بعد إصدار الشؤون الإسلامية في السعودية أول ترخيص لهم...
أطباء يطالبون وزارة الصحة بالإشراف على أعمال الرقاة
غادة محمد من جدة
إنتقد عدد من المتخصصين في المجالات النفسية إصدار وزراة الشؤون الإسلامية السعودية تراخيص خاصة بأعمال الرقاة، مطالبين وزارة الصحة بالتدخل بشكل مباشر في هذه الأعمال لكون أصحابها يمارسون علاجًا لأمراض عضوية.
أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية السعودية أول ترخيص خاص للـ"الرقاة" يمكنهم من ممارسة أعمالهم من خلال العلاج بـ"القرآن". وكانت مدينة جدة هي أولى المدن السعودية التي تحصل على الترخيص تحت مسمى "مركز العلاج بالرقية الشرعية"، وحددت وزارة الشؤون الإسلامية سقفًا تسعيريًا لها يصل إلى حد (600 ريال سعودي).
وحمل إصدار وتبني الشؤون الإسلامية الإشراف والترخيص للرقاة رفضًا لدى الكثير من المتخصصين النفسيين، الذين رأوا أن ذلك يعدّ تعديًا على أعمال الطب النفسي، وأن المرض هو مرض عضوي يلزم صاحبه التواصل والتداوي أحيانًا بالأدوية.
وفي حديث خاص لـ"إيلاف" أوضح مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداوؤد أن العلاج بهذه الطريقة إن كان لا يحتاج وصفات طبية ولا يصرف القارئ أي دواء طبي ولا يقوم بعمل أي إجراءات طبية فهو ليس بحاجة إلى أن يكون تحت إشراف وزارة الصحة على الإطلاق لكونه علاجًا يتم عبر قراءة آيات قرآنية وفق قوله.
في سياق حديثه، نفى باداوود بشكل قطعي عن نية وزارته المطالبة بجعل مثل هذه المراكز تحت إشرافهم بأي شكل من الأشكال، مبديًا كذلك سعادته بافتتاح المركز، الذي لن يثني أعمال الصحة النفسية عن ممارسة أعمالها وفق قوله، بل إن ذلك يعد خيارًا أمام المريض للتداوي والعلاج.
وكانت "إيلاف" ناقشت أمر تنظيم عمل "الرقاة" الإسلاميين مع عدد من المتخصصين النفسيين، حيث طالبت الاختصاصية في مستشفى الصحة النفسية في جدة الدكتورة سميرة الغامدي بضرورة زيادة وإعادة هيكلة الرقابة من الجهات الحكومية كافة، وعلى رأسها وزارة الصحة، لتساعد على تنظيم تلك العلاجات وتداركها.
كما أكد الباحث في علم النفس والمتخصص في الشريعة الإسلامية محمد الفلقي لـ"إيلاف" أن العديد من الرقاة يتجاهلون أن المرض النفسي هو مرض عضوي يحتاج علاجًا فعليًا، إضافة إلى قراءة القرآن، وأن 80% من النساء المصابات بالأمراض النفسية يذهبن إلى رقاة شرعيين، حتى لا يواجهن حقيقة إصابتهنّ بمرض نفسي، متوهمات بأنهن مصابات بالعين أو السحر، والبعض الآخر يعتقد أن هناك "جنيًا" متلبسًا به أو أنها متلبسة، والراقي يجزم بذلك بسبب تصرفات الفرد التي قد تعتبر غريبة بالنسبة إليه، فيضرب جسد المريض ويؤذيه.
إلى ذلك أكد صاحب أول ترخيص طبي للعلاج بالرقية الإسلامية توفيق الهاشمي في بيان صحافي "أنه ثبت علمياً أن 80 % من مرضى السرطان أصيبوا به بسبب العين والمس"، موضحًا أن تسعيرة الكشف فقط تبدأ من 100 ريال، والمراجعة تكون مجانًا لزيارة واحدة، ومن ثم يتم رفعها إلى 200 ريال للكشف الثاني، وتقدم زيارتين مجانية، ثم تصبح بـ200 الكشف وزيارة واحدة مجانية، حتى أصبحت العيادة لديها زبائن وخدمات علاجية جديدة، لتصبح عملية الكشف بـ 500 ريال.
وفي بعض الأحيان ربما تصل إلى 600 ريال في الحالات المستعصية والزيارات الميدانية، وتبدأ جموع المراجعين بالحجز مع بداية العمل بعد صلاة المغرب، فتُراعى أولوية من قام بالحجز أو الاتصال بالعيادة أو الذهاب إليها، لوجود بعض الحالات المزمنة من بعض الأشخاص، التي تستدعي حجز مواعيد للذهاب إلى منازلهم.