(طالبان الإفريقية )
مخيمات البؤس في صوماليا لاند تكشف عن ..
يعيش نصف مليون في ممر افغويي ويقتات غالبيتهم على أوراق الشجر وشردوا عدة مرات
محاكم شرعية سرية بدفن ورجم نساء حتى الموت بتهمة الزنا أو ضربهن أمام الملأ
قذائف الهاون تسقط في النهار على المساكن وتصادر الأرواح وفي الليل ترويع وتعذيب وضرب
ترجمة –كريم المالكي :
تشير اللوحة التذكارية في مبنى دار الدولة في هرجيسا عاصمة أرض الصومال، الى احتفالية كُتبَ لها ان لا تحدث قط. لقد بُنيَتْ هذه الدار في عام 1952 لمناسبة زيارة حكومة الوصاية البريطانية ممثلة بالملكة اليزابيث الثانية التي تم تتويجها حديثا لكن الملكة لم تأت أبدا. لكن في هذه الأيام تكاثرت في هذه المنطقة مساكن الصفيح القذرة التي تسمى ب"البول" والتي سُيِّجَتْ بشرائح القش والبلاستيك و سقفت بالقماش. وكانت الجدران في بعض الأماكن قد سوت بألواح مسطحة من علب زيت الطبخ.وعادة تكون أكواخ "البول" منخفضة، ومن دون نوافذ بحيث انه من الصعب ان يدخل الضوء اليها باستثناء ذلك الضوء الذي يمر من خلال الثقوب الموجودة في الصفيح والذي يلاحظ من خلالة كمية الغبار والقاذورات الموجودة فيها . وشاغلي هذا المخيم هم من اللاجئين الفارين من الحرب الذين اضطرتهم الظروف للجوء الى هذا المكان الذي لا يصلح للعيش.
في هذا الموضوع يسرد الناس من المخيمات التي تؤويهم الآن بعد ان تركوا خلفهم بيوتا واحباء ما زالت صور فقدانهم موجعة ،يسرد هولاء قصصهم المؤلمة التي ما زالوا يجترونها عن حركة الشباب التي يرى بعض منهم انها 'طالبان الافريقية" الصاعدة فيما هناك من الناس ممن هم في داخل المخيمات ويتعاطفون مع الحركة.
كانت الأكواخ المكتظة والمتقاربة مع بعضها البعض تمنع رؤية مبنى دار الدولة الذي عندما تم الدخول اليه لم يكن مشغولا من قبل احد، باستثناء جناح واحد من المباني الملحقة. كانت الغرف مفتوحة للسماء، وامتلأت الأرضيات بالصخور المتناثرة, والنوافذ كلها بلا زجاج. والأطفال يتسلقون الجدران المبنية من القطع الحجرية الملونة التي تهدمت جزئيا بسبب القتال الذي دار في المدينة في عام 1988. كان بعض الشباب اليافعين الذين يجلسون على شرفة رسمت فيها الشعارات على الجدران والأبواب يستمعون إلى الموسيقى. وضعوا السترات فوق رؤوسهم لاخفاء وجوههم وحذرونا من التصوير.
كان ذلك دليل على هوية العديد من الذين يعيشون داخل المعسكر:ان الضحايا القلقين من الحرب في الجنوب في الصومال، البلد الذي انفصلت عنه جمهورية أرض الصومال، أو جمهورية صوماليلاند، الجمهورية غير المعترف بها من قبل أي دولة أخرى منذ عام 1991. في الحقيقة انهم ضحايا أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
ومعظم اللاجئين الحاليين، هم الأكثر فقرا، ويعيشون على الكفاف وعلى مسافة من دار الدولة نفسها. وهو السبب نفسه الذي جعلنا نجد ساريدا نور أحمد، البالغة من العمر 31 عاما التي وصلت أخيرا، لتشغل واحدة من غرف المبنى التي يمكن ان تصلح للسكن وتم تسقيفها باسطح معدنية مموجة يتسرب منها الماء عند سقوط المطر. وتوضح ساريدا: بالتأكيد ان "البول" سيكون أفضل بكثير.
لقد فرت ساريدا من القتال، مخلفة وراءها ثلاثة من أطفالها العشرة في فوضى الفرار. وتقول وهي تصف المعارك بين الحكومة وقوات حفظ السلام الافريقية والشباب الذين كانوا يقاتلون في المناطق السكنية غير مكترثين لمن يُقتَلْ: "كان الوضع لا يطاق. قذائف الهاون تسقط خلال النهار. وفي الليل هناك التعذيب والاغتصاب والضرب. في البداية اعتقدنا انه كان نتيجة للغزو الإثيوبي. ولكن الأمور ازدادت سوءا. جاؤوا الى منازلنا ".وحينما سألتها من هم؟ قالت: حركة الشباب.
