سكان نالوت يخشون من تعرّضهم لهجوم من القوات الموالية للقذافي
المتظاهرون يستعدون لـ "يوم شرف احتجاجي" في ليبيا
وكالات
بالتزامن مع التصريحات التي أدلى بها القذافي لشبكة "اي بي سي" الأميركية، قال فيها إن شعبه يحبّه وسيدافع عنه حتى الموت، ظهرت دعوات إلى احتجاجات واسعة في أنحاء ليبيا كافة، حيث دعا المتظاهرون في بنغازي إلى ما سمّي بـ"يوم شرف احتجاجي"، فيما طالب شباب في طرابلس بالتظاهر مجددًا الجمعة للمطالبة بإسقاط نظام العقيد.
طرابلس: دعا المحتجون في بنغازي إلى "يوم شرف احتجاجي" في ليبيا الثلاثاء، فيما أعلن "شباب انتفاضة طرابلس" في بيان لهم استمرار "النضال" حتى إسقاط النظام في ليبيا، ورفضهم التفاوض معه، ودعوا إلى وقفات احتجاجية عقب صلاة الجمعة المقبل في كل مساجد البلاد، تنفيذًا لما سموه بـ"جمعة الصمود".
وأكد البيان الذي بثّه موقع ليبيا اليوم المعارض رفض "أي نوع من أنواع التفاوض مع هذا النظام الذي استباح أرواح الليبيين العزّل، ولم يتورع في جلب مرتزقة مأجورين لقتل أبناء الشعب الليبي"، حسبما جاء في البيان.
إلى ذلك، قال ليبيون إن القوات الموالية للزعيم الليبي معمّر القذافي احتشدت قرب الحدود التونسية اليوم الثلاثاء في الوقت الذي قالت فيه الولايات المتحدة إنها تحرك سفنًا حربية وقوات جوية إلى مناطق أكثر قربًا من ليبيا.
ويخشى السكان من أن القوات الموالية للقذافي تستعد لشنّ هجوم لاستعادة السيطرة على بلدة نالوت الواقعة على بعد 60 كيلومترًا من الحدود التونسية في غرب ليبيا من المحتجين الذين يسعون إلى إنهاء حكم القذافي.
وقد ناقشت الولايات المتحدة وحكومات أجنبية أخرى يوم الاثنين خيارات عسكرية للتعامل مع ليبيا، بينما سخر القذافي من التهديد الذي تشكله الانتفاضة الشعبية على حكومته.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن القذافي "منفصل عن الواقع"، وإنه "يذبح شعبه"، وغير جدير بالقيادة. وأضافت أن واشنطن تجري محادثات مع شركائها في حلف شمال الاطلسي وحلفاء آخرين بشأن خيارات عسكرية.
وأكدت الولايات المتحدة أيضًا أنها جمّدت أصولاً قيمتها حوالي 30 مليار دولار في الولايات المتحدة لمنع القذافي وأسرته من التصرف فيها. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن حكومته ستعمل لتحديد منطقة "لحظر الطيران" فوق ليبيا، لحماية الشعب من هجمات قوات القذافي.
ويرفض القذافي الدعوات التي تطالبه بالتنحّي، وقلل من شأن قوة الانتفاضة التي تسعى إلى إسقاط حكمه، الذي مضى عليه 42 عامًا، والتي أنهت سيطرته على شرق ليبيا، وتقترب من العاصمة طرابلس. وذكر القذافي في مقابلة مع شبكة تلفزيون ABC الأميركية وهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي "شعبي كله يحبنى. إنهم مستعدون لأن يموتوا دفاعًا عني".
ونفى القذافي استخدام سلاحه الجوي لمهاجمة المحتجين، لكنه قال إن طائرات قصفت مواقع عسكرية ومستودعات للذخيرة. ونفى أيضًا وجود مظاهرات، وقال إن شبانًا تلقوا مخدرات من القاعدة، ولذلك خرجوا إلى الشوارع.
مع دخول الانتفاضة أسبوعها الثالث، فإنه يصعب في الغالب على الصحافيين تقويم الوضع على الأرض بسبب الصعوبات في التنقل في بعض مناطق الدولة الصحراوية وضعف الاتصالات. وأشار صحافيون على الجانب التونسي من الحدود إلى أن وحدات من الجيش الليبي ظهرت قبل غروب الشمس يوم الاثنين، وأعلنت أن الحدود مغلقة الآن.
وفي طرابلس المعقل الأخير للقذافي، قتل بضعة أشخاص، وأصيب آخرون يوم الاثنين عندما فتحت القوات الموالية له النار لتفريق محتجين في حي تاجوراء، حسبما قالت صحيفة قورينا الليبية. وأضافت الصحيفة أن الاحتجاج شارك فيه عشرة آلاف شخص.
تشافيز يحذر من خطط أميركية لـ"غزو ليبيا"
إلى ذلك، صرّح الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، الذي يعدّ من أقرب حلفاء الزعيم الليبي معمّر القذافي، أنه لن يدين صديقه لأنه لا يعرف بالفعل ما إذا كان قاتلاً أم لا، محذرًا من جديد من أن الولايات المتحدة تريد "غزو ليبيا للاستيلاء على نفطها".
وقال تشافيز خلال تجمع طلابي في العاصمة "بما أن الجميع يرددون أن القذافي قاتل، هل سيكرر تشافيز ذلك؟". وأضاف "لا اعرف إن كان الأمر كذلك، ومن هذه المسافة البعيدة لن أدينه لأنني سأبدو جبانًا، وهو صديقي منذ فترة طويلة".
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الاثنين أنها تحرك قواتها البحرية والجوية الى مواقع قريبة من ليبيا، بينما تدرس دول غربية احتمال القيام تدخل عسكري، ويناقش مسؤولون امكانية فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وقال تشافيز ان "الولايات المتحدة قالت انها مستعدة لغزو ليبيا، وكل الدول الغربية تقريبًا دانت ليبيا. ماذا يريدون؟ يريدون نفط ليبيا". وكان تشافيز شدد الخميس على "استقلال" ليبيا، ورأى أن القذافي يواجه حربًا أهلية في بلده.