رب ضارة نافعة ، هذه هي المكاسب التي حققتها مسيرة 20 فبراير
رغم كل ما قيل بشأن المسيرة المعلومة ، ورغم سيل الانتقادات التي وجهت لها ، وحتى نكون منصفين ولا ننظر بنظارات سوداء ترى في الورد فقط شوكه في حين تغفل أو تتغافل الرائحة الزكية التي تفوح منه حيث لامنا الشاعر كمتشائمين قائلا :
أيها المشتكي وما بك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر النفوس نفس يؤوس يرى الحياة عبئا ثقيلا
ويرى الشوك في الورد ويعمى أن يرى فوقها الندى إكليلا
هو عبئ على الحياة ثقيل من يرى الحياة عبئا ثقيلا
وحتى نكون منصفين لهؤلاء الشباب الذين ما قصدوا إلا التغيير الذي ينشده المغاربة ملكا وشعبا ، سنعبر لهم عن اعترافنا بجميلهم للمغرب وللمغاربة ، عبر نقاط رصدها قارئ لموقع جريدة هبة بريس حيث أثارني رده على مقالي الأخير : " واش غير آجي و نظم مسيرة ، راكم ندمتو المشاركين"، أنشره هنا بلا زيادة ولا نقصان و أترك التعليق لكم :
"رغم ما ذكرنه في مقالك الجميل أود أن أضيف أشياء أخرى :
- المسيرات التي نظمت بمختلف المدن المغربية، ورغم محدودية الأعداد المشاركة فيها، إلا أنها حققت نتائج باهرة، أسطر أهمها فيما يلي :
* المسيرة نجحت في ململة الساحة السياسية بالمغرب، وأنا متأكد أن الكثيرين من الساسة الفاسدين يغوطوا في سراويلهم في اليومين الأخيرين، ولم يناموا ليلة الأمس، وكانوا يحبسون أنفساهم.
* أجهزة الإعلام الإسبانية والأبواق المأجورة كالجزيرة رجعت من المغرب بخفي حنين، بعد أن راهنت على بضعة أطفال لخدمة أجندتها، وهذا شيء إيجابي جدا لأن هاته الأجهزة ستضرب من الآن فصاعدا ألف حساب للمغاربة، وستعلم أنهم أذكى مما يتصورون -على ذكر قناة الجزيرة، فإنها لم تقدم أي فيديو عن المسيرات، أتدرون لماذا ؟ بكل بساطة لأن كل المسيرات كانت تحمل صور محمد السادس وتعبر عن تمسك المحتجين بشخص جلالته-.
* أجزهة الأمن أبانت عن رجولتها وتركت المحتجين يقولون شعاراتهم بكل حرية، وقدمت صورة تتناقض مع صورة البوليس الجزائري خلا تدخله أمس لمنع المسيرات في الجزائر العاصمة.
* تبدلت نغمة القناة الأولى للتلفزة المغربية، وقدمت ملخصات جيدة لمختلف المسيرات، وتحاورت مع المنظمين ومع رئيسة جمعية حقوق الإنسان، وهذا مكسب آخر وإشار واضحة يجب التقاطها.
* قناة فرانس24 المعروفة بمساندتها للأمير مولاي هشام، أوردت سطرا واحدا عن المغرب : "الإحتجاج يكتسح مملكة محمد السادس"
وهي بذلك تلمح بشعور أو بدونه إلى أن هناك مملكتان : مملكة محمد السادس ومملكة أخرى، أترككم تخمنون ماهيتها.
أود أن أختم بالآية الكريمة :
"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"
صدق الله العظيم."
حسن الخباز