قال إن هذا ليس وقت تصفية الحسابات
وائل غنيم يهاجم المتسلقين والأحزاب المؤدلجة: مصر فوق الجميع
دبي - العربية.نت
هاجم وائل غنيم، أحد أبرز محركي الاحتجاجات المصرية، الجهات التي تحاول اختطاف مكاسب الثورة الشعبية المصرية، مؤكدا أن الثورة مصرية، ولا مكان فيها للمتسلقين والمؤدلجين وتصفية الحسابات.
وقال غنيم إن "هذا ليس وقتاً لتصفية حسابات. هذا ليس وقتاً لمكاسب شخصية وليس وقتاً لفرض أفكار وأحزاب وأيديولوجيات. هذا وقت نقول فيه إن مصر فوق الجميع".
وشدد في حديثه للمتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة الأربعاء 9-2-2011 على أنهم لا يتحملون أي مسؤولية عن دماء الشهداء ولا الضباط الذين سقطوا في الأيام الماضية.
وشدد على أن دماء الشهداء ذنب "من سرق البلاد، وقرر أن لا يفارق كرسيه، حتى لو دفع الثمن أناس أبرياء".
وقال والدموع تنساب على وجهه بعد أن شاهد صور ضحايا الثورة أثناء مقابلة تلفزيونية "أنا لست بطلاً، أنا كنت وراء حاسوبي فقط، أنا مناضل الكيبورد، الأبطال هم الذين نزلوا واستشهدوا في شوارع مصر".
ليس وقت تصفية حسابات
وقال غنيم إن "الوقت ليس وقت تصفية الحسابات. وقد أكون راغباً بأخذ حقي من أناس كثر، إلا أن الوقت ليس لتصفية الحسابات ولا لتقسيم الكعكة ولا لفرض الأيديولوجيات، إنه وقت المطالبة بالحقوق".
وحرص على التأكيد أن "الإخوان المسلمين لم يكن لديهم أي علاقة بالدعوة إلى هذه التظاهرة الأولى ولم يشاركوا فيها".
وقال "تعاملت مع أشخاص محترمين في أمن الدولة، وإذا حصل التغيير سيكون هؤلاء أشخاصاً جيدين"، وأكد غنيم أنه لم يتعرض للتعذيب.
وقال "ربما تنتظرون مني أن أخلع قميصي لأكشف لكم عن حروق في جسدى من آثار التعذيب. لا، لم يعذبونني ولم يلمسونني".
ورداً على سؤال عن نجاح تظاهرة الخامس والعشرين من الشهر الماضي، قال "كنا نتواصل عبر الإنترنت، نفتح منتديات الحوار ثم نتخذ قراراتنا بشأن التظاهر بالغالبية".
"لم أتعرض للتعذيب"
وخلال المقابلة وقبل انسحابه لم يخف غنيم غضبه. قال لسجانيه والمحققين معه إن "خطفي جريمة، وإذا كان لا بد من اعتقالي فيجب أن يكون حسب القانون. لست إرهابياً ولا مهرب مخدرات حتى يُطبق علي قانون الطوارئ".
ويضيف راوياً حواره مع الضباط الذين حققوا معه "أنا من يدفع رواتبكم، لأنني أنا أدفع ضرائب، جميع المسؤولين موظفون ويحق لكم محاسبتهم"، موجهاً كلامه إلى المصريين عبر التلفزيون.
ويتابع غنيم "إنه موسم التخوين. كان الضباط الذين يحققون معي لا يصدقون أنني أتصرف بمبادرة شخصية مني مع زملاء لي مثلي. أنا متهم بتنفيذ أجندات خارجية، قالوا عني إنني خائن ثم غيروا رأيهم.. وأجندتنا هي حبنا لبلدنا".
وعن استقبال وزير الداخلية محمود وجدي له عقب إطلاق سراحه وقيام الأمين العام الجديد للحزب الوطني حسام بدراوي باصطحابه إلى منزله، يقول غنيم إن "وزير الداخلية كلمني من دون أن يعتقد بأنني تافه وضعيف، بل كان متأكداً أنني شخص قوي والفضل لشبان الميدان، وهم أيضاً الذين جعلوا حسام بدراوي يوصلني إلى منزلي".
