أجي تشوف : التوانسة محيحين
بقلم/ عبد الرحيم كدار
ملي انتفض الشعب التونسي على القمع و سياسة تكميم الأفواه ، وعجزت السلطات التونسية القمعية على إسكات الأصوات المطالبة بالخبز و الحرية ، اضطر الرئيس زين العابدين بنعلي إلى مخاطبة الشعب التونسي للمرة الثالثة على التوالي طالبا الكف عن ممارسة العنف لأنه كما يقول ليس من شيم التوانسة. لكن المثير في كلام السي بنعلي هو التنازل الغير مسبوق على رئاسة لبلاد حيت واعد التوانسة بعدم الإحتفاظ برئاسة لبلاد مدى الحياة ، شنو زعما يقدر يديرها ؟!!
إن خطاب السي بنعلي كشف بالملموس بلي التوانسة تيعيشو في إطار نظام قمعي متسلط حيث لا حرية و لاهم يحزنون ، فالرجل ظل على رأس لبلاد لمدة 23 سنة ، ويجي اليوم يقول راني فهمتكم ، أواه !! واش شحال هادي مكان فاهم والو ، أو أن هاد لكلام ليس إلا مجرد طعم يتمنى أن يبتلعة المتظاهرين ، في الحقيقة اللي مكانش فاهمو بنعلي هو أن الضغط يولد الإنفجار ، والقمع لا يمكنه أن يستمر مدى الحياة ، فكل الديكتاتوريات اللي عرفها التاريخ البشري جا واحد نهار وطاحت ، حيت ميمكنش للدولة تستمر فغياب رَضى المواطن لأن الدولة تستمد مشروعيتها من الشعب و ليس من النظام القمعي التسلطي ، إن زمن الميكيافيلية مشى ، نحن في زمن الحرية و التعددية و الاختلاف و تقبل الآخر.
علاش السي بنعلي تيطلب عدم استعمال الاسلحة في مواجهة المواطنين ، ياك هو الرئيس ديال لبلاد ، و هو اللي تيتحكم في كلشي ، و هاد الشي اللي تيدير الجيش باخبارو ، في الحقيقة السيد ملي شاف المواطينين متشبتين بحقوقهم ، و ملي مقدرش يفك الجرة مسحها في لخرين ، باش يحيد المسؤولية عليه .
إن استسلام و رضوخ السي بنعلي للمطالب الاجتماعية و الحقوقية للتوانسة دليل قاطع على أنه كان يمارس عليهم القمع و التسلط و التهميش و الاقصاء ، ولكي يكسب ود المتظاهرين عجل بخفض أثمنة المواد الغدائية ، ووعد بدعم الديمقراطية و تفعيل التعددية ، وعلاش مدارش هاد الشي شحال هادي ؟ ولكي يخرج من المأزق تكلم بلغة المؤامرة ، زعما مكانش عارف شنو واقع في المجتمع ، وتم تغليطه كما يقول ، الحاصول اللي في راس جمل في راس الجمالة .
على كل حال لا نتمنى أن يتكرر مثل ما حدث في تونس في باقي البلدان العربية ، لزن الضحية الاول و الاخير هو المواطن ، لهذا ندعو كل المسؤولين العرب إلى احترام حقوق الانسان ، و تشجيع حرية التعبير و توفير الشغل تجنبا للتطاحنات .
تحية نضالية للشعب التونسي