المجلس الإنتقالي لن يلاحق الزعيم الليبي جنائياً إذا تنحى وغادر
المعارضة ترفض عرض تفاوض من القذافي والنظام ينفي تقديمه
وكالات
نفى النظام الليبي بشكل قطعي أن يكون تقدم بعرض تفاوض مع الثوار في وقت أعلن فيه المجلس الانتقالي الذي شكله الثوار الليبيون في بنغازي أنهم رفضوا عرضاً قدمه ممثل عن الزعيم الليبي معمر القذافي لبدء مفاوضات معهم، مؤكداً عدم ملاحقة القذافي جنائياً اذا تنحى وغادر.
طرابلس: أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الثلاثاء لوكالة الأنباء الفرنسية أن المجلس رفض عرض تفاوض من معمر القذافي قبل ان يتنحى.
وصرح مصطفى عبد الجليل "اولا يجب ان يتنحى ويجب أن يغادر وبعدها قد لا نلاحقه جنائيا". وعاد وقال "لن نلاحقه جنائيا اذا تنحى وغادر". واوضح "هناك ناس طرحوا انفسهم وسطاء لحقن الدماء ووقف ما يواجهه الناس في مصراتة".
وقبل ذلك اعلن الناطق باسم المجلس مصطفى الغرياني "اظن ان هناك عرضًا لكن المجلس رفضه" مؤكدا "لن نتفاوض معه، انه يعرف اين مطار طرابلس وكل ما أمامه ان يغادر ويضع حدا لحمام الدماء".
ورفضت المعارضة الليبية عرض القذافي عقد اجتماع للمؤتمر الشعبي العام للسماح له بالتنحّي بضمانات معينة. وقال نائب رئيس المجلس الانتقالي للثورة في ليبيا عبد الحفيظ غوقة في حوار مع "راديو سوا" إن "المؤتمر الشعبي العام هو آليات القذافي وإن القرار بيد الثورة الآن".
وكانت وكالات أنباء وقنوات إخبارية عربية نقلت عن مصادر ليبيّة وصفت بـ"المطلعة" في مدينة بنغازي مقر المجلس الوطني الموقت أن القذافي أرسل يوم الأحد مفاوضًا باسمه إلى المجلس، وأعلن عن استعداده التخلي عن الحكم، والرحيل إلى خارج ليبيا مقابل ضمان سلامته الشخصية وسلامة أسرته.
وأوضحت هذه المصادر أن القذافي اشترط أن يعقد مؤتمر الشعب العام، وأن يعلن القذافي خلاله التنحّي وتسليم السلطة إلى المجلس الوطني شرط ضمان سلامته هو وأسرته وضمان أمواله. وأضافت المصادر في اتصال مع الشرق الأوسط أن من بين شروط القذافي مساعدته في الخروج إلى البلد الذي سوف يختاره، وأن يتم التنازل عن ملاحقته ومطاردته في الخارج وعدم تقديمه إلى المحاكم الدولية.
وأشارت المصادر إلى أن القذافي قام الأحد بتوزيع كمية من الأسلحة والذخيرة على "الشباب من أبناء الرفاق الموالين له في طرابلس ومن أبناء قيادات اللجان الثورية".
الساعدي القذافي يُحمّل سيف الإسلام مسوؤلية بعض الاضطرابات
هذا وقال الساعدي نجل الزعيم الليبي يوم أمس الاثنين إن والده لم يزجّ بجيشه في معركة كاملة ضد المتمردين إلى الآن ليدخره لحماية ليبيا من هجوم أجنبي، وانه اذا فعل ذلك فقد تندلع حرب أهلية. وقال الساعدي أيضًا إن الزعيم الليبي لا يمكنه التنحّي، كما يطالب المعارضون، لأن ذلك سيؤدي الى حرب أهلية.
الساعدي القذافي
وحمّل الساعدي شقيقه سيف الإسلام بعض المسؤولية عن الاضطرابات التي تشهدها البلاد، وقال إن سيف الإسلام قد سعى إلى إنجاز إصلاحات قبل الاضطرابات، لكنه أخفق في معالجة مشكلات الليبيين العاديين.
