سعد السعود
عدد المساهمات : 1959 تاريخ التسجيل : 19/12/2010
| موضوع: هل نشهد في المستقبل شوارع للنساء وأخرى للرجال ؟! الأحد 16 يناير - 7:44:12 | |
| هل نشهد في المستقبل شوارع للنساء وأخرى للرجال ؟!
وائل نعمة....تصوير/ادهم يوسف رفض إدخالها عند بوابة الجامعة متذرعا بانها مخالفة لشروط الزي الموحد،الا انه بالمقابل سمح بدخول اخريات دون ان يعلق على الوان الملابس التي اطاحت بالزي الموحد جانبا! شيماء الطالبة في كلية التربية بجامعة بغداد تؤكد ان هناك تعمداً من قبل بعض افراد الحرس الجامعي
بعدم ادخال الطالبات اللاتي يرتدين (البنطلون الجينز) او (التنورة) القصيرة،لاسباب تعزوها الى الحملة الرجعية التي تقودها بعض الجهات ضد اي مظهر من مظاهر المدنية وتضييق الحريات على النساء. البارحة كنا نتحدث عن اجبار الطالبات الصغيرات في بعض المدارس على ارتداء الحجاب،والزام اولياء الامور بشراء ربطة بيضاء تضعها على رأسها والا اعتبرت الطفلة الصغيرة ذات السبع سنوات مفسدة بالارض ومشجعة على مظاهر الفتنة!واليوم نتحدث عن امر في غاية الغرابة وهو محاولة بعض الجهات فصل الذكور عن الاناث ليس فقط في المدارس بل في الجامعات ايضا،هذا بالاضافة الى الاجتهادات التي تنطلق بكل قوة لتضيق الخناق على الطالبات في الجامعات. المرور عبر كراج باب المعظم في جامعة بغداد وفي مجمع باب المعظم،حيث يضم عدداً من الكليات الانسانية،تتجه عدد من الطالبات عبر اسوأ مناطق العاصمة،حيث يضطررن الى المرور من (كراج) باب المعظم من بين سائقي (الكيات) الذين لايوفرون كلمة جارحة حتى يطلقونها لتثقب اذن الطالبات،ناهيك عن المعاكسات الفضة والمشاجرات بينهم التي عادة ماتكون مجموعة مختارة من الشتائم لاتليق بالشارع،كما ان المنطقة تزخر بعدد هائل من الازبال وتتجمع المياة الاسنة بالقرب من بوابة الجامعة الرئيسية التي احيطت بجدار كونكريتي،ولونه الرمادي الكئيب يطفئ كل رغبة بالدراسة. الذي يدخل من بوابة الجامعة يتأكد بشكل لايقبل الشك ان لازي موحد يمكن ان يلتزم به الجميع،لان الطالبات يرتدين كل الالوان الزاهية والمفرحة التي قد يرفضها البعض لاسباب يقول عنها الدكتور عبدالسلام السامر عميد كلية الاعلام بانها لاتليق بالجو الجامعي، لان الزي الموحد هو الافضل للطلاب والطالبات لانه يعني صفة رسمية لهم،كما ان له منافع اجتماعية واقتصادية. بالمقابل يؤكد السامر ان هناك توجيهاً واضحاً بالالتزام بالزي الموحد ولاتوجد اوامر بمنع ادخال الطالبات اللاتي يرتدين ملابس ضيقة او السراويل. تأشيرة الدخول فيما تؤشر عدد من الطالبات في الجامعة ان هناك مزاجية في السماح لهن بالمرور من البوابة الرئيسية للجامعة من قبل الحرس المتواجد في البوابة، حيث تشدد عبير الطالبة في كلية الاداب ان بعض الطالبات يضطررن للابتسام بوجه الحارس الجامعي والقاء التحية الصباحية بشكل اكثر خصوصية حتى يسمح لها بالمرور، ومن عن تمتنع تقديم الابتسامة قد تواجه رفض الحارس القاطع لادخالها. بينما تؤكد حنان الطالبة في كلية الاعلام ان هناك اجتهادات من قبل بعض افراد الحرس الجامعي في وضع الشروط والقيود على ملابس الطالبات،و تشير الى ان بعضهم يمنع الطالبات من الدخول لانه يعتقد بانها تخرق القيم والعادات والدين حين ترتدي ملابس ضيقة او قصيرة. وتشدد على انها تخرج بملابسها نفسها التي ترتديها في الكلية امام اهلها واحيانا والدها او اخيها الذي يوصلها الى الجامعة ولايحق لاي شخص ان يعلق على ملابسها وتعده امرا شخصيا. في حين توضح سارة طالبة اللغة الانكليزية ان الحرس الجامعي يتعمد التحرش بالطالبات اثناء مرورهن من بوابة