مفكرون: الزعيم الليبي سيسقط والديموقراطيّة هي المدخل الأنسب للحكم
الانترنت منح الشعوب منظاراً جديداً وتسرّب المعلومات أنهى القذافي
بهية مارديني من القاهرة
أكد مفكرون وناشطون أن سقوط الزعيم الليبي معمّر القذافي أمر مؤكّد، كما أسقطت الثورة من قبله زين العابدين بن علي وحسني مبارك. ومن أهم أسباب سقوط هذه الأنظمة بنظرهم هو الديكتاتورية والفساد والتوريث وحملات المعارضة عبر الانترنت.
في تصريحات خاصة لـ"إيلاف" اعتبر مفكرون وناشطون عرب أن الزعيم الليبي معمّر القذافي سيسقط قريبًا كما سقط الرئيسي التونسي المخلوع زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك.
وفنّد المثقفون أسباب السقوط التي تراوحت بين الديكتاتورية والفساد والتوريث والوسيلة الأهم في هذا العصر وهي الانترنت. ويقول نشطاء إن الشيء الوحيد المؤكد اليوم هو أن الديموقراطية هي المدخل الأنسب للحكم، إذ بها تتحقق معادلات العدالة والمساواة والكرامة والتنمية والحق في اختيار الحاكم.
من جانبه اعتبر المفكر المغربي جمال بندحمان "أن المخاطر الكبرى في ليبيا تكمن في ثلاثة سيناريوهات محتملة، كلها سلبية، أولها الدخول في حرب أهلية، ستكون انعكاساتها خطرة على المنطقة العربية، بل وعلى أوروبا كذلك، وثانيها تقسيم ليبيا إلى دويلات كي يتحول جزء من العالم العربي إلى دول من ورق، وثالثها التدخل الدولي بتعليلات كثيرة لن تجد الدول الراغبة في ذلك صعوبة في تحديدها".
ولفت الى "أن هذه السيناريوهات الثلاثة يقابلها سيناريو واحد إيجابي، وهو سقوط الزعيم الليبي، ودخول ليبيا مرحلة التحول الديمقراطي بانتصار ثورتها". في المقابل قال إنه "لا داعي للتذكير بصعوبة ذلك، وبالثمن الباهظ الذي سيدفع، فكلنا نعرف أن ليبيا عاشت من دون مؤسسات، وأن جزءًا كبيرًا من نخبها المتنورة يعيش في المنفى، وأن لنظامها حلفاء ساعدهم مرارًا في تحقيق أهدافهم، وحلفاء قد يكشفهم التاريخ إذا ما ُكتب لهذا النظام أن يتغير".
وقارن بندحمان ما حدث في تونس وما يحدث في ليبيا، موضحًا "أن الوضع في ليبيا يختلف كثيرًا عن تونس، التي اتخذ الجيش فيها موقف المناصر للشعب، مما قوّى فرص نجاحه، كما إن الثورة كانت في جزئها الأكبر غير داعية إلى المواجهة المسلحة، لكن في ليبيا تبقى الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات".
وأكد بندحمان أنه في كل الأحوال "فإن مايشهده العالم العربي اليوم يؤكد أن الديموقراطية هي المدخل الأنسب للحكم، إذ بها يتحقق العدل والمساواة والكرامة والتنمية، ويدار الاختلاف عن طريق المواطنين الذين لهم حق اختيار حاكميهم".
من جانبه طلب الصحافي المصري حمدي عبد العزيز أن "نفتش عن كلمة واحدة لأسباب سقوط زين العابدين ومبارك واقتراب سقوط القذافي، وهذه الكلمة هي الحرية، وهي نعمة وضعها الخالق في خلقه في أعلى درجاتها وخلقهم، على ألا يتخذ بعضهم بعضًا أربابًا، لكن "الفراعنة" العرب وضعوا أنفسهم في مرتبة "الألوهية"، وحاولوا أن يشغلوا شعوبهم بكل وسائل الترغيب والترهيب، وظلت هذه الشعوب تقاوم وتدفع ضريبة الحرية، إلى أن حانت الفرصة، وأطلق الشباب الزناد".
وأضاف "إن الاستبداد في تعريفه المبسط هو احتكار الحقوق المشتركة، وقد أدى هذا الاحتكار إلى وصولنا إلى ما نحن فيه من مرتبة متأخرة في ذيل الأمم، فلا نهضة ولا تعليم ولا عمل، حتى إن الشباب رفضوا هذا الوضع، فهرب بعضهم إلى الواقع الافتراضي ليعيش فيه، ووقع بعضهم في فخ استخدام العنف والإرهاب كوسيلة للتغيير، فيما لجأ بعضهم إلى الانتحار المبرر، وهو الهجرة على قوارب متهالكة إلى أوروبا".
وأكد عبد العزيز أن "الشباب أدركوا طريقهم، وأناروا الطريق لشعوبهم، وأسقطوا المستبدين، ولا ننسى أنهم عندما أطلقوا الزناد كانوا يبحثون عن نموذج حياة لهم ولشعوبهم مختلف تمامًا لما هو واقع.. ونجحوا في الخطوة الصعبة وهي هدم الاستبداد والفساد والقمع.. ويتطلعون إلى مرحلة جديدة من التعمير والبناء".
إلى ذلك، اعتبر المعارض السوري أشرف المقداد "أن سقوط القذافي صار قاب قوسين أو أدنى"، وأسباب السقوط في رأيه "تراكمية امتدت على بضع سنين، ولكن زادت سرعته الانترنت والصفحات الاجتماعية وبكل تأكيد، ففيما قبل انتشار الانترنت بشكل شعبي كان الزعماء يطبّقون التحكم الاقصى على كمية المعلومات التي يستطيع الشعب الإطلاع عليها، وكانوا دومًا يرسمون وينظمون صورتهم، وكيفية نقلها عبر وسائل إعلام مملوكة للسلطة التي يتحكمون بها الى أن جاء الانترنت ليمنح الشعوب منظارًا جديدًا لينظروا من خلاله".
وأضاف "بالطبع جاء الانترنت كوسيلة للمعارضين للتواصل مع الشعوب، واحترف القذافي بمنعهم ومنع أية جهة غير متحكم هو بها للتواصل، فكان الانترنت الوسيلة. ثم جاءت الطريقة عبر المواقع الإجتماعية التي أفسحت مجالاً لتبادل المعلومات والتنظيم ووجود حياة اجتماعية بديلة مأمونة بعيدًا عن عيون القذافي وجواسيسه".
واعتبر "أن رجلاً مثل القذافي وأولاده من السهل جدًا أن تتغير مشاعر الشعب تجاهه بعد مشاهدة تصرفاته وتصرفات أولاده الفاضحة، كما شاهدنا اعتقال ابن القذافي في سويسرا وصور أبنائه العارية، ودفع ابنه أكثر من مليون دولار لمغنية كندية لتغني له أربع أغنيات في حفل رأس السنة الماضي"، مؤكدًا أن "تسرّب المعلومات غير المتحكم بها من قبل القذافي أنهته".