كان الشباب من قبل جزء من الميليشيات الاسلامية التابعة لاتحاد المحاكم الإسلامية، والتي حققت في عام 2006، قدرا من السلام إلى البلاد التي كانت قد دمرتها سنوات من العنف الداخلي ،لكن المحاكم الاسلامية تعرضت لهزيمة منكرة بعد بضعة أشهر من الغزو الاثيوبي المدعوم من الغرب. والآن وقد ذهب الاثيوبيون صاروا نواة المتشددين الاصوليين هم الشباب الذين احيوا طالبان أفريقيا الخاصة بهم.
وتتهم الولايات المتحدة رجالها الملثمين بانهم وكلاء لتنظيم القاعدة، وينفذون أفكارها الخاصة في العدالة ويعتقلون المشتبه بهم من المتعاونين مع الحكومة الجديدة الضعيفة ويقتلون أولئك الذين يعتبرونهم معارضين بما فيهم العشرات من الصحفيين المحليين وعمال الإغاثة. لقد حكمت المحاكم الشرعية السرية بدفن ورجم النساء حتى الموت بتهمة الزنا أو الضرب علانية لانتهاكهن الزي الاسلامي. ويقول الصوماليون ،ان وراء واجهة التقوى هناك من يمارس السرقة والقتل والاعتداءات الجنسية المقترنة بالعقاب.
تحدثت لأول مرة عن وحشية أساليب الشباب امرأة تدعى زام زام عبدي ( 28 عاما) وهي صومالية شجاعة وناشطة في حقوق المرأة اجبرت على الخروج من مقديشو من قبل الجماعة. تقول عبدي:بعث لي الجماعة ملاحظة تركوها عند باب مكتبي : "أوقفي ما تقومين به، أو سوف نتصرف. واختتموها ب التالي: نعم أم لا؟ كانت عبدي تعرف ما الذي تعنيه هذه العبارة التي اكتسبت سمعة سيئة في مقديشو في ذلك الحين. لقد سمعت نفس الرسالة بالراديو من قبل امام موالي لحركة الشباب واستلمتها عبر البريد الإلكتروني والمكالمات المجهولة. ونفس الكلمات علقت عند جثة احد أصدقاء عبدي كان قد قتل على يد الشباب. كانت كلمات عبدي كافية للبحث في أرض الصومال عن الضحايا. ومن ثم الى بوراو ثاني أكبر مدن الصومال، والمكان الذي يحوي أسوأ من المخيمات.
في بوراو تشاهد ما تبقى من حروب الصومال: عربات مدرعة روسية مدمرة وصدئة دفنت هياكلها في الرمال. المخيمات في صوماليلاند تذكر بالمعارك الاحدث : حرب أميركا على الإرهاب وبدلا من أن تضعف حركة الشباب، وعلى ما يبدو ان تدخل الولايات المتحدة جعلها أقوى. وبعد ميناء بربرة كان الباص الذاهب الى هرجيسا فارغا لكنه سيعود ممتلئا بأولئك الذين فروا من الجنوب. قال السائق أنه عمل جيد للراغبين في تحمل المخاطر وقيادة شاحنة من لايلاشا بياها ،التي تبعد 11 ميلا من العاصمة الصومالية، في قلب ممر أفغويي، لاخراج الناس المستعدين ان يفعلوا المستحيل من اجل الفرار.
وممر أفغويي عبارة عن مكان مرادف للبؤس والجوع والمرض والانكسار. ويبلغ طول هذا الطريق الذي يمتد غربا من مقديشو 20 ميلا، وهو موطن لأكبر تجمع من المشردين في العالم حيث يعيش أكثر من نصف مليون نسمة على جانب الطريق ،ويقتات العديد منهم على أوراق الشجر وهم ممن شردوا ثلاث أو أربع مرات من قبل.
في بوراو تحدث احد أفضل المحظوظين من الفارين ويدعى " ليبان علي احمد" (21 عاما) الذي هرب من ايلاشا بياه على شاحنة مكتظة قبل عام:محظوظ لأنه كان في عائلتي الكبيرة اثنان من اعمامي الذين ولدوا في بوراو ،وقد دفعوا مالا لتهريب عائلتي، وقد اسكنونا البلدة. ومحظوظ جدا لاني لم أعش في ممر أفغويي، وانتقلت مرة واحدة فقط خلال اخطر الطرق في العالم.