وائل غنيم في مقابلة مع العربية
ونقل غنيم حواره مع بدراوي. وروى "قال لي أخرجنا كل السيئين من الحزب، فقلت له أنا لا أريد أن أرى شعاراً واحداً للحزب الوطني في أي شارع من شوارع مصر. على كل من يعتبر نفسه جيداً أن يخرج من صفوف الحزب الوطني وأن يؤسس حزباً آخر".
كما قال لوزير الداخلية إن "النظام السياسي لا يخاطبنا بل يقول لنا اسكتوا كلوا وعيشوا، لا نثق بكل كلام يصدر عن المسؤولين فيه، كله كذب باعتبار أنه ليس من الضروري أن يعرف المواطن الحقيقة". ويصف النظام بأنه "يملك منظومة لإعدام كرامة المصريين".
وغنيم بدا أيضاً متسامحاً وغير حاقد، وقال "تعاملت مع أشخاص محترمين في أمن الدولة، وإذا حصل التغيير سيكون هؤلاء أشخاصاً جيدين"، وأكد غنيم أنه لم يتعرض للتعذيب.
"الأبطال هم الشهداء"
وأضاف "أنا لست بطلاً، أنا كنت وراء حاسوبي فقط، أنا مناضل الكيبورد، الأبطال هم الذين نزلوا واستشهدوا في شوارع مصر".
ورداً على سؤال عن نجاح تظاهرة الخامس والعشرين من الشهر الماضي، قال "كنا نتواصل عبر الإنترنت، نفتح منتديات الحوار ثم نتخذ قراراتنا بشأن التظاهر بالغالبية".
وبعد انسحاب وائل، قال السيناريست والشاعر المصري مدحت العدل وهو خمسيني والدمع في عينيه "أخجل من جيلي الذي لم يتمكن من القيام بما قام به وائل ويقوم به جيله".
ووصل غنيم عصر الثلاثاء إلى ميدان التحرير فلقي استقبال الأبطال وتدافع آلاف المتظاهرين لتحيته وأخذوا يصفقون له والدموع في أعينهم ويهتفون "تحيا مصر تحيا مصر"، حسب ما نقل شهود في الميدان.
وأفاد الشهود أيضاً أن وائل خاطب المتظاهرين قائلاً "لست بطلاً، أنتم الابطال، أنتم الذين بقيتم هنا في الميدان".
وأضاف "لازم تفضلوا مصرين على مطالبنا، علشان خاطر شهدائنا، لازم نفضل مصرين على مطالبنا"، فرد عليه الحشد هاتفين "الشعب يريد إسقاط النظام، الشعب يريد إسقاط النظام".
"وائل جوجل"
وتعرف المصريون أخيراً على غنيم أو "وائل جوجل" محرك التظاهرات من وراء حاسوبه، وبعد أن خرج من مقر جهاز أمن الدولة مساء الاثنين الماضي، وظهر على التلفزيون فتكلم وتلعثم وبكى رفاقه الذي سقطوا، وأبكى معه ملايين المصريين، نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء 9-2-2011.
بدا غنيم نحيفاً، قصير القامة، أشعث الشعر بعينين متقدتين ذكاء وغائرتين تعباً، بعد 11 يوماً أمضاها في سجون أمن الدولة.
ويعمل خبير الإنترنت البالغ من العمر 32 عاماً، مدير التسويق لمنطقة الشرق الأوسط في "جوجل". وهو يقيم في مقره في الإمارات، ولا ينقصه لا مال ولا جاه.
وكان غنيم أول من أطلق الدعوة إلى تظاهرات 25 يناير/ كانون الثاني الماضي على صفحة "كلنا خالد سعيد" التي أسسها على "فيسبوك".
قبل يومين من بدء تظاهرات مصر، أخبر مديره في العمل أنه ذاهب في إجازة إلى مصر "لأسباب عائلية"، وكان أبرز الداعين إلى التظاهرة الأولى في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
ورغم الإرهاق تماسك خلال المقابلة التلفزيونية. إلا أن قيام القناة بعرض صور رفاقه الذين قتلوا كان بالنسبة له أقوى من أن يحتمل.
انحنى على الطاولة، بكى لدقائق وبصوت عال دون أن يلتفت إلى المذيعة. تمتم بضع كلمات "إلى كل أم وأب فقد ابنا أو ابنة.. والله العظيم دي مش غلطتنا دي غلطة كل واحد متبت (أي متشبت بالعامية المصرية) في الكرسي ومش عايز يسيبه (أي يتركه)".
ثم قال وهو مازال يبكي بصوت عال "عايز أمشي". وغادر الاستديو على الهواء.