خنفر: الجزيرة تساعد في كسر الصمت
اعتبر المدير العام لشبكة الجزيرة وضاح خنفر أنه في عصر الشفافية لا يمكن لمصير منطقة الشرق الأوسط أن يتقرر خلف أبواب مغلقة، موضحا أن الدور الذي تقوم به الجزيرة حاليا هو استخراج المعلومة من السلطة لنقلها إلى مصدر تلك السلطة وهو الشعب.
وكتب خنفر في مقال في صحيفة غارديان البريطانية أن الجزيرة تعتبر أول شبكة إعلامية إقليمية تمكنت من كسر محرمات حرية المعلومات مقابل تأديتها ثمنا باهظا تمثل في صراعات مستمرة مع العديد من الأنظمة.
وأكد خنفر في المقال الذي جاء تحت عنوان "الجزيرة تساعد على كسر حاجز الصمت"، أنه على مدى السنوات الـ15 الماضية نجحت وسائل الإعلام المستقلة في الشرق الأوسط تدريجيا في كسر القبضة الرسمية وبدأت تعكس حالة الإحباط وطموحات شعوب المنطقة مباشرة.
وذكر أن الثمن الباهظ الذي قدمته الجزيرة مقابل ذلك تمثل في إغلاق مكاتبها ببلدان امتدت من البحرين إلى المغرب، واعتقال وتعذيب وحتى قتل بعض صحفييها، ونشر افتراءات وشائعات لضرب مصداقيتها.
وأضاف أن آخر محاولة لإسكات صوت الجزيرة تم خلال الأسبوع الماضي عندما علق بث قنواتها من قبل القمر الصناعي المصري نايل سات المملوك للحكومة المصرية.
تكنولوجيا جديدة
ولاحظ خنفر أن الشباب في المنطقة –وعبر العالم- وجد من خلال تكنولوجيا الاتصالات الجديدة كالإنترنت ويوتيوب وفيسبوك وتويتر أداة توحد صوته.
وأوضح أن كاميرات الهواتف المحمولة وأشرطة فيديو يصورها هواة بدأت تسمح للعالم بأن يطلع على ما هو أبعد عن متناول الكاميرات المهنية للتلفزيون وكذا تسريب عدد هائل من المعلومات حول ما يجري في الخفاء باسم الشعب.
ونتيجة لذلك –يضيف المقال- أصبح هناك تحالف قوي متزايد بين وسائل الإعلام الرئيسية المستقلة ووسائل الإعلام الجديدة، مما أدى إلى انتشار هائل للمعلومات في المنطقة.
وذكر أنه عبر الشبكات الاجتماعية، انتقلت صور انتفاضتي تونس ومصر من القرى المحلية إلى جمهور الجزيرة في أنحاء العالم المقدر بأكثر من 200 مليون شخص، قائلا "يعترف الجميع بأننا لم نكن الأوائل فقط، لكننا نوجد في أي مكان وننتشر جيدا في مختلف النقاط الساخنة".
وخلص خنفر إلى أن الجزيرة ووسائل الإعلام المستقلة ليست السبب وراء الانتفاضات في المنطقة لأن هناك دوافع أعمق، ولكنها –في نظره- أحد العوامل الهامة التي مكنت الناس في المنطقة من السيطرة على مصيرهم.