بعد تعليقه الساخر أجبروه على النوم عاريًا برادلي ماننغ يتهم السلطات الأميركية بتعمد إهانته في سجنه

بعد تعليقه الساخر أجبروه على النوم عاريًا
برادلي ماننغ يتهم السلطات الأميركية بتعمد إهانته في سجنه




واشنطن ـ يوسف مكي
يتعرض الجندي الأميركي برادلي ماننغ المتهم بتسريب مجموعة ضخمة من الوثائق الدبلوماسية الأميركية السرية إلى موقع ويكيلكس، للمهانة والإذلال علي يد القائمين على سجنه بقاعدة "كوانتيكو" البحرية بولاية فرجينيا، وقام محاميه باتهام المسؤولين في سجنه العسكري بارتكاب عمليات إذلال ضده بطريقة منتظمة وذلك بتجريده من ملابسه و تعريته كل ليله داخل زنزانته، ومن جانبه انتقد المحامي الذي يمثل الجندي ماننغ أمام المحكمة العسكرية ديفيد كومبس المسؤولين في سجن كوانتيكو؛ بسبب قيامهم بمعاقبته على خلفية قيامه بإبداء ملاحظة ساخرة بسبب سوء معاملته، وقال المحامي أيضًا إن ملاحظة ماننغ الساخرة تمثلت في قوله إنه لو كان يريد أن يؤذي نفسه لاستطاع أن يفعل ذلك باستخدام ذلك الشريط المطاطي "الأستيك" الموجود في ملابسه المحيطة بخصره، أو استخدم في ذلك الشبشب "الخُف"، وهو بذلك يسخر من عقوبة المراقبة له وهو يرتدي فقط ملابسه الداخلية والشبشب لمدة 23 ساعة يوميًّا، وقال المحامي إنه وعلى الرغم من أن الملاحظة لا تخرج عن نطاق السخرية فإن أفراد الحرس العسكري بالسجن قاموا باستغلال ذلك بالتضييق عليه والمعاملة القاسية، واعتادوا كل ليله منذ، الأربعاء، على إرغامه على نزع ملابسه والنوم عاريًا داخل الزنزانة، ومن أجل مزيد من الإهانة كانوا يجبرونه في الصباح أثناء نداء الصباح بالوقوف عاريًا في وضع انتباه عسكري، وفي معرض الرد، رفض المسؤولون في قاعدة كوانتيكو التعليق على ما جاء على لسان المحامي، إلا أن متحدثًا باسم القاعدة أنكر أن أي رغبة لدى القائمين على إدارة السجن بأهانة أو أحراج السجين .
ومنذ انتقاله في تموز/يوليو الماضي إلى قاعدة كوانتيكو وهو يقضي عقوبة السجن في ظل مراقبة شديدة للحيلولة دون قيامه بإيذاء نفسه وهي درجة من المراقبة تقل عن درجة المراقبة الخاصة بالذين لديهم رغبة في الانتحار، وهذا النوع من المراقبة يتطلب ممن يخضع له أن يرتدي فقط ملابس داخلية وشبشب "خُف" وأن يبقى على هذا الوضع داخل الزنزانة لمدة 23 ساعة يوميًّا وفي تلك الأثناء يراقبه القائمون على سجنه ويفحصونه كل خمس دقائق .
ووفقًا لما جاء على لسان المحامي فإن الملاحظة الساخرة العفوية التي قالها ماننغ كانت تعبيرًا عن احتجاجه ضد القيود غير المعقوله والمنافية للعقل التي تفرض عليه، وزعم أيضًا أن مسئولي السجن قاموا بتشديد إجراءات المراقبة الخاصة على نحو أكثر قسوة من ذي قبل منذ أن تفوه بتلك الملاحظة الساخرة، وفي توصيف طبي للوضع أشار فريق الطب النفسي التابع للسجن في أكثر من مناسبة إلى أن الجندي برادلي ماننغ لا يصنف ضمن المضطربين عقليًّا الخطرين، وفي ضوء ذلك فإن محامي الجندي يصف المعاملة التي يلقاها موكله بأنها مخزية ولا يوجد ما يبررها .
ويذكر أن الجندي ماننغ يخضع لحبس انفرادي منذ عشرة أشهر، وذلك بعد إلقاء القبض عليه في بغداد أثناء فترة عمله في جهاز الاستخبارات العسكرية، بتهمة تحميل عدد ضخم من الوثائق السرية وتسليمها إلى أطراف معادية للولايات المتحدة .