انتشر في المنامة وناشد المواطنين بعدم التجمهر
الجيش البحريني يسيطر على المناطق الرئيسية في العاصمة
العرب اليوم
المئات من أهالي المصابين البحرينيين يتجمعون في مدخل الطوارىء للمستشفى
المنامة ـ طارق الشمري
فرض الجيش البحريني، أو ما يسمى بـ"قوة دفاع البحرين" طوقًا كاملا على العاصمة المنامة، الخميس، ما عدا المستشفى، حيث تجمع الآلاف من الناس يصرخون، ويبكون، وسط حالة من الحزن، بعد ساعات من إطلاق قوات الشرطة البحرينيّة،من دون سابق إنذار، الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، الذين كانوا يخيمون نائمين في ساحة دوار" اللؤلوة" أو" دوار الحرية"، في مسعى لفك الاعتصام الذي بدأوه قبل ايام مطالبين بالإصلاحات السياسية.
وأحكم الجيش سيطرته على الشوارع بنزول عشرات الدبابات والآليات العسكرية الثقيلة التي انتشرت وسط العاصمة صباح الخميس، بعد سقوط ثلاثة قتلى وإصابة آخرين بجروح جرّاء اقتحام قوات الأمن البحرينية دوار اللؤلؤة وسط المنامة لتفريق المعتصمين هناك منذ يومين.
وأصيب المئات من المحتجين من إطلاق النار العشوائي عليهم وسط صدمة واندهاش، وتم نقلهم إلى المستشفى الرئيسي، حيث أكد الأطباء أن أجسادهم يتخللها الرصاص، وبها رضوض الطلقات المطاطية أو هراوات الشرطة، فيما رددت حشود المحتجين، التي تحولت إلى مشيّعين غاضبين، شعارات مثل "الموت للملك، الموت لخليفة، نريد إسقاط الحكومة"، في حين انسحبت المعارضة من البرلمان وطالبت الحكومة التنحي.
ففي صباح الخميس، كان هناك ثلاث جثث فعليّا داخل مشرحة مجمع السلمانيّة الطبي، وهم علي أحمد منصور خضير، 53 عامًا، عيسى حسن عبد، 55 عامًا، محمود مكي، 22 عاما، قتلوا جميعًا بالرصاص.
وقال الأطباء إنه توفي ما لا يقل عن اثنين آخرين وأن العديد من المرضى كانوا في حالة حرجة بعد إصابتهم بجروح خطرة، وقال محمد المسقطي من جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان، إنه تلقى ما لا يقل عن 20 طلب من الأهالي للبحث عن أطفالهم الصغار الذين ضاعوا وسط فوضى الهجوم. فيما أفاد جرّاح، طلب عدم الكشف عن اسمه خوفًا من الانتقام، أن وزارة الصحة منعت سيارات الإسعاف من الذهاب إلى مكان الحادث لساعات طويلة لمساعدة الضحايا، وقال الطبيب إن ضباط الشرطة ضربوا مسعفًا وطبيبًا عندما حاولوا الوصول إلى الميدان في الصباح الباكر مع بداية الهجوم، كما رفضت السماح لحضور الطاقم الطبي لمساعدة الجرحى.
وذكرت وكالات الأنباء في البحرين أن وزير الصحة، فيصل الحمر، استقال بعد تنظيم الأطباء مظاهرة للاحتجاج على منع سيارات الإسعاف من الذهاب إلى دوار اللؤلوة لإسعاف المصابين. في الوقت نفسه، أعلنت قوة دفاع البحرين في بيانها رقم واحد أن قوات عسكريّة أخذت بالانتشار في محافظة العاصمة لدواعي اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والمقيمين وتأمين حرياتهم وممتلكاتهم من أعمال العنف. وشدد الناطق الرسمي بالقيادة العامة لقوة الدفاع على اتخاذ كافة التدابير الصارمة والرادعة لبسط الأمن والنظام العام، وتحقيق الاستقرار حرصًا على مصالح الوطن ومقدراته.
وناشد المصدر كافة المواطنين والمقيمين الابتعاد عن التجمهر في المناطق الحيوية بوسط العاصمة لما يسببه ذلك من تأثير بالغ على حركة السير وإثارة الخوف والفزع بين مرتادي المنطقة، مما قد يؤدي إلى حدوث أزمات مرورية، ويترتب عليه تعريض حياة المواطنين والمقيمين للخطر والإضرار بمصالحهم. وتتزايد المخاوف بشكل كبير لدى الزعماء العرب في المنطقة خلال الأيام الأخيرة بعد تنحي كل من رئيسي مصر وتونس، نتيجة انتفاضات شعبية أطاحت بنظامي حكمهما، حيث انتقلت عدوى التظاهرات إلي جميع أنحاء المنطقة.
وتثير دعاوى التغير، في تلك المملكة الخليجية، القلق لدى المملكة العربية السعودية، والكويت، التي يحكمهما السنة في ظل اضطرابات مع السكان الشيعة، مما دفع مسؤولون من دول مجلس التعاون الخليجي إلى الاجتماع لمناقشة كيفية التعامل مع الأزمة.