الجامعة،وتؤكد"انا وزميلاتي نسمع كل يوم تقريبا كلمات غير لائقة من قبل بعض افراد الحرس اثناء دخولنا محاولين استغلال السلطة التي بيدهم بشكل سيئ في مراقبة ملابس الطالبات بذريعة تطبيق الزي الموحد بينما يقومون بالتحرش ". باب الاجتهادات من جانبه يؤكد عميد كلية الاعلام ان تطبيق الزي الموحد ليس صارما بل تركت مساحة من الحرية في اختيار الالوان، واشار الى وجود ضعف في تطبيق ذلك وان الحراس يتهاونون احياناً في تطبيق الزي،ويطالب ان يكون هناك تعاون واطاعة للقوانين التي تصدرها الجامعة من قبل الطالب. ويؤكد ان الجامعة تشدد على حشمة الطالبات. التي قد يعتبرها البعض عبارة واسعة ومطاطة يمكن ان يمر من اسفلها اجتهادات الحرس الجامعي في منع والسماح بدخول الطالبات! ولايختلف الدكتور فليح الركابي عميد كلية الاداب في اهمية ارتداء الطالب للزي الموحد والتي توضح هويته،بالاضافة الى التأكيد على حشمة الطالبات. لكنة يؤكد في الوقت نفسه ان تعليمات جامعة بغداد اوضحت ان الطالبة يجب ان تحاسب من قبل الاساتذة وداخل الفصل الدراسي، وحصرت مسؤولية المراقبة على الزي في معاون العميد لشؤون الطلبة، وتقتصر واجبات الحرس الجامعي على الجوانب الامنية فقط. فصل الجنسين في الجامعات من جانب اخر رفض الطلاب وبشكل قاطع الدعوى من بعض الجهات لفصل الذكور عن الاناث في الجامعات،واكدوا ان هذه الدعوى بمثابة احباط بعد ان كانوا متفائلين بالحكومة الجديدة التي اعتقدوها بانها ستحل مشاكل الطلاب وتعطيهم رواتب وتوفر لهم فرص العمل. حيث يؤكد ليث سعيد الطالب في المرحلة الثالثة بكلية اللغات "كان الاجدر بهم اقرار قوانين مهمة، مثل تزويد الطلبة والطالبات برواتب او منح لتعينهم على سنين الدراسة او توفير وسائط نقل او تطوير المختبرات وانشاء مراكز بحثية،وغيرها من الامور الي تحتاجها جامعاتنا". فيما اشار حيدر محمد طالب المرحلة الرابعة في كلية الاداب "لااؤيد فصل الجنسين في الجامعة لاننا في الجامعة مختلفون عن طلاب الاعدادية والمتوسطة والسبب ان الجنسين خلال مرحلة الاعدادية يكونان بفترة مراهقة حساسة خاصة في ظل الثقافة السائدة التي توحي بان وجود شاب وشابة معا هو كوجود البنزين قرب النار لذا فقد ينتج عن ذلك الكثير من اعمال الطيش والتسرع والاندفاع فهناك ثقافة سلبية في هذا الجانب, اما المرحلة الجامعية فهي فرصة ومرحلة متقدمة تتيح للشاب او الشابه فرصاً اوسع لمعرفة الاخر بدون خوف اوعقد كما انهما يكونان في هذه المرحلة اكثر وعيا وتفهما لكل شئ. في حين اوضحت مريم خالد من كلية الاعلام الى ان الجامعات العراقية عريقة وحظيت منذ تأسيسها بمكانه علمية رصينة ويشهد لعلاقة الطلاب والطالبات كونها من أحسن الطلاب في المنطقه،ونحن في الكلية لدينا زملاء واخوان بمعنى الكلمة،فماذا يريدون؟؟ وتعتقد مريم انه في ضوءالطروحات الغريبة فقد نسمع في المستقبل عن مقترح من احد اعضاء مجلس النواب يدعو فيه الى أن تكون هناك دوائر كوادرها من النساء ومختصة بهن فقط واخرى متخصصة بالرجال وعلى اساس ان الاختلاط حرام ويتوجب منعه! واكدت زميلتها سارة علي قائلة "أننا فعلا بحاجة لامور اهم مثل المختبرات والمراكز البحثية وتفعيل دور المكتبات التي اصبحت الكتب فيها قديمة جدا وتزويد الجامعات والقاعات الدراسية بمنظومات الحواسيب والانترنيت،وغيرها من الامور الي تساهم في دعم العملية التربوية والتعليمية بالبلد بعيد عن الخيال والمثاليات". في المقابل اكد وزير التعليم العالي علي الاديب ان لانية للوزارة في فصل الذكور عن الاناث وان الحديث الذي يدور هو محض اشاعات. قتل جو المنافسة واشار الدكتور عبد السلام السامر