في أعقاب المظاهرات المؤيدة لثورتي مصر وتونس
نواب موالون لخامنئي يطالبون بإعدام زعماء المعارضة بتهمة "الفساد في الأرض"
في أعقاب المظاهرات التي عمّت شوارع طهران والمدن الإيرانية الكبرى، أمس الاثنين 14-2-2011، بدعوة من قبل زعماء المعارضة مير حسين موسوي وشيخ مهدي كروبي، دعا النواب المحافظون الموالون للمرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد إلى محاكمة من وصفوهم برؤوس الفتنة بتهمة الإفساد في الأرض وتعريض الأمن القومي الإيراني للخطر.
وذكرت الوحدة المركزية للأنباء التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني أن أغلبية النواب اجتمعت الثلاثاء أمام رئيس البرلمان وأطلقوا شعارات تأييد للمرشد الأعلى للنظام الإيراني آية الله علي خامنئي رداً على المتظاهرين الذين رددوا هتافات معادية له خلال المظاهرات ومنها هتاف "اليوم مبارك وبن علي وغداً سيد علي"، في إشارة إلى آية الله علي خامنئي الولي الفقيه.
وذكرت وسائل إعلام حكومية إيرانية أن المحافظين الذين يشكلون الأغلبية في البرلمان الإيراني ينهمكون الآن على جمع التواقيع للمطالبة بمحاكمة كل من موسوي وكروبي وخاتمي وإنزال أشد العقوبة فيهم بتهمة الإفساد في الأرض وتعريض الأمن القومي الإيراني إلى الخطر.
وأصدر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني تعليمات لتشكيل لجنة برلمانية بمشاركة رؤساء اللجان المختلفة في البرلمان "لتحديد مصير رؤوس الفتنة".
ووقع 223 عضواً من أعضاء البرلمان الإيراني البالغ عددهم 290 نائباً على طلب بمحاكمة موسوي وكروبي وخاتمي.
وكانت الشوارع الرئيسة في العاصمة الإيرانية شهدت يوم أمس مظاهرات شارك فيها حسب مصادر المعارضة الإيرانية أكثر من 100 ألف شخص رددوا شعارات تأييد لثورتي مصر وتونس، كما طالبوا بالحرية والديمقراطية في إيران، وحسب احمد رضا رادان وكيل قوى الأمن الإيرانية سقط في الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن قتيل واحد وعشرات من الجرحى حالة اثنين منهم حرجة، كما اعتقلت السلطات 150 من المتظاهرين.
وتطلق وسائل الإعلام الإيرانية الحكومية مصطلح رؤوس الفتنة على زعماء المعارضة، كما تصف المظاهرات الاحتجاجية في البلاد بالفتنة التي تدار من خلف الحدود.
ولم يشارك في مظاهرة النواب تحت قبة البرلمان لتأييد المرشد الأعلى أعضاء تكتل الأقلية الموالية للحركة الإصلاحية.
وفي مقابلة مع "العربية.نت" قال الخبير في الشأن الإيراني الدكتور كريم عبديان في تعليقه على موقف النظام الإيراني من مظاهرات يوم أمس لتأييد الشعبين المصري والتونسي، إن نظام الحكم في إيران يعيش حالة تناقض مع نفسه ففي الوقت الذي يخرج المرشد الأعلى على المصريين والتونسيين ويصف ثورتهم ومظاهراتهم بالإسلامية ويعبر عن دعمه لها فإنه يمنع الإيرانيين من التعبير عن رأيهم بهذا الخصوص ويتهمهم بالعمالة للأجانب ويكرر وصف زعمائهم برؤوس الفتنة.