اجتمعوا في باريس لنصرة سكان معسكر أشرف في العراق
برلمانيون عرب ومسلمون يدعون إلى "ربيع إيراني"
طالب عشرات البرلمانيين والإعلاميين والحقوقيين من بلدان عربية وإسلامية اجتمعوا في باريس بدعوة من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، طالبوا بحلّ مشكلة معسكر أشرف في العراق. كما توقعوا أن تمتد تظاهرات الربيع العربي نحو إيران.
جانب من اجتماع البرلمانيين في باريس
باريس: إجتمع في باريس مساء السبت الثالث عشر من شهر آب / أغسطس الجاري عشرات البرلمانيين والاعلاميين والحقوقيين من بلدان عربية واسلامية بدعوة من المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، الذي تقوده حركة مجاهدي خلق، متوقعين بأن تمتد تظاهرات الربيع العربي نحو إيران، التي وجدت غالبية المشاركين أن حركة الاحتجاجات قبل نحو سنتين فيها مهّدت للربيع العربي.
وطالب المشاركون ضمن أمسية رمضانية كبرى في وسط باريس، ضمّت نحو ألفي مدعو من دول الاردن والجزائر والمغرب والعراق ولبنان وأفغانسان واذربيجان وموريتانيا وفلسطين والعراق وفرنسا وأميركا بحل مشكلة معسكر أشرف في العراق، من خلال فرض حماية المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة على المعسكر وحماية مفوضية حقوق الانسان الاممية أيضًا لأجل إخراج سكان اشرف البالغ عددهم نحو أربعة آلاف شخص الى دول أوروبية كانت عرضت منحهم حق اللجوء والاقامة على أراضيها.
وانتقد المشاركين الذين توالوا على القاء كلمات تنديد بما يتعرض له سكان المعسكر الواقع في شرق العراق من حملات "تنكيل وقتل من قبل القوات الامنية العراقية تحت نظر القوات الأميركية" وطالبوا الحكومة العراقية بعدم نقل المعسكر إلى منطقة أخرى من العراق متخوفين من تصفية سكانه.
وقد وصفت رئيسة جمهورية ايران في المنفى (زعيمة حركة مجاهدي خلق) السيدة مريم رجوي سكان معسكر أشرف بالمجاهدين الحقيقيين، مضيفة خلال كلمة افتتاحية لها بأن معسكر أشرف "أصبح ملهماً لشباب إيران، بل لسعوب الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، لمواجهة القمع من قبل حكامهم المستبدين".
ورأت أن معسكر أشرف "نموذج للعلاقات بين الناس في الإسلام الديمقراطي الذي تؤمن به حركة مجاهدي خلق".
وطالبت في ختام كلمتها "بالمساعدة في دفع المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة الاميركية ومنظمة حقوق الانسان في الامم المتحدة، بتحمل مسؤولياتها في إعلان حمايتها لمعسكر أشرف، حيث يعيش 4500 شخصًا".
مريم رجوي
من جانبه رأي النائب الكويتي وليد الطابطبائي أن البلاد العربية تمر بحالة مخاض تسعى خلالها إلى الحرية والكرامة والديمقراطية.
وبيّن أن "معسكر أشرف يشكل توافقًا بين المصالح والمبادئ في وقت تتعارض فيه المصالح والمبادئ في معظم نواحي الحياة السياسية".
وأضاف الطباطبائي بأن "النظام الايراني هو من يحارب بالوكالة في قمع الشعب السوري". وطالب جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي بالتدخل لحلّ مشكلة معسكر أشرف.
لكن النائبة الاردنية ناريمان الروسان نبهت من تدخلات الدول الكبرى والجماعات الاسلامية المتطرفة في تظاهرات الربيع العربي الذي حذرت من أن يتحول إلى خريف، على حد وصفها.
وأشاد عضو الكونغرس الاميركي هيوار دين بسماحة الدين الاسلامي، الذي قال انه قدم للعالم عددًا من رئيسات الجمهوريات في أربع دول اسلامية. إضافة إلى رئيسة جهورية إيران في المنفى السيدة مريم رجوي.
من جهتها قالت الناشطة الحقوقية السيدة أنيسة بوميدين إن سكان أشرف يعانون هجمات النظام العراقي المتكررة، مطالبة الامم المتحدة منع تلك الهجمات من خلال الوجود الفعلي لموظفيها داخل معسكر أشرف، الذين كانوا قد حصلوا على بطاقات لاجئين دوليين في وقت سابق. متمنية أن تنجح جهود الناشطين من إيرانيين وعرب واوروبيين في نقل سكان المعسكر إلى خارج العراق.
وقد أسهب المتحدثون في مديح ثورات الربيع العربي، التي وجدوا فيها امتدادًا لتحركات الشباب الايراني في كل حين لنيل حريته مما وصفوه بالنظام الديكتاتوري في إيران، الذي يقوم بتحريك الحكومة العراقية للحؤول دون نقل سكان أشرف الى دول اوروبية.
وكان محمد محدثين ريئس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس المقاومة الايرانية قد بين خلال حديث لإيلاف أن المجلس يعمل في ثلاثة اتجاهات في عملية مقاومته للنظام الايراني من خلال انجاح نقل سكان اشرف خارج العراق، وافشال مخطط الحكومتين العراقية والايرانية القاضي بنقل معسكر أشرف إلى منطقة قاحلة في جنوب العراق، ومن خلال التواصل من الداخل الايراني لزعزعة النظام.
ورأى أن نجاح الجهود في حل مكشلة معسكر أشرف سيعجّل في إسقاط النظام في إيران من خلال تفرغ المقاومة لعملها على إسقاطه فقط، بعدما أنشغلت طويلاً في حل مشكلة معسكر أشرف التي وجد أن إيران وأميركا لايتفقان على شيء الا في مسألة معسكر أشرف، باخضاعه إلى تجاذبات سياسية على حد وصفه.
يذكر أن معسكر أشرف افتتح خلال الحرب العراقية الايرانية، التي امتدت من عام 1980 حتى عام 1988. وبقي سكان المعسكر، الذين معظمهم من حركة مجاهدي خلق الايرانية وانضم إليهم عدد من الاسرى الايرانيين واللاجئين في العراق حتى عام 2003، حيث سقط نظام صدام حسين، وفرضت القوات الاميركية حماية خاصة لسكان المعسكر.
لكن تكررت الهجمات من الشرطة العراقية التي حاولت دخول المعسكر في مرات متعددة، وراح ضحية تلك المحاولات عدد من الضحايا من سكان المعسكر وبعض رجال الامن العراقيين. وكان أبرز الهجمات دموية في الثامن من شهر نيسان/أبريل الماضي، حيث قتل العشرات من سكان المعسكر وجرح المئات منهم.
ونجت حركة مجاهدي خلق في تأمين أماكن لسكان المعسكر في دولة اوروبية، وتسعى إلى الضغط على الحكومة العراقية للموافقة على نقلهم بيسر خارج العراق.
وكانت حركة مجاهدي خلق نجحت أيضًا في محو اسمها من قائمة المنظمات الارهابية في الاتحاد الاوروبي ضمن حملة قانونية وصلت الى الولايات المتحدة الاميركية، التي يقول ناشطو الحركة إنهم استحصلوا على حكم قضائي فيها لإعادة النظر في تصنيف المنظمة في قائمة الإرهاب خلال ثلاثة اشهر، لكن وزارة الخارجية الاميركية لم تنفذ الحكم منذ نحو سنتين، حسب هؤلاء الناشطين.