هل يكون أمير الشعراء 2011 أردنيا؟
الشاعر محمد العزام
بقلم: نضال برقان
حقق الشعر الأردني في برنامج "أمير الشعراء"، منذ دورته الأولى، حضورا لافتا ونوعيا، حيث حضر الشعراء الأردنيون في الحلقات الأخيرة للبرنامج كافة، مقدمين تجارب متوائمة مع روح القصيدة العربية التقليدية، ومنفتحة، في الوقت نفسه، على الشعرية العربية الحديثة.
في الدورة الماضية مثَّل الأردن في الحلقة الأخيرة من البرنامج الشاعر تركي عبدالغني، الذين حلّ ثالثا في النهاية، وكان الشاعر صفوان قديسات قد وصل إلى الحلقة قبل الأخيرة، وفي الدورة التي سبقتها، وكانت الثانية، مثَّل الأردن في الحلقة الأخيرة الشاعر مهند ساري، أما في الدورة الأولى فقد شارك فيها الشاعران: خالد أبو حمدية، وعبدالله أبو شميس. في حين يمثِّل الأردن في الحلقة الأخيرة من الدورة الحالية الشاعران: محمد العزام، ومحمد تركي حجازي.
بداية؛ يؤكد هذا الحضور، في جل الحلقات الأخيرة من البرنامج، ما يتمتع به الشاعر الأردني (الشاب) من طاقات واعدة، جعلته قادرا على المنافسة في دورات البرنامج جميعها، وهو أمر يُسجَّل لصالحه، ويعزز مكانته محليا وعربيا.
الشاعر محمد تركي حجازي
وبالعودة على الحضور الأردني في الحلقة الأخيرة من الموسم الحالي، فإن إمكانية أن يكون أمير الشعراء 2011 أردنيا تبدو قريبة، وقريبة جدا، مع وجود شاعرين يتمتعان بإمكانيات فنية طيبة، فالشاعر محمد تركي حجازي يتمتع بخصائص فنية تنسجم وغاية البرنامج الذي يهدف، من ضمن ما يهدف، إلى إشاعة القصيدة العربية التراثية، وتثبيتها على واجهة الأدب العربي.
وحجازي نفسه كان تأهل إلى المرحلة النهائية من مسابقة "شاعر العرب"، التي نظمها فضائية "المستقلة"، قبل ثلاثة أعوام، حيث كان الأردني الوحيد من بين عشرين شاعرا أردنيا تقدموا للمسابقة، وذلك بعد إجماع لجنة التحكيم على ترشيحه، وهو أمر يعزز شرعية منافسته على اللقب.
أما الشاعر محمد العزام فقد تقدم إلى الحلقة الأخيرة بطريقة سلسة، وبقبول حسن من قبل لجنة التحكيم، وهو أمر طبيعي بالنسبة لشاعر يتمتع بتلك الخصائص الجمالية والفنية الرفيعة التي يتمتع بها العزام، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين منذ عام 2002، وحاز جائزة الشعر لأفضل ديوان، بمناسبة عمان عاصمة للثقافة عام 2002، وله ديوان شعر صدر عام 2002 عن دار أزمنة (الأردن) بعنوان "رقصة للنخيل"، ورغم أنه ديوان أول غير أنه من النضوج بحيث نجا من كثير من الهنات التي تقع فيها، غالبا، الدواوين الأولى.
كما كان العزام شارك في العديد من الفعاليات الثقافية المحلية و العربية والدولية، منها مهرجان المربد في بغداد عام 2001، ومهرجان جرش 2002، ومهرجان كلمة في بواتييه - فرنسا عام 2004.
ولعله من المفيد الإشارة إلى أن الشاعرين، العزام وحجازي، يتمتعان بحضور لافت في الفضاء الإلكتروني، الأمر الذي يدعم إمكانية حصول أحدهما على اللقب، خاصة أن البرنامج يعتمد في جانب منه على تصويت الجمهور.
وبعد؛ فإننا نتمنى على جمهور الشعر وعشاقه في الوطن العربي بعامة، وفي الأردن بخاصة، مناصرة الشاعرين بما يمتلكانه من قيم جمالية رفيعة، وبما يمثلانه من انحياز إلى الجوهر الإنساني من خلال قصائدهما.