أوقفوا محاضراته بحجة "انتهاكه لثقة المسجد"
تعرض إمام بريطاني لتهديدات بالقتل بسبب إيمانه بنظرية التطور
مسلمات بريطانيات يلبسن البرقع
لندن ـ سليم كرم
تلقى إمام أحد المساجد البريطانية تهديدات بالقتل وتم منعه من إلقاء خطبة الجمعة بعد 25 عامًا من العمل بسبب دعوته لدعم حقوق المرأة، حيث تقرر إيقاف الدكتور أسامة حسن نائب رئيس مسجد ليتون في شرق العاصمة لندن، والذي يعمل كأستاذ للهندسة في جامعة ميدلسكس عن منصبه كإمام للمسجد، بعد خطبة الجمعة التي صرح فيها بقناعته بنظرية التطور، وتأييده لحق المرأة في رفض ارتداء الحجاب إذا ما رغبت في ذلك.
وتسببت الخطبة في غضب بين مجموعة من الحاضرين، الذين قاموا بمقاطعة أسامة وبدأوا حملة ضده تضمنت تعليق لافتات تندد بآرائه، مما جعل سكرتير المسجد محمد سيثي يصدر بيانًا بإيقاف أسامة عن ممارسة الإمامة بسبب ما قام به من "انتهاك لثقة المسجد"، مؤكدًا أن القرار جاء لضمان سلامة وأمن جميع الأطراف، ولكن رئيس المسجد صهيب حسن وهو والد أسامة أصدر بيانًا أعلن فيه رفضه للقرار، مؤكدًا أن ابنه وقع ضحية لـ"أجندة" معدة سلفًا من قبل مجلس أمناء المسجد، وأن قرار إيقافه غير قانوني لعدم اكتمال نصاب الاجتماع، مشيرًا إلى أن معظم المعترضين على الخطبة أشخاص لا ينتمون من الأساس لمجتمع المسجد.
هذا وانتشرت عريضة على الإنترنت وبين رواد المسجد تم وصف أسامة حسن فيها بالمرتد الذي ينبغي تطبيق الحد عليه وقتله، وهي العريضة التي يتوقع أسامة أن وراءها موقع الصحوة الإسلامية الإلكتروني، حيث يشن صاحب الموقع المعروف باسم أبو الزبير حملة ضد أسامة منذ فترة، وجمع توقيعات أكثر من 1100 شخص للمطالبة بعزله من المسجد قبل أن يجعل المسجد نقطة لما أسموه بـ "التطرف الحداثي".
وقام أسامة بتشديد الحراسة حول المنزل الذي يعيش فيه مع زوجته وأبنائه الأربعة، مؤكدًا استمراره في الذهاب إلى المسجد مع التزامه بعدم إلقاء خطبة الجمعة، وقال أسامة إنه ينتمي لهذا المسجد الذي يذهب إليه من 25 عامًا، ولن يسمح بأن يتركه يدخل تحت سيطرة المتطرفين، ولكنه لن يلقي الخطب بسبب المضايقات والمقاطعات التي يتعرض لها من قبل المعترضين، والتي تفسد الجو الروحاني داخل المسجد الذي يأتي إليه الناس من أجل السلام والهدوء الروحي.
وأبدى ماجد نواز المدير التنفيذي لمؤسسة كويليام لأبحاث التطرف الديني قلقه من الوضع، موضحًا أنه لا يجب السماح للقرار بالتفعيل، فأسامة رجل من أصول إسلامية وابن داعية معروف، وهو رجل مشهود له بالكفاءة والاعتدال ولا ينبغي على الحكومة والشرطة ترك المتطرفين يخلعونه من منصبه دون تقديم الدعم له، لاسيما مع تصريحات رئيس الوزراء التي شدد فيها على دعم المسلمين الذين يقفون في وجه التطرف، وقال نواز إن موقف الحكومة من قبل كان ما وصفه بـ "لا بأس من أن تكون متطرفًا طالما لم تفجر نفسك فيمن حولك"، ولكن بعد تصريحات رئيس الوزراء يجب تغيير هذا الموقف وإدراك حقيقة كون ترك المتطرفين يسيطرون على المجتمع هو خطر حقيقي.
هذا وشغلت نظرية التطور الخطاب الإسلامي المجتمع في بريطانيا، حيث دافع البعض عما قاله الشيخ السعودي صالح السدلان بتحريم الصلاة خلف من يؤمن بنظرية التطور، وهو ما جعل عنايات بنغلاوالا رئيسة جمعية Muslims4UK الداعية للانخراط في المجتمع البريطاني تحلل الأمر، فتقول إن هناك جهلا عامًّا بنظرية التطور بين علماء المسلمين التقليديين، والذين يرفضون القراءة في العلم أو في نظرية التطور وأصل الأنواع، ويفتون بتحريمها دون معرفة مضمونها، وهو ما يتنافى مع الوصية الأولى للقرآن التي تدعو المسلم لأن يقرأ، ووصفت عنايات ما يتعرض له أسامة حسن بالعار، لاسيما مع عدم مساندة رعايا المسجد له، مطالبة من يعارضه بأن يقرأ في نظرية التطور ثم يناقش ويعلن وجهة نظره في الأمر.
هذا وقال أسامة إن مشكلته ستنتقل إلى اللجنة الخيرية مالم يتم التوصل إلى حل لها قريبًا، مبديًا تخوفه من أن يضطر لإكمال بقية حياته في حذر بسبب رغبته في الحياء داخل مجتمع أكثر حداثة، ولم يقم أي طرف من موقع الصحوة الإسلامية بالتعليق على الأمر حتى الآن.