هل سيمنع الفايسبوك و التيوتر في المغرب تفاديا للثورة ؟
ما من شك في أن الأجهزة الأمنية المغربية على أهبة الإستعداد ليوم 20 فبراير ، و في وضع لا تحسد عليه ، فهي بالطبع من يقع على كاهلها العبئ كله ، فمهمتها الأساسية حفظ الأمن العام بكل الطرق والوسائل ، وغالبا ما ستوجه لها أوامر بعدم استعمال السلاح ، على غرار الدول العربية التي شهدت ثورات خلال الشهرين الماضي والحالي .
المسيرة صارت شبه مؤكدة سيما وأن حجم المشاركين ازداد بعدما انضمت إليه هيئات سياسية وحقوقية معترف بها ،فضلا عن وجوه سياسية إسلامية مرموقة ، لها شعبيتها وتأثيرها وطنيا ودوليا ، كندية ياسين ، فتح الله أرسلان ، مصطفى الرميد عن حزب العدالة والتنمية –رغم أن حزبه يرفض المشاركة في المسيرة- ، وقد يمنح الترخيص لأحد التنظيمات المشاركة ، حتى يتحمل المسؤولية كاملة ، ويمر كل شيء على أحسن مايرام.
ومن المعلوم أن الفايس بوك كان المحرك الأساسي الذي بفضله تمت تعبئة المواطنين ، ليس في المغرب فقط إنما في كل الدول التي شهدت أو تشهد ثورات ضد الأنظمة ، لكن الفارق بين هذه المسيرة ومثيلاتها كونها لا تطالب برأس الملك ، لأن منظمي المسيرة يعلمون علم اليقين مدى تشبث المغاربة بملكهم ، لكنها في المقابل تطالب بالحد من سلطاته عبر تعديل الدستور ، كما تطالب بحل البرلمان بغرفتيه ، فضلا عن إقالة الحكومة ، ومطالب أخرى لا تقل اهمية .
الفايس بوك و التويتر إذن هما الفتيل الذي اشعل نار" الفتنة" في العالم العربي ، وأعاد للعربي عزته وشهامته التي طالما افتقدهما ، لذلك عملت دول أصابتها عدوى الثورة على منع هذا الكابوس الذي بات يقض مضجعها ، لكن هذا المنع لم يزد الشعوب إلا تشبثا وصمودا ، بل واخترعوا وسائل أخرى للتواصل السريع بينهم ، وقد تنبهت أمريكا لخطورة هذه المسألة فخرجت على الأنظمة الاستبدادية ناصحة إياها عبر وزيرة خارجيتها بعدم منع وصول شعوبها للشبكة العنكبوتية .
لقد اعتدنا من المسؤولين المغاربة باستمرار التسرع في اتخاذ القرارات ، وأخطر خطأ يمكن أن تقع فيه السلطات هو الوقوع في مثل هذا المطب ، إن المغرب مختلف عن باقي الدول التي شملتها الثورات ، بحيث يقوده ملك شاب ، عكس بعض القادة الذين قضوا عمره في الحكم .
لا تتسرعوا كعادتكم فتصبوا الزيت في النار ، فغالبا ما تنوون أن تكحلوا لها أوكاتعميوها ، المسألة عادية جدا ، المسيرة سلمية ، وقد تعهد بذلك المنظمون ، والذين لم يبق حضورهم قاصرا على شباب مراهقين ، لا تجربة لهم ، إنما تعززت صفوفهم بأناس مسؤولين ، يمثلون عدة توجهات فكرية و سياسية ...
إن المثل الشائع "حرفة بوك لا يغلبوك " انقلب إلى الفايسبوك ، لا يغلبوك ، فقد صار الملاد الرئيسي لشباب العالم اليوم ، لذلك فوتو غير الكونيكيكسيون أوقنيو ،فليس الحل في قطع الأصبع الذي يشير إلى الداء ، إنما الحل هو استئصال الداء من جدوره عبر استقالة أو إقالة عباس الفاسي وفريقه الحكومي ، وبذلك ستكونون قد أغلقتم الأفواه التي تستعد لتصيح عاليا مطالبة برأسه ، فهو اللي ضاير عليه الفيلم كامل . وهو سبب هاد الزبايل كلها. فإذا ما تنحى أنا متأكد أن الطرح غايبرد قبل حتى أن يبدأ .
حسن الخباز