د. شفيق خوري: يذلل العقبات أمام طلاب الطب العرب!
الطموح وروح المبادرة من أبرز خصاله، فقد حصل على شهادة الدكتوراه، ونال لقب الطبيب وتخصص في الأمراض الباطنية، ولم يتوقف للحظة أو ينظر إلى الخلف، بل كانت عيونه تنظر باستمرار إلى الأمام، لم يكن هاجسه الحصول على شهادة الطب بل بقي هاجسه هو نيل أكبر عدد من الطلاب العرب هذه الشهادة، ودعمهم بكل الوسائل متحديا العوائق والعراقيل التي تضعها المؤسسات التعليمية أمام العرب في محاولة لخفض نسبتهم بين طلاب الطب، من خلال امتحانات التقييم التي تعتبر حاجزا بل سدا منيعا أحيانا أمام الطالب العربي الذي يطمح إلى تعلم الطب.
الدكتور شفيق خوري
سر نجاحه
الدكتور شفيق خوري ابن مدينة حيفا، أنهى تعليمه الثانوي في العام 1998 ومنذ ذلك الحين لم يتوقف للحظة عن الاهتمام بموضوع امتحانات البسيخومتري، وعمل مع أكثر من شركة تختص في هذا المجال، حتى أصبح اليوم مسئولا عن موضوع الانجليزي في معهد "إيبسوس"، ولكنه يرفض التعامل مع ما هو قائم، بل يسعى على الدوام لتطوير أساليب جديدة واستحداث ما هو موجود.
ويقول د. شفيق "منذ أن دخلت إلى معهد "ابسوس" كان لدي هذا الدافع في الشروع بدورة انجليزي وتطويرها تدريجيا كما أراه مناسبا، وذلك بالتوازي مع عملي في موضوع الطب الذي يهمني بدرجة كبيرة، لذلك فعندما انطلق مشروع امتحانات "مور" و"مركام" في معهد "التخنيون" والجامعة العبرية في القدس، رأيت أنني قادر على المساهمة فيه، بالإضافة تخصصي في مجال الأمراض الداخلية والطب الباطني".
الهدف غير المعلن حواجز أمام الطلاب العرب
قد يكون الهدف غير المعلن من قبل مؤسسة التعليم العالي والمعاهد والجامعات، هو وضع عقبات أمام الطلاب العرب ولذلك أصبح اجتياز امتحان "مور" في التخنيون و"مركام" في الجامعة العبرية شرط لقبول الطالب المتفوق في امتحانات البجروت والبسيخومتري، بحيث أصبح هذا الامتحان عقبة إضافية حتى أمام الطالب المتفوق!
ويقول د. شفيق خوري "حتى قبل خمس سنوات كان الطلاب الذين أحرزوا معدلات عالية في البسيخومتري والبجروت، يمثلون أمام لجنة خاصة في مقابلة شخصية، ويحق لأعضاء هذه اللجنة توجيه أسئلة مفتوحة ومتنوعة للطالب، ومن خلال هذا اللقاء الذي يستمر لمدة نصف ساعة في أقصى حدوده، ومن خلاله تقرر اللجنة ما إذا كان الطالب ملائم لتعلم مهنة الطب. وقد أثبت هذا الأسلوب عدم نجاعته، وبالمقابل ظهر أيضا أنه من غير المنصف أن يتقدم الطالب الذي حصل على علامة 750 في البسيخومتري للطب بينما يبقى الطالب الذي حصل على علامة 740 في الانتظار، رغم أن قدراتهم الذهنية تبدو متساوية!!
مور ومركام عقبة امام الطلاب العرب
وقد يتمتع ذلك الذي أحرز 10 نقاط أقل بخصال وميزات مناسبة أكثر لمهنة الطب، لذلك فقد استدعى هذا الأمر إجراء تعديل على طريقة اختيار الطلاب، ومن هنا دخل المركز القطري للامتحانات والتقييم، وبدأ تطبيق قاعدة تجميع علامتي البجروت والبسيخومتري معا وحددوا سقفا لهذين الامتحانين، وأصبح كل طالب يتجاوز هذا السقف يتقدم لامتحان "مور" ومن ثم يعطى لكل واحد من هذه الامتحانات وزن معين يحدد من خلاله ما إذا كان الطالب مقبول للطب أم مرفوض".
المزيد من العوائق والعقبات
ويضيف د. شفيق أن ما حدث في السنوات الأخيرة هو منح وزن أكبر لامتحان "مور" لدرجة أن معهد التخنيون رفع وزن هذا الامتحان إلى نسبة 100% بمعنى أنه الامتحان الوحيد الذي يقرر وتهميش علامتي البجروت والبسيخومتري، باستثناء قيمتهما التي تقتصر على دعوة الطالب للتقدم لامتحان "مور". وفي معهد التخنيون ما زال هذا الامتحان هو الذي يقرر قبول الطالب للطب أو عدم قبوله.