وأضاف الساعدي الذي احترف كرة القدم لفترة قصيرة في ايطاليا قبل أن يتجه إلى مجال الاعمال "القبائل كلها مسلحة، كما إن قوات من الجيش الليبي والمنطقة الشرقية هي المسلحة فالوضع ليس مثل تونس ومصر". وأدت انتفاضتان شعبيتان في تونس ومصر الى الاطاحة برئيسيهما.
وقال الساعدي "الوضع خطر جدًا من ناحية الحرب الاهلية. لا بد للقائد أن يكون لديه دور كبير جدا جدا في التهدئة الليبية وإقناع الناس بالجلوس مع بعض واقناع الناس بالجلوس مع بعضها لبناء المستقبل". وتابع قوله "اذا القائد صارت له حاجة.. أين الكنترول (أين السيطرة) ستبدأ حرب اهلية".
واشار الساعدي الى أن الجيش الليبي تدخل حتى الان لحماية "الاماكن الحيوية" فقط، والى أن القوات المسلحة الكبيرة مرهونة بكلمة من القائد والى الان لم تتحرك، واذا تحركت فقد تحدث حرب أهلية.
الولايات المتحدة تحت الضغط لتسليح الثوار في ليبيا
هذا وتتواجه إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما ضغوطًا لتسليح الثوار في ليبيا الذين يواجهون جيش الزعيم الليبي وسط اتهامات لواشنطن بتفويت فرص لإقصاء القذافي. واكد اوباما ان كل الخيارات بما فيها العمل العسكري تبقى مطروحة في ما يتعلق بليبيا، حيث تشنّ القوات الموالية للزعيم الليبي غارات جوية على المتمردين والمدنيين على امل سحق التمرد الذي يعتقد أن آلافا قتلوا فيه.
واكدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الاسبوع الماضي ان واشنطن تفكر في اقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا قبل الإقرار بأن الادارة ما زالت "بعيدة" عن اتخاذ مثل هذا القرار. وازدادت الضغوط فجأة على الرئيس باراك اوباما.
وقال السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين ان فرض منطقة حظر جوي سيسمح بـ"بعث اشارة حازمة" للزعيم الليبي، في حين اعتبر السناتور الديمقراطي جون كيري انه يجب فرضها لمنع الطيران الليبي من قصف الثوار والمدنيين.
وقال كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ لقناة سي ان ان "آخر ما نريده هو تدخل عسكري، لكنني لا اعتبر ان فرض منطقة حظر جوي يدخل في هذا السياق". واضاف "لا نريد قوات على الارض، وهم لا يريدون قواتنا على الارض"، موضحًا ان هناك أطرافا اخرى لاظهار النفوذ الاميركي وإرضاخ القذافي.
وتقوم اربع طائرات اميركية من طراز سي-130 باجلاء مصريين من الحدود التونسية وهناك سفينتان عسكريتان في المتوسط على متنهما 1200 عنصر من مشاة البحرية الاميركية. واعتبر السناتور كيري ان قوات القذافي "ستستمر في طرح السؤال نفسه على نفسها ماذا يمكنهم القيام به اكثر" من نقل المساعدات الانسانية.
واضاف "اعتقد ان كمية من الاسلحة ستنقل (الى ليبيا) بطريقة او باخرى في الاسابيع المقبلة" من دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل. وكان موقف بيل ريتشادسون الحاكم الديمقراطي السابق لولاية نيومكسيكو القريب من ادارة كلينتون، مباشرا من خلال تأكيده الاحد ان "الاوان قد حان لتسليح الثوار سرا".
هذا هو ايضا موقف ستيفن هادلي المستشار السابق للامن القومي في عهد جورج بوش، الذي يعتبر ان على واشنطن ان تتحرك وان تسلح الثوار في ليبيا. وقال لسي ان ان "اذا كان من الممكن وضع اسلحة بايدي الثوار، واذا زوّدناهم بمضادات ارضية ليتمكنوا من فرض منطقة حظر جوي فوق الاراضي التي يسيطرون عليها، سيكون الامر مفيدا".
