تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة العربية وكل مؤسساتها
القذافي: لم نستخدم القوة بعد.. وسأقاتل حتى آخر قطرة دم
وكالات
أكد الزعيم الليبي معمر القذافي انه لم يستخدم القوة بعد وأنه سيموت "شهيدا في أرض اجدادي". وفي خطاب للشعب الليبي هو الاول له منذ بدء التظاهرات ضد نظامه في 15 شباط/فبراير قال "معمر القذافي لا منصب له حتى يستقيل، هو قائد ثورة الى الابد". وفي وقت أكد فيه سكان في طرابلس وقوع "مجزرة" في اثنين من أحياء العاصمة، قرر مجلس الجامعة العربية تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها.
طرابلس: قال الزعيم الليبي معمر القذافي في خطاب الى الشعب بثه التلفزيون الرسمي مباشرة على الهواء انه ليس رئيسا حتى يستقيل فهو "قائد ثورة الى الابد".
وقال القذافي في خطاب ألقاه من أمام منزله في باب العزيزية في طرابلس إنه لن يغادر ليبيا تحت ضغط الشارع كما فعل رؤساء آخرون، في اشارة الى الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك، مؤكدا أنه سيموت "شهيدا في أرض أجدادي".
كما إتهم القذافي "اجهزة عربية شقيقة" بالوقوف وراء الاضطرابات التي تشهدها بلاده، وقال ان "اجهزة عربية للاسف شقيقة تغركم وتخونكم وتقدم صورتكم بشكل مسيء" واصفا إياها بـ"اجهزة الخيانة والعمالة والرجعية والجبن".
كذلك، أعلن القذافي أنه اعطى اوامره الى "الضباط الاحرار للقضاء على الجرذان" في اشارة الى المتمردين الذين سيطروا على عدد من المدن الليبية. واضاف مخاطبا الليبيين "أخرجوا من بيوتكم الى الشوارع غدا، انتم يا من تحبون معمر القذافي، معمر المجد والعزة، واقضوا على الجرذان".
وتابع "لم نستخدم القوة بعد، واذا تطورت الامور سنستخدمها وفق القانون الدولي والدستور الليبي". كما دعا الى تشكيل "لجان الامن الشعبي في المدن لحفظ الامن".
كما هدد القذافي المتظاهرين الذين يطالبون بتنحيته والذين سيطروا على عدد من مدن البلاد برد ساحق شبيه بقصف البرلمان في روسيا اثناء وجود النواب بداخله وسحق الصين حركة تيان انمين في بكين والقصف الاميركي للفلوجة في العراق. وقال إن "رئيس روسيا جاب الدبابات ودك مبنى مجلس النواب والاعضاء كانوا موجودين بداخله حتى طلعوا مثل الجرذان، والغرب لم يعترض بل قال له انت تعمل عملا قانونيا". واضاف أن "الطلاب في بكين اعتصموا لايام قرب لافتة كوكا كولا (...) ثم اتت الدبابات وسحقتهم". وتابع ان "اميركا مسحت الفلوجة بالطيران مسحا بذريعة مقاومة الارهاب"، مؤكدا ان "اميركا لا يمكنها الاحتجاج على ما يجري لدينا لانهم فعلوا ذلك في الفلوجة" في العراق.
كما أعلن ان المتمردين الذين سيطروا على بعض مدن البلاد يستحقون الاعدام بموجب قانون العقوبات الليبي لانهم "رفعوا السلاح ضد الدولة".
ميركل تصف خطاب القذافي بـ"المرعب"
وصفت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الخطاب المتلفز للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بـ"المرعب" وطالبت السلطات الليبية بـ"وقف اعمال العنف ضد شعبها" والا فان المانيا "ستفكر في فرض عقوبات".
وقالت ميركل في مؤتمر صحافي عقدته لمناسبة زيارة رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو الى برلين "نطلب من السلطات الليبية وقف العنف ضد شعبها". وتابعت "ان المعلومات التي تردنا من ليبيا مقلقة للغاية"، مضيفة "ان خطاب معمر القذافي اليوم كان مرعبا لانه اشهر الحرب على شعبه بالذات".
وقال باباندريو من جهته "اننا ندين ونأسف لاستخدام القوة"، معتبرًا "ان اوروبا لديها دورا لتلعبه" ازاء الاضطرابات في الشرق الادنى والاوسط.
من جهة أخرى، قرر مجلس الجامعة العربية في ختام اجتماع عقده على مستوى المندوبين الدائمين بعد ظهر الثلاثاء في القاهرة تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها احتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين.
