النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبيّ تدعو إلى وقف دعم الدكتاتوريات
الصايفي: يجب التوقف عن اعتبار العرب غير مؤهلين للديمقراطية
بوعلام غبشي من باريس
عبرت الوزيرة الفرنسية السابقة والنائبة في البرلمان الأوروبيّ تقية الصايفي في لقاء خاص مع "إيلاف" عن سعادتها بما يحدث من تحولات في العالم العربي باتجاه الديمقراطية. ودعت إلى التوقف "عن اعتبار العرب غير ناضجين وغير مؤهلين للانتقال إلى الديمقراطية".
النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبيّ تقية الصايفي
باريس: أكدت تقية الصايفي النائبة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية "دعم الإتحاد الأوروبي في هذه المرحلة للاقتصاد التونسي"، وذكرت على خلفية الزيارة التي قامت بها مع وفد أوروبي إلى تونس، أنه "لا يمكن لي إلا أن أسعد بما حدث سواء في تونس أو مصر".
وانطلاقا من منصبها كنائبة أوروبية، تقول تقية الصايفي في حوار مع "إيلاف" إنها مع عدم "التساهل مع وضعية حقوق الإنسان والديمقراطية في هذه البلدان، وهي خصوصية يتميز بها الإتحاد، إنه يؤكد حرية التعبير وحقوق الإنسان"، تفيد الوزيرة السابقة.
وأعربت كاتبة الدولة السابقة، المكلفة بالتنمية بالمستدامة في حكومة جون بيير رفران، عن حساسيتها تجاه موضوع "الرشوة التي نخرت هذه البلدان"، مشيرة إلى ما أسمته عملية "السطو" التي "قادتها كل من عائلتي بن علي والطرابلسي في تونس".
كما عبرت عن صدمتها للأرقام الخيالية التي تناولتها وسائل الإعلام حول ثروة الرئيس المصري المتنحي حسني مبارك، قائلة "في بلد وصل فيه الفقر إلى مستويات عالية، ولا يمتلك ثروات طبيعية، يصل إلى علمنا أن مبارك بحوزته ثروة تتراوح قيمتها ما بين أربعين إلى ستين مليار دولار، إنه لأمر صادم حقا".
وترى الصايفي أنه "على أعضاء الإتحاد الأوروبي أن يتخلوا عن الأنظمة التي يظهر أن حكامها يغتنون بهذه الطريقة". كما دعت إلى اتخاد إجراءات من قبل الدول الأوروبية عندما يتبين أن هناك تحويلات مالية لهؤلاء نحو أوروبا، مثلما فعلت سويسرا، لكن "يجب أن يحصل ذلك قبل سقوط هذه الديكتاتوريات".
وحول ما إذا كان على البلدان الأوروبية أن تغير سلوكها في التعامل مع دكتاتوريات العالم، قالت النائبة الأوروبية "بالفعل يجب عليها تغيير أسلوبها كما هو شأن الإتحاد الأوروبي كذلك، ويجب أن تكون الحريات هي المنطلق في ذلك".
وعن الدينامكية السياسية التي يعيشها العالم العربي اليوم، قالت الصايفي "أعتقد أنها موجة صادمة لن تستثني أي بلد عربي، ومن المؤكد أنه لن تبقى الأمور على ما كانت عليه في الماضي، فقد حصل اليوم شق على مستوى ثقل المعاناة التي رزحت تحتها هذه الشعوب".
كافحوا ونحن ندعمكم
في سياق متصل، وجهت الصايفي دعوة للشعوب العربية فقالت "كافحوا، وستنالون منا كل تضامننا، فليس من العدل أن يبقى العالم العربي في الوضعية التي يوجد عليها".
وأشارت إلى أن "العالم العربي فيه طاقات ومؤهلات، وأعتقد أنه حان الوقت لبذل المزيد من الجهد للدفع في اتجاه التغيير والتقدم حتى يكون ضمن قائمة الأمم الكبرى".
وترددت الصايفي بتوجيه كلمة للحكام العرب، بموازاة تلك التي وجهتها إلى شعوبهم، قائلة "لا يمكن لكلمة من هذا النوع أن تكون تلقائية".
ورداً على سؤال "إيلاف" هل على هؤلاء الحكام أن يفهموا أنه حان الوقت لإعطاء روح حقيقية للتغيير الديمقراطي في دولهم؟ قالت الوزيرة "تماما، أقول لهم كفى ترك بلدانهم على هامش التاريخ".
وقامت تقية الصايفي بزيارة إلى تونس ضمن وفد أوروبي، وسجلت خلالها "إنفجاراً لمطالب الشعب التونسي"، لافتة إلى أن أسرتي الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي "بقيامهما بالسطو على أربعين بالمائة من ثروة البلد ألحقوا ضرراً بالغاً بالتنمية الاقتصادية في البلد".
واعترفت الوزيرة في تصريحها بأن "التعاون الذي ظل قائماً بين الإتحاد الأوروبي وتونس في عهد النظام السابق كان يميل لصالح المجموعة الأوروبية".
كما أنها تقر بالكثير من الشجاعة الأدبية بأن "الشعب التونسي ربح دون الإعتماد على أوروبا"، معربة عن "ثقتها بشأن إرادة تونس اليوم في انتقال ديمقراطي حقيقي".
ولم تر النائبة الأوروبية، من خلال استماع الوفد الذي رافقته إلى تونس، أي شيء يمكنه أن يخيف من الإسلاميين في تونس، مؤكدة أن "حزب النهضة قدوته هو حزب العدالة والتنمية في تركيا وله قراءة ديمقراطية للدين"، على حد تعبيرها.
ودعت تقية الصايفي إلى "التوقف عن اعتبار العرب غير ناضجين وغير مؤهلين للإنتقال إلى الديمقراطية الحقيقية، وأن الإختيار الوحيد هو السقوط في أنظمة متطرفة أو سلطوية اتقاء من شر الإسلاموية"، على حدّ قولها.