أجي تشوف : صحافة أو سخافة....!!
صحافة أو سخافة....!!
بقلم: عبد الرحيم كدار
إن الحديث عن الصحافة في المغرب لسنه 2010 يجعلنا نطرح إشكالية الموضوعية و المهنية، حيث أن العمل الصحفي لم يعد يحترم أخلاقيات المهنة و أصبح غير قادر على مد المتلقي بعمل يتميز بالجودة ومن هنا نتساءل : هل يمكن اعتبار إنحطاط العمل الصحفي يتجلى في ضعف تكوين الموارد البشرية العاملة في هذا القطاع؟ أم أن هم المقاولة الصحفية هو التسويق و البحث عن الربح على حساب الجودة و المردودية؟
إن ما ميز العمل الصحفي لسنة 2010 هو الصراع اللا أخلاقي بين الصحفيين الذي أسس خطابا جديدا يتجلي في لغة العار والخزي و الشتم ، ففي مرات عديدة تم نشر غسيل الصحفيين علي صفحات الجرائد « سب ، قذف ، تصفية حسابات شخصية ...» مع العلم أن القارئ في غنى عن هذا الخطاب المنحط الذي أبخس قيمة العمل الصحفي و أفقده قيمته ، كما أن هناك مقاولات صحفية لا تكلف ذاتها مجهودا في البحث عن الخبر بقدر ما تعمل على قرصنة و استنساخ مجموعة من الأخبار من المواقع الالكترونية وهذا يتنافى مع أخلاقيات المهنة . أضف إلى ذلك أن غياب قراءات موضوعية لما هو سياسي و اجتماعي و اقتصادي راجع بالأساس إلى الضعف المعرفي للموارد البشرية العاملة في القطاع ، حيث أن المقاولة الصحفية أصبحت تعتمد على أطر غير مؤهلة ، أطر لا تتوفر لا على تكوين معرفي محترم ، ولا على شواهد مهنية ، والغاية من هذا التوجه الجديد هو السياسة الإقتصادية التي أصبحت تنهجها المقاولة الصحفية لأن أجرة الصحفي ترتبط بمدى تكوينه المعرفي والمهني ، وهذا انعكس سلبا على جودة العمل الصحفي الذي أصبح بدون هوية.
إن العمل الصحفي ليس هو سرقة الأخبار من المواقع الالكترونية و إعادة صياغتها ، ولكنه عمل شريف ، من خلاله نقدم للقارئ صورة موضوعية على ما يحدث في الواقع باحترافية ومهنية ، مع تجنب الخطاب الشعبوي لأنه لن يساهم إطلاقا في تقدم القطاع خاصة و أن المتلقي أصبح يتوفر على مجموعة من البدائل قد تجعله يمتنع عن استهلاك المنتوج الصحفي إذا لم يتفاعل بموضوعية مع ماهو كائن.
وخلاصة القول فإن المشاكل الموجودة في حقل الصحافة لا تمنعنا بأن نتفاءل ونحيي كل صحفي شريف يعمل بموضوعية ومهنية ، وسنة سعيدة للجميع.