الضغوط تدفع إدارة وباما للتراجع عن محاكمته مدنياً
محاكمة مدبر هجمات 11/9 خالد الشيخ في محكمة عسكرية في معتقل غوانتانامو
خالد شيخ محمد المشتبه بأنه العقل المدبر لهجمات 11/9 رهن الاحتجاز في خليج غوانتانامو في كوبا
واشنطن ـ يوسف مكي
قررت الإدارة الأميركية البدء في محاكمة خالد الشيخ محمد المتهم بتهمة تدبير هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر على نيويورك وواشنطن، من قبل لجنة عسكرية في معتقل خليج غوانتانامو، وذلك بعد سلسلة من الناقشات الاعتراضات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. يأتي ذلك في أحدث تراجع من جانب إدارة الرئيس أوباما وخططها كثيرة الكلام لإصلاح وتجهيز الوضع القانوني للإرهابيين المشتبه بهم من أجل محاكمتهم. وستتم محاكمة الشيخ محمد وأربعة متهمين آخرين من خلال نظام عسكري كان الرئيس أوباما قد تعهد بإلغائه عندما أصبح رئيسًا للبلاد في كانون الثاني /يناير 2009. وكان البيت الأبيض قد أعلن في العام 2009 عن نيته لمحاكمتهم من خلال المحاكم المدنية مع محاكمة تاريخية في المحكمة الاتحادية في مانهاتن.
لكن الاقتراح أثار موجة من الاعتراضات، لاسيما من سكان مدينة نيويورك وعمدة المدينة مايكل بلومبيرغ. وتوقع النائب العام الأميركي إريك هولدر أن تعلن الإدارة الأميركية هذا التحول في مؤتمر صحافي في غوانتانامو.
ووفقًا للجنة للتحقيق في الاعتداءات الإرهابية التي عقدت في نيويورك فإن خالد الشيخ محمد كان مهندس القاعدة الرئيسي في هجمات 11 أيلول/سبتمير. ولكن كان هناك خلاف بشأن كيفية محاكمته وضرورة وضع إطار وتنسيق قانوني أميركي للتعامل مع الإرهابيين المشتبه فيهم.
وكان الرئيس الأميركي أراد إعادة تلك العملية القانونية مرة أخرى إلى القضاء المدني. لكنه تعرض للإحباط من قبل معارضة قوية من الجمهوريين في الكونغرس، مدعومين من جانب بعض الديمقراطيين.
وقد أدرج الجمهوريون بندًا في آخر ميزانية للدفاع تحظر استخدام أموال البنتاغون بشكل فعال لنقل معتقلي غوانتانامو إلى البلد الرئيسي، وبالتالي منع أي محاكمات مدنية لهم. ووعد أوباما في البداية إلغاء القيود المفروضة، ولكن الشهر الماضي تراجع عن طريق السماح لاستئناف المحاكمات أمام اللجان العسكرية في القاعدة الأميركية في كوبا.
وقام بلومبرغ أيضًا بعمل تغير مفاجئ. ففي البداية، قال إنه موافق على فكرة محاكمة مدنية للشيخ محمد في وسط مانهاتن، ولكن بعد ذلك تحول ضد الفكرة، بحجة أنها ستكلف المدينة أكثر من 400 مليون دولار في مجال الأمن وحده. بينما ادعى آخرون أن ذلك من شأنه أن يجعل مدينة نيويورك هدفًا لغضب الإرهابيين مرة أخرى.
وقد رحبت مجموعة "لن ننسى أبدًا" بالإعلان، وهي مجموعة من أفراد أسر ضحايا الهجمات وعمال الطوارئ والأفراد العسكريين السابقين. وقالت المجموعة "نحن مرتاحون لأن الرئيس أوباما قد تخلى عن خطته لمحاكمة المتآمرين في هجمات 11 أيلول/سبتمبر في محكمة مدنية على الأراضي الأميركية. مقاضاة مجرمي الحرب الذين لا علاقة لهم بهذا البلد سوى موقع ضحاياهم في لجان عسكرية هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به".