و"ليبان" يدرس في غرفة نومه لانه لا يستطيع دفع الرسوم الجامعة المحلية حيث انه يود دراسة إدارة الأعمال. ويقول في مقديشو تعيش والدتي التي ترملت أربع مرات،وهي تعمل ببيع "القات" المستورد من إثيوبيا. وتدفع ما تحصل عليه من عملها لأجرة المنزل الذي تسكنه والذي يقع بالقرب من المطار. ويستذكر ليبان "المكان خطر لان الحرب في كل مكان". وكما يروي ليبان قصته فأنه بعد أن أنهى المدرسة الثانوية عمل كمعلم خصوصي، للأطفال الذين لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة لتعليمهم اللغة العربية والرياضيات والصومالية. ويضيف "حاولت لشهرين أو ثلاثة أشهر لكن عائلات الاطفال الذين أدرسهم فروا من المدينة و الحي الذي أقيم فيه اصبح فارغا. كان من المفترض أن يكون هناك وقف لاطلاق النار. ولكن القتال أغلق جميع المدارس. وحتى أخي عندما صعد للعب على شجرة بالقرب من منزلنا تعرض لاطلاق النار ".
وهنا يستدعى شقيقه آينل( 14 )عاما والذي كان كريم العين وساعد " ليبان" أخاه بلطفٍ رافعا قميصه ليبين كيف أن الرصاصة دخلت واخترقت صدره ووصلت الى ظهره. لقد التأمت الجروح وبقيت التشوهات الصغيرة. وحتى بعد اصابة اخيه بقيت العائلة في منزلها . ويقول " ليبان" "لقد كانت تلك الشهور الستة مرعبة ،كان الأطفال يشعرون بالخوف الشديد ،وأخيرا حوصرنا في منزلنا سبعة أيام. كان الاطفال الصغار يضطجعون كما لو انهم لقوا حتفهم. لم نتمكن من اعطائهم الماء لانه لا يصلح للشرب. وفي النهاية خاطرت بحياتي في الخروج للحصول على المياه، وشيء ليتناوله الاطفال. كنا نناقش الهروب منذ زمن طويل لكن هذه الأيام السبعة كانت الامتحان النهائي فقررنا الرحيل. "
كانت المخيمات في بوراو أماكن قبيحة. لا توجد فيها مدارس أو مرافق صحية ولا الصرف الصحي السليم. والمقيمون متهمون بسحب المياه من البئر الوحيدة. ومعسكر 15 مايو هو أسوأ الأكواخ حيث تغطيه القمامة. وذات مرة سمعت أصوات الطبول وتبين بعد الدخول الى الكوخ المزدحم بالرجال والنساء انهم يقيمون حفلا صوفيا لطرد الارواح من امرأة. كانت المرأة التي اسمها قريش عيسى نور تحمل في ذراعيها طفلا ملفوفا في بطانية، ولدته قبل اسبوع في الطريق إلى بوراو. وتتطلب التقاليد من قريش أن تبقى في منزلها لمدة 40 يوما. ولانها بلا زوج كانت تعتمد على غيرها من النساء من المخيم، اللواتي يذهبن إلى بوراو للتسول ليجلبن الطعام لها. وعندما لا يجلبن شيئا فهذا يعني ان قريش لا تأكل، وبالتالي لا يمكن أن تنتج ما يكفي من الحليب لطفلها الجائع .
وكانت قريش أحدث الواصلين الى المخيم ،قتل زوجها في القتال الدائر في مقديشو. وتقول قريش "كان عاملا عاديا. غادر في الصباح ليعمل بعربته اليدوية. وبعد أربع ساعات فقط جلب بعض الاصدقاء الذين يعمل معهم جثته الظهر محمولة في عربته اليدوية. وهربت قريش مع أطفالها إلى ممر أفغويي. وتضيف " دائما نسمع الرصاص،لذا الجميع يحاول الهرب. وعندما نعود الى المنزل فإن قذائف الهاون تسقط على الأكواخ لأن الشباب يستخدمون مساكن"البول" لدفاعاتهم .اما القوات الحكومية فتأتي بالعربات بينما يرتدي الشباب ملابس مدنية ويحملون بنادق وقذائف صاروخية. انهم يسيطرون على المنطقة التي نحن فيها، ويلغمون كل الطرق التي يعتقدون ان القوات الحكومية قد تدخلها. وتقول قريش: لا يمكنك أن تخبر أحدا لانهم في كل مرة يسألونك: الى أين تذهب؟' وتكون وجوههم مغطاة بالأوشحة ولا تشاهد سوى عيونهم. ومعظم الوقت نبقى في البيت. وتضيف "بسبب الألغام فإن قوات الاتحاد الافريقي لا تأتي الى المخيم واذا جاءوا فإن الهاونات تأتي ايضا، وبالتالي فإن الشباب سوف يقولون: هؤلاء ناس سيئون في حين انك مع الشباب لا تحصل على كلمة رقيقة ".
