الرئيس اليمني يعد انشقاقه انقلابًا ويهدد بحرب أهلية دامية مصادر عسكرية لـ"العرب اليوم": ثلاثة أرباع الجيش تنضم إلى ثورة الشباب

الرئيس اليمني يعد انشقاقه انقلابًا ويهدد بحرب أهلية دامية
مصادر عسكرية لـ"العرب اليوم": ثلاثة أرباع الجيش تنضم إلى ثورة الشباب

صنعاء ـ خالد الهروجي
أعلنت أكثر من 10 ألوية عسكرية في الجيش اليمني، بينها فرق في تعز وعدن وذمار، تابعة لقوات الحرس الجمهوري التي يقودها العميد أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس اليمني، انضمامها إلى الثورة الشبابية والشعبية، وتعهدت بحمايتها، إلى جانب المئات من القيادات العسكرية والأمنية التي التحقت بشباب الثورة في ميادين التغيير والحرية، وهو ما يعتبره مراقبون انتصار لثورة الشباب المطالبة بالتغيير وإسقاط النظام.
وأكدت مصادر عسكرية مطلعة لـ"العرب اليوم" أن ثلاثة أرباع الجيش اليمني خرج عن سيطرة الرئيس اليمني علي صالح الذي يتولى أيضاً منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقالت أن هذه القوات التحقت جميعها بالفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر والذي كان لثلاثة عقود مضت السند القوي للرئيس صالح، وأعلن تأييده للثورة الشبابية وتعهده بحماية العاصمة صنعاء وكل المناطق التي تتواجد فيها قوات الفرقة المدرعة، إلى جانب تكفل قوات الفرقة الأولى مدرع بحراسة كافة المداخل المؤدية إلى "ساحة التغيير"، في جامعة صنعاء.
وأوضحت المصادر أن ما تبقى من قوات الجيش مع الرئيس اليمني، لا تدين له بالولاء المطلق بل لليمن، وإنها تتحين الفرصة للالتحاق بالقوات المناصرة للثورة، ومن المستبعد أن تقدم هذه القوات على توجيه سلاحها إلى صدور اليمنيين الذين يطالبون بالتغيير، مشيرة إلى أن الجيش اليمني سيقف صفاً واحداً إلى جانب الشعب وثورته التغييرية السلمية.
لكن الرئيس صالح يرى في هذه التطورات انقلاباً عسكرياً، وأكد في كلمة له الثلاثاء أمام عدد من قادة الجيش، بأن المساعي الرامية للقيام "بانقلاب" على حكمه ستؤدي إلى حرب أهلية، وقال في خطابه، الذي بثه التلفزيون اليمني، بأن "من يريدون الصعود إلى السلطة من خلال انقلاب عليهم أن يعرفوا أن هذا مستحيل"، وأن "البلاد لن تعيش في استقرار وستندلع حرب أهلية دامية"، وطالبهم بأن يفكروا ملياً في ذلك وخاطب صالح القيادات العسكرية التي انضمت إلى الثوار اليمنيين قائلاً: "إن على تلك القيادات العسكرية العودة إلى جادة الصواب".
وفي مواجهة هذا الخطاب التصعيدي، تشهد صنعاء انتشاراً كثيفاً لقوات الفرقة الأولى مدرع، بينما انتشرت قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة على محيط دار الرئاسة في منطقة السبعين والمناطق المجاورة، وأقيمت هناك عدد من نقاط التفتيش التابعة لهذه القوات، وشوهد أفراد من الجيش يقومون بحفر الخنادق على جنبات الشوارع القريبة من دار الرئاسة، كما شوهدت دبابات ومدرعات عسكرية تتمركز في محيط المنطقة، وقطعت حركة السير في الشوارع المؤدية إلى دار الرئاسة.
ويقول شهود عيان أن قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، نقلت خلال الساعات الماضية عدد كبير من الآليات العسكرية والصواريخ إلى سلسلة جبال "عصر" المطلة على العاصمة صنعاء من جهة الغرب، وأوضح شهود العيان الذين تحدثوا لـ"العرب اليوم" أن هذه الآليات والأسلحة تمركزت في مناطق مختلفة من هذه السلسلة الجبلية التي تطل أيضاً على المنطقة التي تتمركز فيها قوات الفرقة الأولى مدرع، وهو ما يمثل رسالة واضحة مفادها الاستعداد لضرب قوات الفرقة المدرعة التي انضمت إلى الثورة الشبابية، في حين تعتقد أحزاب المعارضة اليمنية أن تلك القوات والصواريخ سوف تستهدف أيضاً منازل العديد من القيادات المعارضة.
وتعتقد مصادر سياسية أن مخاوف الكثيرين من مواجهة دامية لها ما يبررها، خاصة وقد شهدت مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد، مواجهات بين قوات من الجيش اليمني المؤيدة لثورة الشباب ووحدات من الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس صالح، ما أسفر عن سقوط جنديين وإصابة ثلاثة آخرين على الأقل، في وقت شهدت المدينة انتشارا مكثفا للدبابات والآليات العسكرية لكلا الطرفين، كما أن العديد من المدن اليمنية تشهد اشتباكات بين الفينة والأخرى بين معارضين للحكم ومؤيدين له.
وفي الوقت الذي أكدت فيه أحزاب المعارضة اليمنية في تحالف "اللقاء المشترك" استمرارها في دعم وتعزيز الثورة السلمية، والسير نحو جمهورية برلمانية، تتواصل جهود الوساطة المحلية والإقليمية لتأمين انتقال السلطة في البلاد سلمياً خلال الأشهر المقبلة، وتؤكد مصادر متطابقة لـ"العرب اليوم" أن الرئيس صالح الذي أعلن مساء الجمعة الماضي إغلاق الباب أمام الوساطة الخليجية السعودية، عاد تحت ضغط التطورات المتلاحقة، ليطلب من المملكة السعودية عبر وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي موفده للملك عبدالله استئناف الوساطة مع المعارضة وقائد الفرقة الأولى للمدرعات.
وقالت المصادر ذاتها إن الرئيس صالح وافق على مبادرة الخمس النقاط التي كان تكتل اللقاء المشترك قدمها له بواسطة عدد من العلماء والمشايخ، وبحيث يتم نقل السلطة سلمياً في غضون خمسة أشهر، وأشارت المصادر إلى أن الوسطاء ما يزالون يبذلون الكثير من الجهود لدى أحزاب المعارضة لإقناعها وقبولها بما توصلت إليه مع الرئيس لتجنيب البلاد مخاطر المواجهة المسلحة وسقوط المزيد من الضحايا.