الى ان الدعوى التي تنطلق من قبل بعض الجهات الدينية في فصل الطلاب عن بعضهم وقال: هذه القضايا تتعلق بوجهات نظر دينية متباينة لذا فان الاسلم ان يتحدد الامر الى فلسفة الدولة وهي من تحدد وتفصل في هذا الموضوع, في ضوء الدستور الذي ينص على حرية الفرد. اما في ما يتعلق بتعرض بعض الطالبات للتحرش من قبل الطلاب،فقد قلل السامر من هذا الامر واكد عدم وجود مثل هذه الحالة كظاهرة في الجامعات العراقية،ولايوجد اي مبرر لفصل الطلاب عن بعضهم. عميد الاداب، رفض فكرة فصل الطلبة عن بعضهم بسبب وجود بعض الكليات الخاصة للبنات مثل كليات العلوم والتربية والتربية الرياضية، وكذلك توجد كليات مثلها في المحافظات بل حتى ان هنالك كليات للبنات في الدول العربية والغربية ايضا،فلاحاجة الى فصل الجنسين عن بعضهم. واكد ان الدراسات العليا هي في الاساس مختلطة ولايمكن فصل الطلاب فمن يريد ان يذهب للكليات التي تكون الدراسة فيها مختلطة فليذهب ومن تريد من الفتيات ان تذهب لكليات البنات فموجودة ايضا. و شدد على ان الاختلاط امر مهم من حيث خلق جو التنافس في الكلية وان فصل الرجال في الكليات لايتناسب ومع روح العصر والتقدم والدعوات في مجال حقوق المرأة. فيما اشارت الدكتورة سحر كاظم استاذة علم الاجتماع في جامعة بغداد الى ان الطلاب لايختلون ببعضهم في الجامعة حتى يمكن ان نعتبران اختلاطهم حرام ونطالب بفصلهم كما ان تواجدهم مع بعض لايسبب او يثيراي مشكلة ولايوجد مبررلمثل هذه الدعوة لان عدم وجود المشكلة يلغي المطالبة بفصلهم من الاساس. وتشدد على ان الطلاب بالاساس يميلون غالباً الى الفصل بشكل فعلي لتأثرهم بثقافاتهم الدينية والاجتماعية والخجل الذي جعل الطلاب الذكور يجلسون ويجتمعون معا في الكلية والطالبات في جهة اخرى. وتؤكد انها تحتاج الى عرض المواد الدراسية في المحاضرة للجنسين وليس لجنس واحد فقط. ظواهر اجتماعية خطيرة فيما اكد الدكتور خالد التدريسي في كلية الاداب قسم الاجتماع والناشط في جمعية امل ان اي قضية تمارس في الخفاء سوف تتفاقم ويزداد حجمها،، وليس من باب الدفاع عن البارات القول ان قرار غلق النوادي وبيع المشروبات اعطى نتائج سلبية كما ان الظاهرة مازالت موجودة ولكن بالخفاء وهنا تكمن الخطورة. ويشدد على ان فصل الطلاب في الجامعات سوف يدفع ربما في المستقبل الى الفصل في الشوارع وفي المطاعم وفي وسائط النقل،واكد ان الطقوس الدينية ركزت على كرامة الانسان وتوفير ما يصونها لكننا مع الاسف نجد تركيزاً على مثل هذه القضايا في وقت تستشري في مجتمعنا حالات الفساد الاداري والمالي وحتى الاجتماعي، وهذا امر غريب وينبغي الانتباه اليه، ويدلل على ان التصرفات التي تضيق خناق الحرية تؤدي بنتائج سلبية. بالمقابل اشارت الدكتورة هدى في قسم الصحافة بكلية الاعلام الى ان فكرة فصل الذكور عن الاناث في الجامعة غير ممكنة لاننا سنحتاج الى بنايات والى اساتذة والى اثاث جديد،بالمقابل ان الكليات والجامعات ضيقة وبناياتها قديمة وان الطلاب يحتاجون الى وسائل ايضاح والى مستلزمات دراسة اكثر من حاجتهم الى الفصل. وتؤكد ان العلاقة بينهما طبيعية وجميلة ولانريد ان ندنسها بالكلام عن الفصل والتحدث عن قضايا مخجلة كالقول بان وجودهم بالقرب من بعضهم يحمل بعض الخطورة، انهم يعيشون مع بعض لسنوات طويلة وتجمعهم علاقات صداقة واخوة. وتشدد على انها مع اي قرار اخر لو كان يصب في مصلحة الجامعة والطلاب ولكن فصل الاناث عن الذكور ليس فيه اي مصلحة وغير مبرر , لذا فلاتجد مبرراً لاثارة موضوعه خاصة في هذا الوقت الذي نحن احوج ما نكون فيه الى ترسيخ مفاهيم الحرية بشكلها الصحيح. | |
|