وقال المجلس في بيان انه "قرر وقف مشاركة وفود حكومة الجماهيرية العربية الليبية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة إلى حين إقدام السلطات الليبية على الاستجابة" لمطالب المجلس بوقف العنف "وبما يضمن تحقيق أمن الشعب الليبي واستقراره".
و"ندد" البيان بـ "الجرائم المرتكبة ضد التظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية الجارية في العديد من المدن الليبية والعاصمة طرابلس والتي تتناقل أخبارها وكالات الانباء الدولية والعربية والتعبير عن استنكاره الشديد لأعمال العنف ضد المدنيين والتي لايمكن قبولها أو تبريرها وبصفة خاصة تجنيد مرتزقة اجانب واستخدام الرصاص الحي والاسلحة الثقيلة وغيرها في مواجهة المتظاهرين والتي تشكل انتهاكات خطرة لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي".
كما دعا مجلس الجامعة العربية الى "الوقف الفوري لأعمال العنف بكافة أشكاله والاحتكام الى الحوار الوطني والاستجابة الى المطالب المشروعة للشعب الليبي واحترام حقه في حرية التظاهر والتعبير عن الرأي وذلك حقنا للدماء وحفاظا على وحدة الاراضي الليبية والسلم الاهلي وبما يضمن سلامة وامن المواطنين الليبين".
وطالب مجلس الجامعة العربية السلطات الليبية "برفع الحظر المفروض على وسائل الإعلام وكذلك فتح وسائل الاتصالات وشبكات الهاتف، وتأمين وصول المساعدات والإغاثة الطبية العاجلة للجرحى والمصابين".
من جانبها، طلبت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي الثلاثاء فتح "تحقيق دولي مستقل" حول أعمال العنف في ليبيا، مشددة على ضرورة "الوقف الفوري للانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات الليبية". وحذرت بيلاي من ان ما ترتكبه السلطات الليبية من "هجمات منظمة ضد السكان المدنيين يمكن أن يعتبر جرائم ضد الإنسانية".
هذا ونفى التلفزيون الرسمي الليبي الثلاثاء المعلومات التي تفيد بوقوع "مجازر" ضد المتظاهرين في ليبيا، واصفًا إياها بـ"الأكاذيب والشائعات". ودعا التلفزيون المواطن الليبي إلى "التصدي" لهذه المعلومات "لأنها تستهدف تدمير معنوياتك واستقرارك وخيراتك التي يحسدونك عليها".
وكان سكان في طرابلس تحدثوا مساء الاثنين عن وقوع "مجزرة" في اثنين من أحياء العاصمة، بعدما أفاد التلفزيون الليبي عن عملية أمنية أدت إلى "سقوط ضحايا عدة بسبب مداهمة أوكار الجهات التخريبية" في ليبيا التي تشهد عملية قمع دامية للاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام.
كما دحض الزعيم الليبي معمّر القذافي الأخبار التي قالت إنه غادر ليبيا إلى فنزويلا، وذلك في كلمة مقتضبة مساء الاثنين نقلها التلفزيون الليبي "مباشرة" من أمام منزله في باب العزيزية في طرابلس.
وقال "كنت اريد ان ارى الشباب في الساحة الخضراء. فقط كي اثبت انني في طرابلس، وليس في فنزويلا، وتكذيب التلفزيونات، هؤلاء الكلاب" وذلك ردًا على اخبار بثتها الاثنين محطات تلفزة عدة ووسائل اعلام دولية، قالت انه غادر ليبيا الى فنزويلا.
واظهرت الصور التي بثّها التلفزيون الليبي العقيد القذافي يرتدي معطفًا وهو يصعد الى سيارة، ويحمل مظلة للاحتماء من المطر، وذلك امام منزله في باب العزيزية.
وتتواصل المواجهات بين قوات الأمن الليبية والمتظاهرين المناوئين للزعيم الليبي معمّر القذافي لليلة الثانية على التوالي. وذكر شهود عيان أن الطيران الحربي الليبي يقوم بقصف مناطق عدة في العاصمة الليبية طرابلس.
لكن سيف الاسلام نجل العقيد الليبي معمّر القذافي أكد مساء الاثنين ان الجيش الليبي قصف مخازن للذخيرة غير بعيدة عن المناطق السكنية، في تصريح نقله التلفزيون الليبي. وورد في الشريط الاخباري للتلفزيون الليبي نقلاً عن تصريح لسيف الاسلام القذافي لوكالة الانباء الليبية الرسمية ان "القوات المسلحة قصفت مخازن اسلحة تقع في مناطق عن المناطق السكنية"، من دون ان يحدد مكان هذه المناطق.