وردا على سؤال حول الصعوبة حول الصعوبة في امتحان "مور" قال د. شفيق إن الهدف من هذا الامتحان فحص القدرات غير الذهنية لدى الطالب، وهو امتحان مبني على أسس معينة وعلى نماذج وليس امتحان مفتوح كما هو في المقابلة الشخصية، والامتحان مبني من عدة أقسام تشمل استمارات أسئلة "بيوغرافيا" تبدأ من السهل إلى الأكثر صعوبة وكثيرا ما يكون مبني على تجارب ومواقف واجهت الطالب في حياته وكيف تصرف في تلك المواقف، وفحص الطالب من حيث القدرة على تقييم الظرف واتخاذ القرار الصحيح. وقسم التمثيل والمحاكاة وهو اختبار عملي لكيفية التصرف في حالات الضغط والأزمات وغيرها، وكثيرا ما يشترك في هذا الامتحان ممثلون يقومون بدور معين، ويفحصون قدرة الطالب على التعامل مع الشخص الذي يمثل أمامه حالة معينة، وهنالك محطات حوار ونقاش وفيه جانب مهني في مجال المعرفة في الطب، مثل موضوع "الموت الرحيم" وما شابه، ويستمر الامتحان لمدة يومين.
مشاكل اللغة والتعبير لدى الطلاب العرب
مشكلة هذا الامتحان أن الطالب العربي يتقدم لإجرائه في سن مبكرة نسبيا (بعد الثانوية) مقارنة بالطلاب اليهود الذين عادة ما يتقدمون إليه بعد خدمتهم في الجيش، ويكونوا قد اكتسبوا خبرة وطوروا مهارات وخاضوا مجالات حياتية ومغامرات تجعلهم أكثر قابلية لخوض هذا الامتحان الذي كما ذكرنا يعتمد التجارب والشخصية أكثر من القدرات العقلية، لذلك على الطالب العربي أن يظهر نضوجا، الذي أسهل على الطالب اليهودي أن يظهره، ناهيك عن عوائق اللغة في تعبير الطالب العربي عن نفسه وإيصال أفكاره للممتحنين، لذلك فإننا نقوم من خلال دورات يقدمها معهد "ميديكا" بإدارتي بإعداد الطالب من ناحية تخطي حاجز اللغة، أية كلمات ومصطلحات ينبغي عليه أن يستخدمها، وأية مصطلحات يتوجب عليه ألا يستخدمها، ونعمل مع الطالب على تخطي حاجز التعبير عن النفس باللغة العبرية.
عن الدورة
اعرب عن رضاه من نتائج الطلاب
العرب الذين تخرجوا من دوراته
يقول د. شفيق خوري أن الدورة التي يقدمها معهد "ميديكا" للطلاب المتجهين نحو تعلم الطب، طويلة نسبيا ومؤلفة من 15 لقاء، مدة كل لقاء أربع ساعات، وهي شاملة ومركبة وباللغة العبرية، بحيث يضطر الطالب إلى تطوير لغته وتعبيره ومصطلحاته إلى المستوى المطلوب، فكثيرا ما يعجز الطالب العربي التعبير عن الأشياء مباشرة وبشكل قاطع، فبدل أن يقول "أنا أكره" يفضل عبارة "لا أحب" أو أنه يلجئون إلى التشبيه بتكرار كلمة "كئيلو" أي "وكأن"، وهذه دلالة على العجز عن التعبير عن النفس بشكل مباشر.
بالإضافة إلى اللغة والمصطلحات، هنالك مبنى للامتحان يلتزم فيه الممتحن وبموجبه سيعطي علامة للطالب، فهو لم يعد مفتوحا كما كان في السابق "مقابلة مفتوحة" ولذلك أصبح من الممكن الاستعداد له، ولا شك أن الدورة تفتح آفاقا واسعة للطلاب ويمكن ملاحظة الفرق بوضوح بين شخصية الطالب قبل وبعد الدورة. وعادة ما تبدأ هذه الدورة في شهر كانون الثاني وتستمر حتى شهر أيار قبل امتحاني "مور" و"مركام".
ينظم د. شفيق خوري هذه الدورات للسنة الرابعة على التوالي، وتحقق نجاحات وأعرب عن رضاه من نتائج الطلاب العرب الذين تخرجوا من دوراته مكتفيا بالقول "إن معظم الطلاب العرب الذين يدرسون اليوم الطب وطب الأسنان تعلموا في "ميديكا".www.drmedika.co.il