وذكر آخرون ان الرجال المقنعين من الشباب يأتون مع مكبرات الصوت ويمشون الى جوار المنازل ويعلنون عما يريدون من وصايا . وهناك قصص عن رجال أخذوا من منازلهم وعثر عليهم مقتولين في وقت لاحق. وتلقى مسؤولية ذلك على الشباب. وتقول امراة تدعى بوشارو: كيف ان المسلحين وصلوا الى كوخها ليلا ولم يجدوا زوجها فأحرقوا منزلها. وتقول قريش : "إذا لم ترتدي الحجاب سيأتي الشباب، وذات مرة سألوني: " لماذا لا ترتدين الحجاب؟" فقلت لهم : لقد مات زوجي وليس لدي مال، بعدها اقتحموا بيتي. كان اثنان منهم يحملان سوطا مصنوعا من نسيج الاطارات المطاطية، ضربوني به على الظهر والأرداف وما تزال آثار الضرب ماثلة حتى الآن ".
قصص وحشية الشباب تسمعها عبر جولة بسيطة في المخيمات. ويتحدث رجل عن كيف اوقفه الشباب بعد عودته من عمله وسرقوا الفاكهة التي اشتراها لأولاده وحذروه من مغبة المقاومة لان حياته قيمتها أكثر من هذه الفاكهة. وتحدثوا عن قصة كيف حاول الشباب جر زوجة احدهم للخروج من منزله واغتصابها وكيف اطلقوا النار على الزوج عندما حاول ان يمنعهم. وتظهر الزيارات التي يقوم بها ليلا ونهارا رجالا مسلحين يبحثون عن أسرة أو أصدقاء لشخص ما، وغالبا ما يرافقهم صحفي من سكان الحي أو احد من المارة اختطف من الشارع، وأجبر على الارشاد إلى المنزل الذي يبحثون عنه.
وحتى عندما يروي الناس حكاياتهم، فإن الخوف من الشباب ما يزال في أعماق هؤلاء الناس. كما انهم يرفضون ذكر الأسماء، أو أوصاف الجناة، بما فيها الأسماء المستعارة التي يعرفونها . لكن لا احد يشعر بالارتياح ليقول " هذا هو الشخص". والسبب يعود الى وجود متعاطفين مع حركة الشباب في المخيمات، وربما حتى بين أولئك الذين يتجمعون للاستماع إلى المقابلات في مجموعات غريبة.
كان هناك رجل واحد فقط يدعى عبدي عبد الله جمال عمره (38 عاما) ميكانيكي من مقديشو وفي وقت ما عمل مزارعا من الذين جاءوا إلى بوراو قبل تسعة اشهر.كانت قصته مرعبة لانه فقد أربعة من أولاده بسبب الجوع والعنف. وفي هذه الايام فانه يحصل على لقمة العيش من خلال وظائف غريبة و العمل لبضعة أيام في المدابغ المحلية عندما يمكنه ذلك. وفي حال آخر يرسل بناته إلى بوراو للتسول. ويقول عبدي ان الشباب هم"القاعدة" وهم في كل مكان في صفوف الشعب. أنهم يأخذون كل ما لديك ويتركوك خالي الوفاض إلا من الاحزان. عندما بدأوا بالظهور كانوا يقولون "يمكنك مشاهدة أشرطة الفيديو في المنزل ويمكنك الاستماع إلى الموسيقى". وعندما جاء القتال فقدت اثنين من ابنائي هما عثمان، البالغ من العمر أربع سنوات، ومحمد، خمسة اعوام الذين لم أجد الفرصة لدفن جثثهم ،كنت جالسا في منزلي عندما استمعت دوي الرصاص. وبعد قليل سقطت قذيفة على بيتي. لقد حملت بعض أطفالي فيما حملت زوجتي الآخرين وهربنا.
