الصحافيون يتلقون البيانات عبر شاشات تلفزيونية
قصر الرئاسة المصري من الداخل .. ثكنة عسكرية.. ووجوه مضطربة
دبي - العربية.نت
غدا قصر الرئاسة المصري من بعيد و كأنه "ساحة حرب" بعد أن أصبحت الأسلاك الشائكة تحيط به من جميع الجهات ودبابات الجيش ومدرعاته تحيط به من كل الجنبات، وعلى الرغم من ذلك فإن السير في الطريق إلى القصر في ضاحية مصر الجديدة، سلس إلى درجة كبيرة، ففور إبراز البطاقة الصحافية الخاصة برئاسة الجمهورية تفتح البوابة رقم 3 المخصصة لعبور الصحافيين، حسبما أفادت صحيفة "الحياة "السعودية اليوم، الأربعاء 9-2-2011.
وخلافاً للتوقعات، فإن الإجراءات الأمنية داخل القصر الرئاسي ليست "استثنائية"، إذ يخضع "الضيوف" إلى تفتيش اعتيادي عبر بوابة إلكترونية، إضافة إلى تسجيل بيانات الصحافي، لكن ليس مسموحاً في ظل هذه الأجواء الاستثنائية بوجود الصحافيين في شرفة القصر، إذ لا يتوجه هؤلاء كالعادة إلى المبنى الرئاسي لدخول قاعة الصحافيين، حيث يدلي الضيوف الرسميون بالبيانات أو التصريحات، بل يطلب منهم التوجه إلى المركز الصحافي، وهو عبارة عن ملحق منفصل قرب المبنى الرئاسي، لانتظار هذه البيانات.
وفي المركز الصحافي، يحضر مندوبو الصحف القومية في شكل شبه يومي. وهنا لا يسمح لأحد بالمغادرة إلا للخروج من القصر فقط. غالبية البيانات التي يدلي بها نائب الرئيس عمر سليمان تجد سبيلها إلى الصحافيين عبر شاشات التلفزيون المنتشرة في المركز الصحافي. والناطق باسم الرئاسة السفير سليمان عواد غائب عن المشهد. أما الصحافة الأجنبية فوجودها ضعيف جداً.
الوجوه داخل القصر الرئاسي واجمة، متجهمة، قلقة وحزينة، يطغى عليها حال من الترقب. ولا كاميرات تغطي الأحداث سوى كاميرات التلفزيون الرسمي. الحدث المصري في ميدان التحرير، لا في قصر الرئاسة، حيث تجرى ترتيبات "انتقال السلطة".
الخلاصة أن مصر حاليا يتجاذبها مشهدان أحدهما في ميدان التحرير يقوده الشباب ويحظى بتغطية إعلامية غير مسبوقة، والآخر في قصر الرئاسة حيث تجري الترتيبات السياسية للمرحلة المقبلة وسط تكتم إعلامي، لكن السؤال الأهم عن مستقبل مصر لا يجد جواباً واضحاً عند أي منهما.