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الاثنين فإن استخدام طائرات حرب الكترونية للتشويش على الاتصالات في المجال الجوي الدولي لمنع الحكومة الليبية من الاتصال بقواتها العسكرية، بين هذه الخيارات. والخيار الاخر سيكون إلقاء اسلحة ومعدات حربية اخرى جوا للثوار الليبيين بحسب الصحيفة.
وتابع المصدر ان ارسال وحدات صغيرة من القوات الخاصة لمساعدة الثوار كما حصل في افغانستان لإطاحة نظام طالبان قيد الدرس ايضا. واتهم وزير الدولة الليبي لشؤون الهجرة والمغتربين المستقيل علي الريشي الادارة الاميركية بأنها "تلكأت" في تقديم المساعدة للمعارضة الليبية، لتفوت بذلك ربما فرصة إسقاط نظام القذافي.
وقال الوزير الليبي المنشق عن نظام القذافي في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" "طلبنا المساعدة عندما كان القذافي في مأزق". واضاف "قلت للاميركيين اعطونا القليل من المساعدة الان. كنا نريد مجرد مساعدة بسيطة". وتابع الوزير الليبي الذي انشق مباشرة بعد اندلاع موجة الاحتجاج ضد الزعيم الليبي "تلكأوا لسبب أجهله. لم نكن نريد منطقة حظر جوي ولكن فقط تغطية جوية".
وتشهد ليبيا ثورة غير مسبوقة انطلقت في 15 شباط/فبراير يقابلها النظام بقمع دام، وقد بدأت تتخذ شكل حرب اهلية مع وقوع هجمات وهجمات مضادة للسيطرة على مدن او استعادة السيطرة على مدن، ومع اعلان التلفزيون الليبي الاحد ان قوات القذافي تزحف الى بنغازي، معقل المعارضة التي تقع على بعد نحو الف كلم من شرق طرابلس.
اطباء بلا حدود تنفي ان يكون الطبيب المخطوف عضوا فيها
نفت منسقة الطوارئ في اطباء بلا حدود في بنغازي آن شاتلان في اتصال مع فرانس برس ان يكون الطبيب الاردني محمد نايف العدواني الذي خطف مسلحان الثلاثاء من احد فنادق بنغازي عضوا في المنظمة الانسانية.
وصرحت آن شاتلان لفرانس برس ان "هذا الطبيب ليس عضوا في اطباء بلا حدود، انه لا يعمل معنا هنا في ليبيا وليس عضوا في فريقنا البتة".
وقالت ردا على سؤال لفرانس برس "انه هو الذي يقول انه عضو في اطباء بلا حدود". واضافت "هذا ثمن شهرتنا".
وافاد شهود ان مسلحين خطفا الثلاثاء الطبيب الاردني محمد نايف العدواني من احدى غرف فندق اوزو، حيث يقيم العديد من الصحافيين الاجانب في بنغازي واقتاداه الى جهة مجهولة.
وقالت مي سلام العاملة ايضا في المنظمة الانسانية لفرانس برس "كنا جالسين في غرفتي مع الدكتور محمد نايف العدواني والزميلة (ظلال محمد) عندما دخل مسلحان مستخدمان المفتاح من دون اقتحام الباب".
واضافت وهي متوترة ان المسلحين "سددا في وجهه مسدسا واخذا جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به وحقيبته واقتاداه".
واتهمت مي سلام ادارة الفندق بالتواطؤ مع الخاطفين وقالت انها سلمته المفتاح.
لكن احد موظفي الفندق نفى ذلك مؤكدا ان الطبيب "جاسوس".
وسأل مراسل فرانس برس مدير الفندق مصطفى حماد فقال "هذا غير صحيح".
ووقع الحادث بعد ظهر الثلاثاء في فندق اوزو في بنغازي حيث يقيم عدد كبير من الصحافيين من مختلف الجنسيات لتغطية الاحداث في ليبيا.