الديستي والموساد والإف بي آي يشاركون في مسيرة 20 فبراير
من المستبعد جدا أن يتم الترخيص لمسيرة 20 فبراير ، وقد بدا هذا جليا من خلال تصريح وزير الاتصال المغربي ، خالد الناصري ، خاصة وأن الوقت خايبة ، وهناك من ينتظر مثل هذه الفرص فقط من أجل ممارسة هوايته في التخريب والتدمير ، لغريزة الانتقام لديه ، وكأنه بفعله هذا سيرد المياه إلى مجاريها ، ويكون المغرب من مصاف الدول المتقدمة .
ولا يمكن أن نغفل في هذا الباب عناصر بوليزاريو الداخل الذين تشكل لهم مثل هذه المناسبات فرصا ذهبية على طبق من ذهب ، حتى يستغلونها لصالحهم ، و الأمن المغربي لا يمكن أن يغفل نقطة حساسة كهاته ، لذلك فمنع المسيرة لها حصة الأسد من السماح بتنظيمها .
في حال تم الترخيص لمسيرة 20 فبراير التي تسهر عليها حركة حرية ، ديمقراطية الآن ، فإن نسبة كبيرة من المشاركين سيمثلون المخابرات المدنية بكل تشكيلاتها من أتباع الحموشي والشرقي الضريس ، لجس النبض ، وعد أنفاس المتظاهرين ، وإعداد تقارير كاملة عن التظاهرة وعن المتظاهرين .
ونظرا لأهمية الحدث ، لكون المسيرات التي عرفتها مصر وتونس آتت أكلها ،ولكون كل الدول العربية صديقة حميمة وعبد مأمور عند أمريكا ، وأمر هذه الدول يهم أمريكا وإسرائيل ، فلابد من حضور الموساد والإف بي آي في أي تظاهرة عربية ، باش تشوف أمريكا تعتق إلى لقات ما تعتق ، فلم يبق الأمر بيدها ، ولكن بيد الشعوب ، ولا شك أنها وإسرائيل تتحسر على أيام العز ، حيث كانت الآمر الناهي والضامن لاستقرار الدول ، ولبقاء رؤسائها جاثمين على صدور شعوبهم ، مقابل الولاء التام لها ، ولوليدتها الشرعية إسرائيل .فبالأمس القريب كانت إلى كحبات أمريكا كتعطس مصر ، الآن انقلبت الآية فصار زكام الدول العربية يجعل أمريكا وإسرائيل تعطسان رغما عن أنفيهما.
لذلك ، فقد من جديد هيلاري كليطون رئيس الديبلوماسية الأمريكية ، لتحذر الحكام العرب وتأمرهم بعدم منع شعوبهم من الإتصال بالشبكة العنكبوتية قائلة : تقييد حرية الوصول الى الشبكة العنكبوت لن يعوق المطالب الشعبية المتصاعدة المطالبة بالإصلاح ، فقد انتقلت العدوى ، وقضى الله أمرا كان مفعولا ، لذلك فحاكم اليمن اقتنع بصحة طرح كلينطون ، وعوض أن يغلق صنبور الأنترنت فتح أبواب قصره لعامة الشعب ، لعل وعسى أن يستذر عطفهم ، ويسبغوا عليه عفوهم .
جدير بالذكر أن المسيرة دعا إليها شبان فايسبوكيون ، يطالبون من خلالها بإحداث تغييرات جدرية ، على رأسها : إصلاح عميق للنظام السياسي بتحويل الملكية المطلقة إلى ملكية برلمانية يؤطرها دستور ديمقراطي ، حل البرلمان الحالي بمجلسيه، و إقالة حكومة عباس الفاسي، و تغييرها بحكومة ائتلاف وطني تعمل على توفير الشروط لانتخابات تشريعية في أجل لا يتعدى ستة أشهر. ، إحداث هيأة لوضع مشروع دستور جديد للبلاد يتماشي مع قيم الديمقراطية إحداث هيأة وطنية للتحقيق في كل جرائم الفساد والثراء غير المشروع وتبديد ونهب أموال الشعب .
المخابرات إذن بكل مشاربها ستكون حاضرة ،سواءا نظمت المسيرة أو لم تنظم ، فضلا عن المقدمين والشيوخ والبركاكة الذين يتقاضون أجورهم من لابواط نوار ، وفي حالة عدم السماح لأعضاء "حركة ؛ حرية ،يمقراطية الآن " ،فالقمع سيكون سيد الموقف ، لأنه المنظمين مجرد شبان يافعون ، لا تجربة لهم في مجال التنظيم ، ولن يكون هناك أي تأطير للمسيرة ، لذلك فمن الممكن أن تنقلب في أي لحظة لتظاهرة تخريبة ، يكون الخاسر فيها هو هذا الشعب المغلوب على أمره ، كما يحدث دائما في مباريات كرة القدم ، حيث تكون خسائر مادية وبشرية ، لانعدام التأطير .
حسن الخباز