ونفى سيف الاسلام "معلومات تحدثت عن ان القوات المسلحة قصفت مدينتي طرابلس وبنغازي"، حسب التلفزيون الليبي. وكان محطة الجزيرة تحدثت خصوصا عن قصف جوي لمدينة طرابلس. واعلن مساعد سفير ليبيا لدى الامم المتحدة ابراهيم الدباشي لمحطتي "بي بي سي" و"سي ان ان" أن الزعيم الليبي معمر القذافي متهم بارتكاب "ابادة" ضد شعبه وعليه ان "يرحل في اسرع وقت ممكن".
وقال للمحطة البريطانية "أعتقد أننا نشهد نهاية العقيد القذافي، ما هي إلا مسألة أيام. اما ان يستقيل واما ان يتخلص الشعب الليبي منه". وبعدما وصف قمع حركة الاحتجاج التي تشهدها ليبيا بأنها "ابادة"، اعتبر الدباشي ان "افضل السيناريوهات هو ان يحاكم (القذافي)، وان يقدم حسابًا عن كل الجرائم" التي ارتكبها منذ تسلمه السلطة.
واضاف الدباشي "يجب ان يرحل معمّر القذافي في اسرع وقت ممكن". ودعا دول العالم بأسره الى "عدم السماح للقذافي باللجوء اليها" كما دعاها ايضا الى "مراقبة اي تحويل للعملة من ليبيا". واكد انه ليس وحده من بين طاقم البعثة الدبلوماسية الليبية في الامم المتحدة.
إضافة الى ذلك، قال لصحيفة نيويورك تايمز ان البعثة الدبلوماسية في الامم المتحدة بعثت رسالة تدعو فيها معمر القذافي الى الاستقالة، ولكنه لم يوضح مع ذلك عدد الاشخاص الذين وقعوا هذه الرسالة. واضاف "يجب أن يتوقف عن قتل الشعب الليبي". ولم يعلن مع ذلك ما اذا كان السفير الليبي في الامم المتحدة عبد الرحمن شلقم يقف هو ايضا الى جانب المتظاهرين وهو لم يره منذ الجمعة.
من جهته، قال دبلوماسي آخر في الامم المتحدة هو آدم طرباح لصحيفة لوس انجليس تايمز ان الدبلوماسيين قرروا الابتعاد عن حكومة معمّر القذافي "بسبب القمع الذي يمارسه ضد الشعب الليبي". واضاف "نعلم ان هذا أمر سيعرض عائلاتنا في خطر، ولكنهم على كل حال في خطر".
واشار طرباح الى الخطاب الذي أدلى به مساء الاحد سيف الاسلام القذافي، نجل معمر القذافي، الذي وعد بـ"القتال حتى آخر طلقة" لإنهاء التظاهرات. وقال "هو يحرّض على الحرب الأهلية"، معتبرًا أن "هذا مخجل".
وفي تطور جديد، أعلن الجيش المصري في صفحته على موقع فايسبوك أن حرس الحدود الليبي انسحب من مواقعه على الحدود بين البلدين. وأفاد البيان أن أفراد حرس الحدود الليبي انسحبوا من الجانب الليبي من الحدود، وبات الموقع تحت سيطرة اللجان الشعبية.
هذا في وقت رشحت تقارير عن بوادر انقسام بين أوساط النخبة الليبية الحاكمة، بعد بيان صدر من مسؤول حكومي رفيع سابق، يدعو فيه القيادة الليبية إلى بدء حوار مع المعارضين، ومناقشة صياغة دستور. وفيما تشير بعض التقارير إلى أن القذافي غادر البلاد، أكد نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم مساء الاثنين في تصريح للتلفزيون الليبي الرسمي، ان العقيد الليبي معمّر القذافي لا يزال في ليبيا، نافيًا بذلك أنباء ترددت عن مغادرته البلاد. وقال هذا المسؤول "ان القائد في ليبيا، وكذلك جميع المسؤولين الحكوميين".
لكن مراسل بي بي سي في مصر المجاورة لليبيا يقول إن القذافي فقد كل الدعم من كل الأطراف من حوله، مشيرا إلى أن القذافي غادر طرابلس وفقًا لمصادر موثوقة بها. كان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعلن الاثنين ان الزعيم الليبي قد يكون في طريقه الى فنزويلا، مشيرًا الى "معلومات تعلن توجهه" الى هناك.