حزب الله يهدد بالسيطرة على الجليل وقائد خليته في مصر يظهر في بيروت
نتانياهو يتحدى نصرالله ويؤكد أنه لا يستيطع تنفيذ تهديداته
وكالات
لم يمض ساعات على خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله الذي هدد فيه باستهداف قادة في إسرائيل والسيطرة على الجليل، حتى ظهر بنيامين نتانياهو ليحذر الحزب من مغبة شن أي هجوم على الدولة العبرية.
بيروت: هدد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله اليوم الاربعاء باستهداف "القادة والجنرالات" الاسرائيليين انتقاما للقيادي في الحزب عماد مغنية، مؤكدا في الوقت نفسه انه قد يطلب من مقاتلي الحزب "السيطرة على الجليل" في حال الحرب مع اسرائيل.
من جانبه حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حزب الله من مغبة شن اي هجوم على الدولة العبرية، وذلك اثر تهديد أمينه العام بـ "السيطرة على الجليل".
وقال نتانياهو إن "نصر الله قال اليوم انه سيجتاح الجليل، لدي اخبار له: لن يفعل". وتابع "ان من يختبىء في غرفة محصنة تحت الارض عليه ان يبقى في مخبئه"، مضيفا "لدينا جيش قوي وشعب موحد".
وكان نصرالله يتحدث في احتفال لمناسبة الذكرى السنوية لمقتل قادة في الحزب وبينهم عماد مغنية الذي قتل العام 2008 في دمشق. وقال "لن ادخل في التفاصيل"، مشيرا الى ان القرار بالنسبة الى الرد على عملية اغتيال مغنية "ما زال هو القرار، وهذا قرار سينفذ ان شاء الله وفي الوقت المناسب وضمن الهدف المناسب".
واضاف "اقول للقادة وللجنرالات (في اسرائيل) حيثما ذهبتم في العالم، الى اي مكان في العالم، وفي اي زمان، يجب دائما ان تتحسسوا رؤوسكم لان دم عماد مغنية لن يذهب هدرا".
وفي رد نصرالله على وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي طلب من جيشه ان يبقى مستعدا لاجتياح جديد للبنان، توجه نصرالله الى مقاتلي الحزب بالقول "كونوا مستعدين ليوم اذا فرضت فيه الحرب على لبنان قد تطلب منكم قيادة المقاومة السيطرة على الجليل، اي بتعبير آخر تحرير الجليل".
وتابع "آمل ان تكون لدى الشعب الاسرائيلي ملاجىء جيدة". وكان وزير الدفاع الاسرائيلي قال خلال جولة له الثلاثاء مع رئيس الاركان الجديد في الجيش الاسرائيلي بيني غانتز على الحدود الشمالية لاسرائيل "قد يطلب منكم الدخول مجدداالى لبنان (...). علينا ان نكون مستعدين لاي اختبار والسر يكمن في الرد بسرعة اذا حدث اي شيء".
ووقعت في صيف 2006 حرب بين حزب الله واسرائيل استمرت 33 يوما وتسببت بمقتل 1200 شخص في الجانب اللبناني و160 في الجانب الاسرائيلي. وتوقف نصرالله الذي اطل كالعادة عبر شاشة عملاقة وضعت في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية حيث تجمع المئات من مناصريه ومن القياديين الحزبيين والسياسيين المتحالفين مع الحزب الشيعي، عند الاطاحة اخيرا بنظام الرئيس المصري حسني مبارك.
وقال ان "نظاما آخر من المنظومة الاميركية سقط وهوى بارادة الشعب والشباب وهو نظام حسني مبارك". وشكر المصريين على "ثورتهم" لانها "هي السبب الحقيقي في تحرير محمد يوسف منصور" المعروف بسامي شهاب والناشط في حزب الله الذي كان مسجونا في مصر بتهمة استهداف النظام وفر خلال الاحداث الاخيرة من سجنه.
وقد شارك شهاب في احتفال اليوم وحياه الحاضرون بحرارة وهم يلوحون بالاعلام اللبنانية والمصرية والتونسية. وقال نصرالله، وقد قوطع مرارا بالتصفيق والهتافات، "ما حصل في مصر تاريخي وكبير جدا"، مشيرا الى "تغييرات وتحولات كبرى" ستحصل في المنطقة.
واعتبر ان "الانعكاس الاهم سيكون على اسرائيل"، و"الخاسر الاكبر من التحولات والتطورات في المنطقة هما اميركا واسرائيل والمنظومة الاميركية". واتهم نصرالله فريق رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، من دون ان يسميه بانه "جزء من المنظومة الاميركية".
ورد على تجديد الحريري حملته على سلاح حزب الله بالقول ان "الاصرار على خوض هذه المعركة او تحويلها الى واحد من عنوانين او ثلاثة للمعارضة الجديدة هو اصرار على خوض معركة خاسرة خائبة لا نتيجة منها".
واضاف "اذا كان بتقديركم ان الخطابات يمكن ان تمس بالمقاومة وسلاح المقاومة، انتم تتعبون انفسكم ومن دون جدوى". واعلن الحريري الاثنين انتقاله مع تياره السياسي الى المعارضة تحت عنوان "حماية المحكمة الدولية" المكلفة النظر في اغتيال والده رفيق الحريري ورفض "الخضوع للسلاح الموجه الى صدور اللبنانيين واللبنانيات".
وجدد نصر الله في كلمته التشكيك بالمحكمة التي يتوقع ان توجه الاتهام الى الحزب في اغتيال الحريري، محذرا من "غزو اميركي سياسي جديد للبنان خلال الاسابيع المقبلة تحت عنوان العدالة والاستقرار"، في اشارة الى تصريحات الادارة الاميركية حول دعم المحكمة.
وسقطت حكومة الوحدة الوطنية التي كان يتراسها الحريري في 12 كانون الثاني/يناير نتيجة انسحاب احد عشر وزيرا منها بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه، على خلفية الانقسام حول المحكمة الخاصة بلبنان. وكلف على الاثر نجيب ميقاتي تشكيل حكومة جديدة. ويتهم فريق الحريري حزب الله، القوة اللبنانية المسلحة الوحيدة الى جانب الدولة، ب"ترهيب" النواب لدفعهم الى التصويت الى جانبه في تسمية رئيس الحكومة المكلف.
ويحيي حزب الله كل عام الذكرى السنوية لعدد من القادة الذين تم اغتيالهم، وهم الامين العام السابق لحزب الله عباس الموسوي والقيادي الشيخ راغب حرب والقائد العسكري عماد مغنية. وقتل عباس الموسوي مع زوجته وطفله واشخاص آخرين في غارة جوية اسرائيلية في جنوب لبنان في شباط/فبراير 1992. واغتيل راغب حرب في الجنوب ايضا في شباط/فبراير 1984 في عملية منسوبة الى اسرائيل، بينما اغتيل مغنية في 12 شباط/فبراير 2008 في دمشق في تفجير سيارة مفخخة.