مخاوف من تأثير تطهير النخب على الانتعاش المالي لمصر
موجات الجدل والشبهات تحاصر رشيد محمد رشيد في منفاه
أشرف أبو جلالة من القاهرة
كان وزير التجارة والصناعة المصري السابق رشيد محمد رشيد، واحداً من أقوى السياسيين في البلاد كان على اتصال مباشر بالرئيس المخلوع حسني مبارك، وكان واحداً من أكثر الشخصيات التي تحظى باحترام كبير على الصعيد الدولي، فما مصيره اليوم؟
ركزت تقارير أميركية الأضواء على شخصية رجل الأعمال وزير التجارة والصناعة المصري السابق رشيد محمد رشيد، وما طرأ عليه من تحولات بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، بعد أن كان واحداً من أقوى السياسيين في البلاد. وأوضحت أنه كان يجوب العالم حين كان وزيراً لمغازلة المستثمرين، وكان على اتصال مباشر بمبارك، وكان واحداً من أكثر الشخصيات التي تحظى باحترام كبير على الصعيد الدولي.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن رشيد رشيد يقيم الآن في منفى غامض داخل شقة فاخرة في دبي في الإمارات بعد أن لاذ بالفرار من مصر على متن طائرة خاصة مستأجرة أثناء انهيار نظام مبارك. كما أنه مطلوب الآن على خلفية توجيه تهم متعلقة بالفساد إليه ويقول إنه حريص على مستقبله بحرصه نفسه على مستقبل مصر.
ونُسِبَت إليه تصريحات، قال فيها: "إذا عدت الآن، فسيتم إلقائي في السجن. أشعر وكأني في كابوس". وقد غادر رشيد مصر في الأول من شباط- فبراير الماضي، أي قبل عشرة أيام من تنحي مبارك. وقبلها بثلاثة أيام، تقدم باستقالته مع وزراء آخرين بناءً على طلب مبارك، في وقت كان يسعى فيه الرئيس لدرء الضغوط من جانب المتظاهرين.
وبعد مغادرته، صدرت أوامر بتجميد أصوله في مصر، كما صدر قرار متأخر بمنعه من مغادرة البلاد. ولفتت الصحيفة في السياق ذاته أيضاً إلى أن بعضاً ممن ألقي القبض عليهم مؤخراً كانوا زملاء سابقين لرشيد، من بينهم وزير الإسكان ورئيس هيئة التنمية الصناعية. وقد تم اصطحابهم الأسبوع الماضي إلى المحكمة بزي السجن الأبيض بداخل سيارة كان يتجمهر حولها المتظاهرون، في مشهد أكد حقيقة مشاعر الغضب التي تهيمن على كثير من المواطنين في مصر تجاه الأثرياء.
وفي الوقت الذي تتواجد فيه زوجته وابنتاه في الخارج، قال رشيد إنه غادر لأسباب عائلية في المقام الأول، في وقت كان ينهار فيه الأمن في القاهرة. وأوضح أنه حصل على مساعدة من جانب رئيس جهاز الاستخبارات، عمر سليمان، الذي حرص على أن تكون طائرة رشيد المستأجرة قادرة على مغادرة القاهرة والذهاب أولاً إلى مدينة الإسكندرية الساحلية، لاصطحاب ابنته، ومن ثم التوجه إلى دبي – قبل أن يتم اعتقال عدد من كبار رجال الأعمال المصريين والمسؤولين الحكوميين على خلفية اتهامهم بالفساد.
وقال رشيد متحدثاً عن أسرته: "لقد كانوا في حالة من الهلع. وكان الجميع يشعر بالذعر بسبب الوضع الأمني". ورأت الصحيفة أن مغادرة رشيد والاعتقالات التي تمت مؤخراً لمجموعة من أبرز رجال الأعمال تمثل في بعض النواحي نصراً للمحتجين المصريين الذين سعوا إلى الإطاحة بمبارك ومعاقبة أولئك الذين استفادوا في ظل حكمه.
بيد أن بعض الخبراء والمسؤولين الأميركيين السابقين قالوا إن تطهير النخب المهنية ربما يهدد الانتعاش المالي لمصر، ويُصَعِّب كذلك فرص الانتقال إلى الديمقراطية. في حين رفض بعض المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين مزاعم الفساد التي نُسِبت إليه، وهو الرأي نفسه الذي ردده بعض من أبرز رجال الأعمال المصريين. وقال البعض إنه نموذج للقائد الذي ستحتاج إليه مصر في مسارها الجديد.
ومضت الصحيفة تنقل في الإطار ذاته عن هالة البرقوقي، وهي مصرفية مصرية ومستشارة في شؤون الاستثمار، قولها: "انطباعي هو أنه كان يُنظَر إلى رشيد على نطاق واسع بأنه رجل نزاهة. وما أخشاه الآن هو أن تتسبب التغطية الإعلامية المكثفة للاعتقالات والتحقيقات التي تجرى مع كبار رجال الأعمال في تولد موجة من ردود الفعل العنيفة ضد القطاع الخاص، الذي يشكل أكثر من ثلثي الاقتصاد المصري".