إعلام السلطة يصف التظاهرات بالتخريب
درعا وبانياس يطلقان "ربيع الثورة" في سوريا.. وأنباء عن قتلى
يوم طويل، قضاه السوريون أمس الجمعة في متابعة ما يحدث من تظاهرات في منطقتي درعا وبانياس اللتين شهدتا احتجاجات واسعة النطاق، وصفتها وكالة الأنباء الرسمية بعمليات التخريب.
محمد الحسن: فاجأت مدينتا درعا وبانياس السوريتين قوات الأمن بمئات من الشباب الذين احتشدوا بعد صلاة الظهر أمس الجمعة، تلبية لدعوة أطلقتها صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك حملت اسم "ربيع الثورة"، ودعت إلى مسيرات احتجاجية في يوم "جمعة الكرامة". وقد حظيت هذه الدعوة على الصفحة بإعجاب 50 ألف شخص.
وللمرة الأولى، دخل الإعلام الحكومي السوري على خط التصريحات، عبر وكالة أنبائه الرسمية "سانا"، كما أطلقت قناة خاصة مؤيدة للنظام السوري، تدعو فيه إلى "التضامن"، وترفض أية محاولات تدعو إلى "التجمع أو التظاهر"، كما عرضت فيها الأغاني الوطنية والحماسية المناصرة للرئيس السوري بشار الاسد، وشارك فيها الآلاف من السوريين عبر رسائل الجوال التي كانت تعرض في شريط أسفل الشاشة.
وكانت بانياس شهدت أمس تجمع عشرات الشبان بعد صلاة الظهر في دوار المحطة الحرارية، رافعين شعارات تطالب بـ"إلغاء التعليم المختلط، وإعادة المنقبات إلى المدارس بعد فصلهم، وفتح ثانوية شرعية في بانياس".
في الوقت الذي نشرت فيه ما تطلق على نفسها اسم "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011"، أنباء عن هبوط خمس مروحيات في ملعب درعا البلدي، إضافة إلى انتشار أمني كثيف واعتقال ما لا يقل عن 1500 مواطن، كانوا شاركوا في التظاهرات، بحسب المسؤول الإعلامي للمظاهرات "حسام" كما أسمته الصفحة.
ولا يزال الإعلام الحكومي غائباً عما يجري في المحافظات السورية، في حين تطفو محاولات على السطح من قبل موقع "سيريا نيوز" الإخباري الإلكتروني لمتابعة ما يحدث حتى اللحظة.
وكانت مقاطع مصورة بثت على موقع يوتيوب أظهرت قيام سيارات إطفاء برش عشرات المواطنين بالمياه، وقيل إن المقاطع صورت في محافظة درعا. في المقابل قالت وكالة الأنباء السورية إنه "خلال تجمع عدد من المواطنين في محافظة درعا البلد بالقرب من الجامع العمري بعد ظهر اليوم الجمعة استغل بعض المندسين هذا الموقف، وعمدوا إلى إحداث الفوضى والشغب ملحقين أضراراً بالممتلكات العامة والخاصة"، نافيةً وقوع أي قتلى في صفوف المدنيين في كل من درعا وبانياس. بينما أكدت وكالات الأنباء العالمية مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص على يد قوات الأمن السورية.
الصفحة التي أطلقت على نفسها "ربيع الثورة"، ضمت كتابات من أشخاص لم يتسن لـ"إيلاف" التأكد من صحتها، تقول إن مدينة دير الزور في المنطقة الشرقية من سورية والقريبة من الحدود العراقية، قد دخلت على خط الإحتجاجات يوم أمس الجمعة.
ورفضت الصفحة من قبل إدارتها المجهولة المصدر استخدام السلاح، واصفة تظاهراتها بالسلمية"، وأضافت "نحن ضد كل من يروّج للعنف".
وأكد محلل في الشؤون السياسية تحتفظ "إيلاف" باسمه، عدم نية الشعب السوري الذهاب بعيداً في الاحتجاجات، منوهاً إلى أن ذلك بدا واضحاً من خلال المشاركة الخجولة التي ظهرت عبر أعداد المتظاهرين خلال اليومين الماضيين.
وأبدى المحلل استغرابه من لجوء البعض إلى إتباع أسلوب "الهمجية" في درعا، من خلال حرق السيارات وكسر الزجاج، واصفاً إياهم بـ"المخربين"، مبيناً أن المظاهرات لا تكون بهذه الطرق.
وختم بالإشارة إلى أن "النظام السوري أبدى بوادر إيجابية خلال الفترة الماضية عبر قرار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والذي دعت فيه مديرياتها في المحافظات كافة إلى التعامل مع أجانب الحسكة، في إشارة إلى -الأكراد- معاملة السوريين في كل ما يتعلق بأمور عملهم"، داعياً إلى التأني وعدم التسرع في الحكم على النظام في سوريا بطريقة "غوغائية".
يُذكر أن متظاهرين لا يتجاوز عددهم المئة، حاولوا إثارة حماس المصلين في مسجد بني أمية الكبير في دمشق عقب الانتهاء من صلاة الجمعة، عبر ترديدهم شعارات تطالب بـ"الحرية"، إلا أن عناصر أمنية ترتدي اللباس المدني فرقتهم بـ"القوة" بحسب مواقع إخبارية، في حين ردت عليها تظاهرة أخرى ترفع صور الرئيس السوري بشار الأسد وتنادي باسمه.