"ولم تنته محنتهم بعد حيث يقول عبدي:"كان لدي طفلان آخران لقيا حتفهما ايضا في الطريق الى مدينة " بلادوين". كانا صغارا وكنا نسير في طريق طويل، واخذ التعب منهما الكثير لاننا مشينا لمدة ثمانية أيام. وفي البداية وضعت الأطفال على عربة يجرها حمار ولكن بعض الناس أخذوا العربة التي يجرها الحمار، وكذلك أشياءنا الاخرى التي نحملها على العربة. اما بقية أفراد الأسرة فقد تم انقاذهم من خلال تدخل مجموعة من الرعاة الرُّحل الذين ذبحوا لهم عنزًا ليأكلوها.
كنت في الفندق في بوراو عندما تسلمت رسالة نصية جاء فيها ان اطلاق النار يجري في مخيم دار الدولة،بعدها تغييرت التفاصيل حيث أُفيدَ ان ستة أكواخ دمرت، حسبما ذكرت الرسالة في البداية، لكن في وقت لاحق جاء الخبر ان 12 كوخا قد دمرت و طفل قد لقى مصرعه. اتجهنا مباشرة إلى هرغيسا والى دار الدولة . كانت فتاة في الخامسة من العمر قد قتلت. انتشر الحريق من كوخ الى كوخ في بضع ثوان، حيث التهمت النيران رقائق القماش التي تشكل سقوف الاكواخ التي انهارت على رؤوس ساكنيها.
وقام شخص ما بتسليم اولئك الذين فقدوا منازلهم دلاء بلاستيكية زاهية الالوان، لجمع ما تبقى من ممتلكاتهم. وكانت النساء تلتقط من بين الرماد أوعية الطعام، ولكن لم يتبق شيء تقريبا سوى الرماد.. ومن بين الرماد كانت بضع صفحات ممزقة من الكتب المدرسية قد طيرها الهواء.
المصدر الغارديان البريطانية.
كلام صورة:
- لاجئات صوماليات
- طفلة في مخيم بوراو
حركة الشباب الصومالية
حركة الشباب الصومالية أو الشباب أو المجاهدون أو حركة المجاهدين أو حركة الشباب الإسلامي أو حركة الشباب المجاهدين أو جناح الشباب أو الشباب الجهادي أو وحدة الشباب الإسلامي، كلها مسميات لها دلالة واحدة وتطلق على فصيل صومالي مسلح ذي توجه جهادي.
يعود تأسيس حركة الشباب الصومالية إلى عام 2004، غير أن كثافة نشاطها وتداول اسمها في الإعلام يعود إلى العام 2007.
وقد ظلت الحركة توصف في البداية بأنها الجناح العسكري للمحاكم الإسلامية خاصة في فترة استيلاء المحاكم على أكثرية أراضي الجنوب الصومالي في النصف الثاني من العام 2006.
غير أن هزيمة المحاكم أمام مسلحي الحكومة الصومالية المؤقتة المدعومة من طرف الجيش الإثيوبي وانسحاب قيادتها خارج الصومال، وتحالفها مع المعارضة الصومالية في مؤتمر أسمرا المنعقد في سبتمبر/ أيلول 2007، كانت سببا وراء انشقاق حركة الشباب الصومالية عن المحاكم متهمة إياها بالتحالف مع العلمانيين والتخلي عن الجهاد في سبيل الله.ومن أبرز شخصيات حركة الشباب الصومالية الناطق الرسمي باسم الحركة الشيخ مختار روبو المكنى أبا منصور. وتوصف حركة الشباب الصومالية بأنها حركة سلفية جهادية، وتهدف الحركة إلى إقامة دولة إسلامية، أصبحت حركة الشباب الصومالية أقوى فصيل صومالي مسلح منذ القضاء على المحاكم الإسلامية ويقدر عدد عناصر الحركة بحدود 3000 إلى 7000 مقاتل. ويعتقد أنهم يتلقون تدريبهم في إريتريا حيث يقيم المسلحون لمدة ستة أسابيع في دورة أساسية يكتسبون خلالها مهارات حرب العصابات واستعمال المتفجرات. وتذكر التقارير الغربية أن قادة الحركة قد تلقوا تدريبهم على أيدي تنظيم القاعدة في أفغانستان.
وتوصف عمليات الحركة العسكرية بأنها تعتمد الطريقة العراقية من تفجير عبوات مزروعة في الطرقات، وسيارات مفخخة وعمليات قصف مدفعي شملت القصر الحكومي ومقرات الجيش الإثيوبي، ولا تتحدث وسائل الإعلام عمن يدعم الحركة في المجال المادي واللوجستي.