بريجيت غابريل تجتهد في دعم فكرة الرهاب من الإسلام المتطرف في أميركا
واشنطن ـ عادل سلامة
تستميت الأميركية من اصل لبنان بريجيب غابريل في الترويج للخوف من الإسلام في المجتمع الأميركي، وتذهب بعيداً في صياغة السيناريوهات الأكثر إخافة للأميركيين، وتصف هذ الدين بأنه "أشبه بالسرطان الذي يجب إيقافه"، ولكن الكثير يأخذون عليها أن تشمل في نعوتها وتُجمل 1.6 مليار مسلم في الإرهاب، ولا تميزّ بينه وبين ديانتهم .
أخيراً، اعتلت غابريل، المنصة، أثناء ندوة عقدتها "حركة حفلة الشاي" الأميركية الجديدة، لتبدأ حديثها بقصة حكتها عشرات المرات عندما كانت في الكنائس والاجتماعات المغلقة أو حتى في المناقشات العادية، ومفادها أنه عندما كانت صغيرة، نشأت غابريل في لبنان في سبعينيات القرن الماضي، في ثروة الحرب الأهلية هناك، وتُركت مصابة من قبل عناصر إسلامية متطرفة، وتم قصف الحي الذي كانت تعيش فيه، وانتقلت بعد ذلك إلى أميركا. وكما تقول "لقد انتقل الإسلام الراديكالي من هناك إلى هنا، لقد صدمت في ذلك"، وأضافت "المتشددون تمكنوا من التسلل على كل المستويات إلى الولايات المتحدة، ويرغبون في إلحاق الضرر بها، فهم تسللوا إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ومكتب التحقيقات الفيدرالية (أف. بي. آي)، والبنتاغون (وزارة الدفاع)، ووزارة الخارجية، ويجري تعليم التشدد في المساجد المتشددة في مدننا ومجتمعاتنا داخل الولايات المتحدة".
وتحاول غابريل طوال الوقت أن تدعم فكرة الخوف من الإسلام المتطرف، من خلال كل الوسائل المتاحة لها، فقد أصدرت كتابين في الموضوع نفسه، وأنشأت جمعية تحت اسم "ACT"، وأصبحت من أهم الشخصيات التي تروّج للرعب من المسلمين داخل الحدود الأميركية. وتقول غابريل، التي تستعمل اسمًا مستعارًا، إن جماعتها لا دينية وترغب في تحقيق الأمن للولايات المتحدة، إلا أن الواقع غير ذلك تمامًا، فكل أعضائها من ثلاث فئات فقط، البروتستانت المحافظين، والمدافعين عن إسرائيل، سواء مسيحيين أو يهود، وأعضاء حركة حفلة الشاي المحافظة. وفشلت غابريل في الفصل بين الإسلام والإرهاب، ما جعلها مصدرًا لتخويف الأميركيين طوال الوقت.
ويقول الباحث في مركز مكافحة الإرهاب في واشنطن براين فيشمان "عندما يكون نظرك قاصرًا على الفئة القليلة، وتقوم بإطلاق أحكام مطلقة على 1.6 مليار مسلم حول العالم، فإن الصواب لن يحالفك أبدًا".
ولا تعتبر غابريل الشخصية الوحيدة التي تثير خوف الأميركيين من الإسلام، لكن هناك أيضًا باميلا جيلر، روبرت سبينسر، ووليد شبيط، جميعهم يصدرون صورًا سيئة وخاطئة عن الإسلام، لكن ما يميز غابريل عن هؤلاء هو إنشاؤها جمعية "ACT" التي تضم 155 ألف عضو في العديد من المدن الأميركية. وضمت غابريل عددًا كبيرًا من الشخصيات الكارهة للإسلام، والتي عملت كثيرًا في الظل، لتقدمهم للمجتمع من خلال ندوات وحفلات وكتيبات مختلفة.
وظل الكثير من أعضاء الجمعية موالين للديمقراطيين، حتى وإن لم يصوتوا للكثير منهم في انتخابات الكونغرس التي نجح تيار حفلة الشاي أن يحقق فيها مكاسب جيدة وإن افتقد لهوية محددة له.
وتقول غابريل "لقد فقدت لبنان حيث ولدت، لا أريد أن أفقد أميركا حيث أعيش"، وتؤكد أن الراديكالية في العالم الإسلامي هي السائدة، وتضيف "إنه يشبه السرطان الذي يجتاح العالم، يجب أن نتحرك لإيقافه، هذا السرطان يسمى الإسلام الفاشي ومصدره الوحيد هو القرآن".