مع حلول عيد ميلاده الـ80 الملياردير الأميركي روبرت مردوخ يستعد لإبرام أكبر صفقة في تاريخه

مع حلول عيد ميلاده الـ80
الملياردير الأميركي روبرت مردوخ يستعد لإبرام أكبر صفقة في تاريخه

العرب اليوم

واشنطن ـ رولا عيسى
يحتفل الملياردير الأميركي الشهير روبرت مردوخ بعيد ميلاده الثمانين الجمعة المقبل, بعد أن حقق إمبراطورية إعلامية رهيبة, تمثلت أعطاء دفعة قوية لعدد من الصحف البارزة أهمها صحيفة "الغارديان" ووضعها بقوة على الساحة الإعلامية، لم يكتف مردوخ بهذا بل يتطلع لعمل مثل هذا النجاح في المستقبل مع مؤسسة " نيوز كوربوريشين" . وفي حين رغبة بعض النقاد في تقاعد رجل الأعمال الأميركي الأسترالي الأصل, إلا أن الأعمال التي يديرها مردوخ لم تكن يومًا في السابق أقوى مما عليه الآن, حيث يقف على عتبة إكمال أكبر صفقاته على الإطلاق، وهي شراء شركة "بي سكاي بي " بـتكلفة 8 مليار جنيه استرليني.
ويتحدث هؤلاء الذين يعملون مع مردوخ عن رفضه الدائم للحديث عن سنه, على الرغم من أن أحد الأشخاص المقربين منه قال إنه ينصح أي أحد يريد الحديث مع هذا الرجل, الذي يهتم بالحفاظ على صحته بشكل كبير على الرغم جدوله المزدحم , أن يذكر كلمة النظام الغذائي والحمية الغذائية له حتى يتمكن من تجاذب أطراف الحديث معه.
تحركات مردوخ الأخيرة بإسناد وإدخال ابنه جيمس لإدارة الشركة الإعلامية, قد تكون شكلا من الإعداد لإعطاء زمام الأمور إلى أولاده ثم التقاعد، ولم تكن فقط بي سكاي بي, الشركة الوحيدة التي سيديرها وريثه الأصغر جيمس مردوخ لدى إمبراطوريته, ولكن هنا أيضًا شركة " شاين " التي وافق على شرائها لابنته إليزابيث مقابل 415 مليون جنيه استرليني، وقد أصبح كل منهما على رأس إدارة هذه الشركات, بينما لا يزال ابنه من زوجته الثانية, لاخلان, حتى هذه اللحظة خارج نطاق عمل إمبراطورية والده, محاولا بناء الاستثمارات الخاصة به في مجال الإعلام في أستراليا.
وعلى الرغم من أن رأس المال المعقد لشركة " نيوز كوريشين" واهتمامات الأسرة التي تم تبسيطها, هناك علامات قليلة عن أن روبرت بات يفقد طريقه، فيقول كيلفن ماكينزي, الذي كان يقوم بتحرير صحيفة "ذا صن " خلال حقبة الثمانينيات, " لقد تناولت مع مردوخ الغداء أخيرًا, وكان يعمل على جهاز الآي باد والإنترنت، أعتقد أنه كان يبدو عليه سن الثمانين, إلا أنه كان يعمل وكأنه في الـ18 من عمره، وعلى الرغم من أن ذلك قد يكون نوعًا من المبالغة, إلا أنه لا يوجد علامة واضحة على تلاشي قوة هذا الرجل".
ولا تزال مهارة مردوخ الكبيرة تظهر من خلال تحقيق الأرباح بقيامه بالعديد من الأعمال ومرورًا بالاستثمار من أجل تحقيق النمو في مكان آخر, بالإضافة إلى عمل صحيفة " ذا صن " وشبكة تليفزيون " فوكس" وأخيرًا سكاي, الأمر الذي أدى إلى افتتان وإعجاب أصحاب الصحف الأخرى بعمل مردوخ وكيفية تحقيقه مثل هذا النجاح.
