تحوُّل الإعلام العربي للانفتاح على المعارضة بعد ثورة مصر الحكومة الأردنية: الانفتاح الإعلامي إصلاحي ولا يرتبط مع ظروف المنطقة

تحوُّل الإعلام العربي للانفتاح على المعارضة بعد ثورة مصر
الحكومة الأردنية: الانفتاح الإعلامي إصلاحي ولا يرتبط مع ظروف المنطقة





عمّان ـ هنادي فؤاد
تحوَّلت وسائل إعلام حكومية أردنية في الفترة الأخيرة إلى بث نشاطات المعارضة التي كان من المحظور في السابق بثها، ومن أبرز الأجهزة الإعلامية التي ظهر فيها التحوُّل التلفزيون الأردني الرسمي ووكالة الأنباء الرسمية "بترا". كما بدأ الإعلام الحكومي يستضيف شخصيات معارضة كان من المستحيل استضافتها قبل ذلك، فيما يتوازى مع تحوّل التلفزيون المصري عقب الثورة المصرية وعدد من الشاشات العربية لفتح أبوابها للذين كانوا ممنوعين من الظهور سنوات طويلة، حيث استضاف التلفزيون الأردني أخيرًا شخصيات نقابية وحزبية هاجمت حكومة معروف البخيت على الشاشة واتهمتها بعدم القدرة على قيادة البلاد في المرحلة الحالية.
وبدا لافتًا قيام وكالة الأنباء الأردنية الرسمية ببث فقرات مطولة من محاضرة ألقاها رئيس المكتب السياسي في حزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني أرشيد المحسوب على التيار المتشدد في الحركة الإسلامية الأردنية، وجدد بني أرشيد في محاضرته مطالب الحركة بملكية دستورية وتحديد صلاحيات الملك.
وصار التلفزيون الأردني يفرد مساحات واسعة لعرض المسيرات والاعتصامات التي تشهدها البلاد والمطالبة بالإصلاحات السياسية في نشرة أخباره الأساسية، ويعرض تغطية للشعارات والهتافات حتى تلك المطالبة بتحديد صلاحيات الملك ويرددها المشاركون في هذه الأنشطة.
وفي حديث خاص مع "العرب اليوم" أكد وزير الإعلام الأردني المتحدث الرسمي باسم الحكومة طاهر العدوان أن "حالة الانفتاح غير المسبوقة التي يعيشها الإعلام الرسمي الأردني على المعارضة وغيرها من القوى في البلاد هي حالة دائمة وليست مرتبطة مع الأوضاع الراهنة التي يمر بها الأردن والمنطقة العربية"، في نفي رسمي صريح لما بات يتردد الآن من اتجاه الإعلام الأردني للانفتاح على المعارضة تفاديًا لوصول البلاد إلى المرحلة التي وصل إليها الكبت الإعلامي في مصر قبل الثورة.
وأكد العدوان أن "هذا الانفتاح ليس استجابة لظروف داخلية أو خارجية بل هو ترجمة حقيقية لعملية الإصلاح التي تعهدت الحكومة بها عند تشكيلها"، مؤكدًا أن تغييرات ستحدث قريبًا في التشريعات الإعلامية حتى تواكب هذا الانفتاح، وأوضح أن التعديلات التي ستطرأ على القوانين الناظمة للإعلام في المملكة -لاسيما قانون المطبوعات والنشر- ستعمل على رفع سقف الحريات الإعلامية لما يكفل وجود إعلام حر ومهني ومستقل.
وأضاف: "إن الحكومة بدأت خطوات جادة نحو تعزيز الحريات حيث ألغت قرارًا سابقًا لحجب المواقع الإلكترونية عن الدوائر الحكومية كما ستقوم في وقت قريب جدًّا بإلغاء مدونة تعامل الحكومة مع وسائل الإعلام التي أقرتها الحكومة السابقة" مشيرًا إلى أن ترتيب البيت الإعلامي الأردني يعد أحد أهم القضايا على أجندة الحكومة، حيث إن الهدف هو خلق مناخ معزز للحريات الإعلامية ومنفتح على كل الآراء والاتجاهات.
إلى ذلك، بيَّن العدوان أن الإصلاح السياسي هو عملية متكاملة يتحمل مسؤليتها الجميع وليس فقط الحكومة ولكن أيضًا البرلمان والقوى الشعبية، والإعلام جزء مهم من هذه العملية فهو الذي سيروج للإصلاح الحقيقي، وبالتالي ينبغي أن نمنحه القدرة على ذلك مع منحه الحرية ليعمل في أجواء من الانفتاح تعزز المهنية والصدقية.
أما المدير العام لوكالة الأنباء الأردنية رمضان رواشدة فأكد أن الانفتاح الذي تشهده الوكالة في التعاطي مع مختلف الأحداث في المملكة هو سياسة بدأت في الوكالة منذ عام 2004، حيث عمدت الوكالة لاستضافة شخصيات من مختلف التيارات الفكرية والسياسية في المملكة وعرضت لآراء متباينة حتى تلك التي تعارض الرؤية والموقف الحكوميين.
كما يؤكد الرواشدة في حديثه مع "العرب اليوم" أن سقف الحرية الإعلامية ارتفع أخيرًا بشكل كبير رابطًا ذلك مع جملة من العوامل أبرزها تفهم المسؤولين في المملكة لأهمية حرية الإعلام لاسيما في الظروف الراهنة التي يشهدها الأردن بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام، مؤكدًا ان هذا السقف العالي في التعاطي مع مختلف الأحداث سيستمر ولن يتوقف.
وأضاف الرواشدة: "نعرض ما يجري بشفافية ووضوح؛ لأن الخبر الذي نخفيه عن المواطن سيتابعه حتمًا على الفضائيات العربية والمحلية التي أصبحت مصدرًا أساسيًّا للمواطنين فيما يجري من أحداث