استمرار الاحتجاجات بالبحرين والنساء يتشحن بالسواد
سينثيا جونستون وفريدريك ريشتر*
تجمع آلاف من المتظاهرين الشيعة الذين استلهموا الثورتين في تونس ومصر في العاصمة البحرينية، الأربعاء 16 فبراير 2011، لتشييع جثمان محتج قتل في الاشتباكات.
وانضم أكثر من ألف لجنازة الرجل الذي قتل بالرصاص، الثلاثاء 15 فبراير، عندما اندلع قتال لدى دفن محتج آخر. واعتصم نحو ألفي شخص في تقاطع رئيسي للطرق في وسط المنامة على أمل تقليد الاعتصام في ميدان التحرير بالقاهرة وطالبوا بتغيير الحكومة.
ووعدت وزارة الداخلية باتخاذ إجراءات قانونية بشأن مقتل الاثنين إذا اتضح أن الشرطة استخدمت قوة "غير مبررة".
وترجع الاحتجاجات التي استمرت ثلاثة أيام إلى شكاوى معتادة مثل الصعوبات الاقتصادية والافتقار للحريات السياسية والتمييز الطائفي من الحكام السنة ضد الأغلبية الشيعة.
وهتف المحتجون يقولون "الشعب يريد إسقاط النظام".
وعلى الرغم من أن البحرين ليست من الدول الرئيسية المصدرة للنفط فإن استقرارها يمثل أهمية كبيرة للملكة العربية السعودية التي تضم أقلية من الشيعة.
كما أن البحرين مركز للخدمات المالية والمصرفية بالمنطقة ويتمركز فيها الأسطول الخامس الأمريكي.
ويطالب المحتجون بعزل رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان أل خليفة الذي يرأس حكومة البحرين منذ انتهاء الحكم البريطاني عام 1971.
وحتى الآن لم يسع المحتجون إلى تغيير على مستوى القمة في البلاد فالملك حمد بن عيسى أل خليفة لديه سلطة مطلقة على سكان البحرين البالغ عددهم 1.3 مليون نسمة ونصفهم من الأجانب.
وقال بكر عقل وهو طالب جامعي عمره 20 عاما "نطلب حقنا بطريقة سلمية".
وأضاف عقل "أنا متفائل بأن الوجود الكبير سيحقق مطالبنا".
وسار نساء يتشحن بالسواد خلف الجنازة ورددن هتافات مطالبة بالسلام ووحدة البحرين.
ويشكو شيعة البحرين من إقصائهم من ميزات الإسكان والرعاية الصحية والوظائف الحكومية وكذلك من محاولة الحكام إحداث تحول في التوازن السكاني من خلال منح الجنسية لمهاجرين من السنة.
وقرب مكان الاحتجاج الرئيسي في المنامة عند دوار اللؤلؤة ظلت قوات الشرطة تراقب الأوضاع من بعيد مع وجود عشرات من سيارات الشرطة. وأعلنت وزارة الداخلية أن كل الطرق مفتوحة في الجزيرة التي تبلغ مساحتها نحو 750 كيلومترا مربعا.
وقالت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وهي تكتل المعارضة الشيعي الرئيسي، والتي قاطعت جلسات البرلمان احتجاجا على القمع الذي مارسته قوات الأمن، إنها ستجري محادثات مع الحكومة الأربعاء.
وقال إبراهيم مطر، وهو نائب من جمعية الوفاق شارك في الجنازة، إن جمعية الوفاق تدعم الناس وإنها ليست صاحبة القرار.
ومضى يقول إن الناس هم أصحاب القرار، مضيفا أن جمعية الوفاق ستطلب انتخابات مباشرة لاختيار رئيس للوزراء.
كما يطالب نشطاء بالإفراج عن السجناء السياسيين وهو ما وعدت به الحكومة ووضع دستور جديد.
وربما تؤدي الاضطرابات في البحرين إلى تشجيع الأقلية الشيعية المهمشة في السعودية على الاحتجاج. ودعت الولايات المتحدة إلى ضبط النفس من كلا الجانبين.
وقال بي.جيه كراولي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان "الولايات المتحدة قلقة جدا من العنف الذي يحيط بالاحتجاجات الأخيرة في البحرين".
وأضاف قائلا "نناشد أيضا جميع الأطراف ضبط النفس والامتناع عن العنف."
وقدم ملك البحرين الشيخ حمد تعازيه في مقتل اثنين من المحتجين في كلمة نقلها التلفزيون وقال إن لجنة تشكلت للتحقيق في مقتلهما.
وأكد محتجون في البحرين على أن احتجاجاتهم لا صلة لها بمآرب طائفية كما نفوا أي صلة لإيران بما يحدث.
*رويترز