ونعود إلى العام 1987, وبعد إعادة الهيكلة, ربحت مؤسسة " نيوز" الدولية 150 مليون جنيه استرليني, مقارنة بـ107مليون في العام 2008, و27 مليون جنيه في العام 2009, في الوقت الذي أصاب فيه الركود جميع الدول، لقد غيّر مردوخ وجه الإعلام في العالم من خلال إمبراطورية "نيوز كورب", وبشرائه لصحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الاقتصادية أصبحت قدرة هذا الرجل الإعلامية هائلة.
وعلى الرغم من هذه القدرة الإعلامية الهائلة التي يمتلكها مردوخ بدءًا من صحيفة "أوستراليان"، و" تايمز"، و''وول ستريت جورنال'' والأصول التي تصل قيمتها إلى 56 مليار دولار وتشمل كذلك تلفزيون ''ستار تي في'' في الهند، و''فوكس نيوز'' في الولايات المتحدة، واستوديو في هوليوود، فإن مؤسسته، ''نيوز كورب'' تجد نفسها الآن موضع انتقادات قانونية، وإعلامية، وسياسية, ومن المتوقع أن تزداد هذه الانتقادات سوءًا في الأسابيع المقبلة, وذلك في أعقاب مزاعم بأن الصحافيين في صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد " كانوا يقومون بالتجسس على عدد من الشخصيات البارزة في المجتمع، وعلى الرغم من أن تاريخ الفضائح يعود إلى خمس سنوات مضت، إلا أنها لم تكن لتنفجر في وقت أكثر حساسية من هذا الوقت، وفي شهر حزيران/يوليو الماضي، كشفت ''نيوز كورب'' عن خطة بقيمة 7.8 مليار جنيه استرليني لشراء الحصة البالغ نسبتها 61% في هيئة البث ''بريتش سكاي برودكاستنغ''، خدمة التلفزيون الفضائي الرئيسية في البلاد.
وستكون الصفقة, التي لم يتم التوصل لعقدها بعد, أكبر استحواذ يقوم به مردوخ، الأمر الذي من شأنه أن يعيد تشكيل شركته، ويغير وجه الإعلام في بريطانيا، حسبما يقول النقاد، ومع ذلك، فإن الأحداث التي تتكشف حول صحيفة ''نيوز أوف ذا وورلد'' حجبت آفاق الصفقة.
وقد تزيد حدة الانتقادات لإمبراطور الإعلام مردوخ بينما لا تزال تخرج العديد من القضايا, حتى أن روغر أيلز, المدير السابق لقناة فوكس نيوز المملوكة لمردوخ, هناك إدعاءات ضده بأنه حرض أحد زملائه على الكذب على المحققين الفيدراليين الذين كانوا يتحرون عن برنارد كيريك، المرشح لتولي منصب وزير الأمن الداخلي، وعلى الرغم من الأخطاء المحيطة بصحف " نيوز كوربوريشين", إلا أن الشركة تمشي على الطريق من أجل توليد 75% من أرباحها التشغيلية العام المقبل، التي تصل إلى 7.2 مليار دولار من خلال القنوات الأميركية ومحطات البث الفضائي في جميع أنحاء العالم.
وحول هذه النشرة الإعلامية, لا يهم أن فشل مردوخ باستمرار للوصول إلى السيطرة على شبكة الإنترنت، وفشل "ماي سبيس", المثال الأكثر وضوحًا في الآونة الأخيرة, إلا أن هناك أعمال مثل استوديو فوكس المملوك للشركة, قد تكون عاملة في سوق ناضجة، وهناك الكثير من النمو القادم من القنوات التلفزيونية المشتركة، ليس فقط في الولايات المتحدة، أو مع قناة " سكاي" في بريطانيا، ولكن أيضًا مع مرحلة مبكرة لعمليات" سكاي" في إيطاليا أو ألمانيا، ووظيفة جيمس مردوخ في الفترة المقبلة هي الذهاب إلى المزيد من البلدان حول العالم لحشد عدد أكبر من القنوات القادمة مثل " سكاي ".