استبعد تشكيل الحكومة قريبًا بسبب العقبات الداخلية والإقليمية
النائب تمام سلام: يجب بذل الجهود لدرء أي فتنة سنِّية شيعِّية
ريما زهار من بيروت
يجري الحديث عن ولادة قريبة للحكومة في لبنان، خصوصًا أن البعض يعزو تأخرها إلى أسباب داخلية، منها ما حصل من تظاهرة في 13 آذار، أو لأسباب إقليمية تعود إلى انتظار صدور القرار الظني، رغم ذلك يستبعد النائب تمام سلام تشكيل الحكومة في وقت قريب جدًا.
بيروت: يقول النائب تمام سلام لإيلاف انه ليس أكيدًا ان الحكومة ستتألف في الايام المقبلة، ويبدو انه لا تزال هناك عقبات تحول دون ذلك، منها داخلي ومنها اقليمي، ويضيف "على كل حال هذا الموضوع بالنسبة إلى موقفي الشخصي من قبول منصب في الوزارة، حصل ان تم الإعلان منذ اسبوعين عن مقاطعة استشارات التأليف، وكنت في عداد من اتخذ هذا الموقف".
لا يعتقد سلام ان تشكيل الحكومة بسرعة هو رد على ما جرى من تظاهرة في 13 آذار/مارس، ويقول هذا لم يكن عاملاً في تسريع تشكيل الحكومة، ولكن لا ما من شك ان التظاهرة الشعبية الكبيرة والضخمة في ذكرى 14 آذار/مارس في ساحة الحرية كان لها وقع وتأثير على الحالة السياسية العامة ككل في البلاد، ومنها ربما تأخير تشكيل الحكومة.
أما هل ستتشكل حكومة من لون واحد في لبنان علمًا ان رئيس الجمهورية يرفض التوقيع على هكذا حكومة؟ يجيب سلام "لا أرى ان الظروف التي تخوضها البلاد منذ اتفاق الدوحة تغيرت باتجاه ان يصبح المطلب تشكيل حكومة من لون واحد، وبالتالي من هنا التأخير في تشكيل الحكومة، وليس هناك مصلحة برأيي ان تكون هناك حكومة من لون واحد، والمسؤولون على رأسهم رئيس الجمهورية يدركون ذلك، ويحذرون هذا الواقع، وآمل ان لا نقع فيه، لان التجارب الماضية كلها دلَّت على ان التوافق يبقى سيد الموقف في لبنان، وهو المطلوب لانقاذنا من الكثير مما يهددنا في البلد.
وردًا على سؤال هل تنفجر لاءات 14 آذار/مارس في وجه رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي؟ يقول سلام في هذا الصدد "كل ذلك يتوقف على ما سيقوم به الرئيس ميقاتي، ومدى افساحه في المجال لكي تبقى المعارضة ام لا، هذا له علاقة مباشرة بعملية تشكيل الحكومة، ونأمل الا تكون من لون واحد، ولكن ان فرضت الظروف ذلك فلكل حادث حديث.
عن اعلان ميقاتي انه سيتنحى اذا لم يستطع حماية البلاد، يشير سلام إلى أن "الاخذ والعطاء والمواقف من هنا وهناك والكلمات التي تقال في هذه المرحلة، في اطار استشارات التأليف، هي كثيرة وعديدة في اتجاهات مختلفة، وكل يوم نسمع امورًا جديدة، على كل حال اذا كان ذلك موقف الرئيس ميقاتي فهذا امر لا بد ان يشكل ثابتة في هذه المرحلة".
السلاح
اما هل ستنتصر قوى 14 آذار/مارس في معركتها ضد السلاح ام تبقى شعارات لن توصل الى نتيجة؟ يجيب سلام "موضوع السلاح امر الجميع واضح فيه، بان اي سلاح حتى سلاح المقاومة إذا توجه سياسيًا او استعمل في السياسة فهو سيوقع الفتنة في البلد، والعملية ليس نجاح او عدم نجاح في هذا الاتجاه، بقدر ما هي حقيقة واقعة، يمكن معالجتها، وطاولة الحوار كان من أبرز موضوعاتها السلاح، وليس فقط مجال استعمال السلاح، بل ايضًا قرار الحرب والسلم من يأخذه، هل هناك دولة وشرعية ومرجعية، ام ان الامور سائبة.
فتنة
في ظل الاجواء المتوترة في لبنان هل هناك تخوف من حدوث فتنة شيعية سنية في البلد؟ يجيب سلام "الفتن الطائفية والمذهبية في اجواء من التراجع والتردي، ستترعرع وتتحرك، وليس الامر بجديد، ولكن يبقى ان جهودًا كبيرة ومسؤولة وكل القيادات والمرجعيات مطلوبة لعدم افساح المجال لتحول الصراع المذهبي الى مواجهة او فتنة يحصد منها البلد المزيد من الضرر.