تاريخي..مخيّب للآمال: ردود فعل متضاربة حول خطاب الأسد
دمشق/بيروت – قال مقيمون ان مئات الاشخاص تظاهروا في مدينة اللاذقية الاربعاء مرددين "الحرية" بعد ان هون الرئيس السوري بشار الاسد في خطاب من شأن الاحتجاجات على حكمه.
وقال عدة مقيمين في المدينة انهم سمعوا اعيرة نارية في منطقة الصليبة التي شهدت مظاهرة من بين مظاهرتين اثنتين على الاقل نظمتا في المدينة مع تصدي قوات الامن للمتظاهرين.
وسمع اطلاق النار بعيد القاء الرئيس بشار الاسد خطابا اعلن فيه ان سوريا تتعرض لـ"مؤامرة" من دون ان يعلن مباشرة عن اي اصلاحات، في وقت تشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة انطلقت في 15 اذار/مارس.
وقال الصحافي عصام خوري مدير مركز التطوير البيئي والاجتماعي في اتصال هاتفي "سمع دوي طلقات نارية في حي الصليبة (جنوب اللاذقية) لكنه لم يكن من الممكن معرفة تفاصيل" اضافية.
وكان 300 محتج نفذوا في وقت سابق اعتصاما رافعين لافتة تطالب بـ"السلام والحرية".
وقال شهود ان الجيش كان على مقربة من المكان ولم يتدخل.
وافاد بعض السكان ان سيارة مرت على مقربة من التجمع وفتحت النار عليه، لكنه لم يكن من الممكن تاكيد هذا الخبر.
واعتبر هيثم المالح الناشط السوري من اجل الحقوق المدنية ان الخطاب الذي القاه الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء خيب الامال بالاصلاح السياسي في سوريا، وينذر بمواصلة قمع التحركات الاحتجاجية في هذا البلد.
وقال المالح في مكالمة هاتفية ان الاسد "لم يقل شيئا، سبق وسمعنا هذا الخطاب. يقولون دائما ان هناك حاجة الى التغيير والقيام بشيء ما، لكن الواقع انه لا يحصل اي شيء".
ولم يعلن الاسد الاربعاء عن اي اصلاح سياسي في كلمة القاها في مجلس الشعب وكانت موضع ترقب شديد بعد التظاهرات والاحتجاجات التي انطلقت في 15 آذار/مارس واوقعت 130 قتيلا بحسب منظمات حقوق الانسان، و30 قتيلا بحسب السلطات.
واعلن الاسد ان سوريا تتعرض لمؤامرة "تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية"، لكنه لم يعلن عن برنامج زمني لسلسلة اجراءات اعلنت عنها الخميس مستشارته للشؤون الاعلامية بثينة شعبان وبينها اعداد مشروع لقانون الاحزاب واتخاذ اجراءات لمكافحة الفساد، كما لم يعلن عن اي قرار متعلق بالغاء قانون الطوارىء.
وقال هيثم المالح مبديا اسفه "كان الجميع ينتظر ما سيقول، ما سيفعل، لكن.. لا شيء".
وقد اعتقل المالح في تشرين الاول/اكتوبر 2009 واطلق سراحه الاسبوع الماضي، وقد قضى بشكل اجمالي ثماني سنوات في السجن.
وقال "ان الحكومة غير مستعدة لمنحنا حقوقنا" مضيفا "اننا بحاجة الى الكثير وهو لم يقم بشيء منذ 11 عاما"، في اشارة الى عهد بشار الذي وصل الى السلطة عام 2000 خلفا لوالده حافظ الاسد.
وبالمقابل، تظاهر مئات المواطنين السوريين في بيروت وفي منطقتي جنوب لبنان والبقاع (شرق) بعد ظهر الاربعاء تأييدا لخطاب الرئيس السوري بشار الاسد الذي اعلن وجود "مؤامرة" تستهدف سوريا من خلال التظاهرات التي شهدتها اخيرا.
وتجمع حوالى 150 سوريا قرب السفارة السورية في غرب بيروت بعد انتهاء الرئيس السوري من خطابه امام مجلس الشعب، حاملين صور بشار الاسد وهاتفين "الشعب يريد بشار وبس".
وكتبت على الصور عبارتا "حماة الديار عليكم سلام" و"تاج الوطن".
واستمرت التظاهرة ربع ساعة قبل ان تتفرق.
ونفذت "رابطة العمال السوريين" في بعلبك (شرق) مسيرة تأييد وتضامن مع الرئيس السوري، شارك فيها 500 عامل سوري، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية.
والقى ممثل لحزب البعث-فرع البقاع خطابا في المتظاهرين انتقد "من تواطأ على (...) سوريا وقائدها، ومن اعتقد ان لديه القدرة على زعزعة الامن في سوريا".
وفي الجنوب، ذكرت الوكالة ان عددا من العمال السوريين نظموا مسيرة في مدينة صور دعما للرئيس السوري.
وفي طرابلس في شمال لبنان، افاد مراسلون عن سماع اطلاق نار كثيف من اسلحة رشاشة في منطقة جبل محسن ابتهاجا، ما ان بدأ الاسد خطابه بعيد الساعة 14,30 (11,30 ت غ).
وتسبب اطلاق النار بتوتر في المنطقة حيث اقفلت بعض المحال التجارية، لتعود فتفتح بعد انتهاء الخطاب والرصاص.
وتسكن جبل محسن غالبية من العلويين، وهي على تماس مع منطقة التبانة التي تسكنها غالبية سنية. وغالبا ما وقعت اشتباكات بين المنطقتين خلال السنوات الاخيرة على خلفية انقسامات سياسية.
ووصف تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله، حليف سوريا، خطاب الاسد ب"التاريخي".
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري القريب من سوريا في تصريح بعد كلمة الرئيس السوري، "انها الحركة التصحيحية الثانية بقيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد بعد الحركة التصحيحية الاولى التي قادها الرئيس الراحل حافظ الاسد".
واضاف "في الاولى، وضع الرئيس الراحل الاسس لسوريا المنيعة حصن وبوصلة العرب، ومسطرة قياس الموقف السياسي من قضايا الامة. وفي الثانية يضع الرئيس بشار اسس سوريا الحديثة، سوريا حضن الحرية والمشاركة والديموقراطية المصنوعة وطنيا، ودولة الحقوق المدنية، ودائما قلعة المقاومة والممانعة".
واعلن الرئيس السوري الاربعاء ان سوريا تتعرض لمؤامرة "تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية"، مؤكدا ان البقاء من دون اصلاح "مدمر" ولا بد من اجرائه "بسرعة ولكن من دون تسرع".
وشهدت سوريا خلال الاسبوعين الماضيين حركة احتجاجات ضد النظام هي الاولى بهذا الحجم منذ تسلم بشار الاسد السلطة العام 2000، تخللتها اعمال عنف وسقوط قتلى.