك وكأنك في فندق مطل على صحراء هادئة، حيث تصلك سيارات صغيرة ثلاث مرات في اليوم لتتأكد من قضائك وقتاً ممتعاً.
بساطة العيش
واستنكر المواطن "عبدالكريم العمرو" هذه المباهاة والمبالغة في تأثيث المخيمات، موضحاً أن بعض المخيمات تشترط أثاثاً جديداً وفاخراً ودورات مياه حديثة، إلى جانب الإطلالة على المناظر الجميلة التي تحظى بها بعض المواقع الربيعية، علاوةً على توفر بوفيه مفتوح وحراسة وخدمة على مدار الأربع والعشرين ساعة، مضيفاً أن هذه الرفاهية لم تقتصر على محتوى المخيم، بل امتد إلى تحديد لون الإنارة ومدى قوتها وشكلها وطريقة توزيعها بشكل يجذب الناس والزوار، لافتاً إلى أنهم بذلك يتفاخرون ويتباهون حتى خارج مدنهم، ويضيعون بساطة العيش التي هي من أساسيات التنزهات البرية.
مجلس في مخيم صُمم على أحدث صورة
جهات دعوية
ويستغل كثيراً من المصطافين هذه الفرصة من الجهات الدعوية التوجيهية أو الجهات التعليمية لإقامة فعاليات متنوعة في المخيمات، تبدأ بوضع خطة مقترحة لعدد أيام الفعاليات وتنتهي بمعرض دعوي أو ثقافي أو مسابقة كبرى، تشمل من هم خارج المخيم، كما تحرص هذه الجهات على أن يكون موقع المخيم واضحاً إعلامياً يسهل الوصول إليه، وأن تتوفر فيه كامل الاحتياجات الضرورية، كما تحرص على أن تكون مساحة المخيم واسعة لاحتواء أكبر عدد ممكن من الزوار، إضافةً إلى وضع اللافتات و"البروشورات" الكبيرة؛ لإضفاء الطابع الرسمي للمخيم، ولفت الانتباه لموضوع المناسبة المقامة، وعن الفعاليات المقترحة لمثل هذه المناسبات التي تختار المخيمات مكاناً ملائماً لها يقول أحد المواطنين الذين حضروا برنامج دعوي في أحد المخيمات: ينقسم البرنامج عادةً إلى برنامج مسائي يبدأ بعد صلاة العصر يشمل عدداً من المحاضرات الدينية أو دورات تدريبية أو مسابقات ثقافية، أو حتى قصص متنوعة، أما القسم الآخر فهو البرنامج الإضافي، وهو الذي يكون مصاحباً للبرنامج المسائي، ويشمل توزيع الكتاب والشريط الإسلامي أو بعض الإهداءات، إلى جانب حل الألغاز والتي غالباً ما تكون خارج المخيم.