أعلن أنها ستكون موالية لإسرائيل وناطقة بأربع لغات في مقدمتها العربية
ملياردير يهودي يعتزم إطلاق فضائية لمجابهة قناة الجزيرة القطرية
محمد نعيم من القاهرة
يعتزم الملياردير اليهودي "الكسندر مشكفيتس" إطلاق فضائية دولية موالية لإسرائيل، لمجابهة قناة الجزيرة القطرية، التي وصفها بصاحبة أعنف حملة تحريض إعلامية ضد إسرائيل واليهود، ووفقاً للملياردير رئيس الكونغرس اليهودي الأورو – أسيوي، ستنطلق القناة في غضون أربعة أشهر بأربع لغات تتصدرها العربية.
الملياردير اليهودي الكسندر مشكفيتس
فيما وصفه بالتحدي الأعظم الذي يواجه اسرائيل واليهود في مختلف دول العالم، رأى الملياردير اليهودي رئيس الكونغرس اليهودي الأورو – أسيوي الدكتور "الكسندر مشكفيتس" حتمية مجابهة فضائية الجزيرة القطرية بقناة لا تقل في مستواها الاعلامي عن كبرى الفضائيات في مختلف دول العالم، معتبراً في حديث لصحيفة يديعوت احرونوت ان الدولة العبرية تتعرض لما وصفه بحملة ممنهجة للتحريض، وانه لابد من اطلاق بوق اعلامي موالٍ لاسرائيل واليهود للوقوف ضد هذه الحملة ودحرها.
وفي مستهل حديثه للصحيفة العبرية أكد مشكفيتس رئيس المؤتمر السنوي للقيادات اليهودية الذي يُعقد في واشنطن، ان اطلاق القناة الوليدة التي يدور الحديث عنها ما زال في طور الدراسة، إلا انها ستخرج الى النور في غضون ما بين ثلاثة الى اربعة اشهر على اقصى تقدير، وانه يعكف على اشراك قيادات يهودية من مختلف دول العالم في المشروع، الذي اعتبره برنامجاً قومياً لا يقل في اهميته عن برامج التسلح التقليدي للدفاع عن اسرائيل واليهود في منطقة الشرق الاوسط.
أربع لغات
على الرغم من ذلك ألمح الملياردير اليهودي الى ان القناة الاخبارية التي يعتزم اطلاقها لن تعتمد سياسة دعائية، وانما ستهدف على حد زعمه الى "إظهار الحقائق"، مشيراً الى انها ستبث رسالتها الاخبارية في البداية بأربع لغات، هى العربية والانكليزية والفرنسية والاسبانية، وانها ستغطي كافة الدول الناطقة بهذه اللغات، وستستقطب عدداً ليس بالقليل من أمهر الاعلاميين في الفضائيات الدولية خاصة شبكة الـ "CNN، و BBC".
ووردت تصريحات مشكفيتس بحسب يديعوت احرونوت خلال مؤتمر القيادات اليهودية في واشنطن، الذي عُقد هذا العام تحت عنوان "مجابهة ظاهرة عدم شرعية اسرائيل"، وضم المؤتمر بين ضيوفه ما يربو على 200 قياديّ للطوائف اليهودية، وفي ختام المؤتمر خرج على الحضور بدعوته الرامية الى اطلاق فضائية دولية موالية لاسرائيل، يتركز دورها على مجابهة ما وصفه بحملات تشويه اسرائيل في وسائل الاعلام، بالاضافة الى التأثير في الرأي العام العالمي بما يخدم الدولة العبرية.
وفي حديثه للصحيفة العبرية ادعى الملياردير اليهودي ان معظم القنوات الاعلامية لا تتحرى الحقيقة والدقة في تناولها للقضايا ذات الصلة باسرائيل، واضاف: "نتعرض للهزيمة كل يوم في الحرب الاعلامية الضروس، الرامية الى تشويه صورة اسرائيل واليهود في مختلف دول العالم". واستطرد قائلاً: "انني على يقين بأن القاضي اليهودي الجنوب افريقي "ريتشارد غولدستون" شخص متعقل، لم يرغب في حقيقة الأمر في المساس بدولة اسرائيل، غير ان كل ما يراه اليوم تلو الاخر عبر وسائل الاعلام، كان له بالغ الأثر السلبي على صياغته للتقرير الخاص عملية "الرصاص المصبوب"، التي نفذها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، فما شهده غولدستون وغيره حرب اعلامية معادية لاسرائيل".
مشروع قومي
ويعتزم مشكفيتس الذي تبلغ ثروته 3.7 مليارات دولار، ضم عددا كبيرا من رجال الأعمال اليهود من مختلف دول العالم الى دعم مشروعه "القومي"، معتبراً بحسب يديعوت احرونوت ان التقاعس عن اطلاق القناة التي يدور الحديث عنها سيهدد اسرائيل واليهود بالمخاطر، واضاف: "ليس من المعقول افتقار اسرائيل الى فضائية تضاهي الفضائيات، التي تقوم عليها دول مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا وروسيا، وانطلاقاً من ذلك فإن اطلاق مثل هذه القناة بات ملحّاً للغاية". وعلى حد قوله، ما زالت القناة المرتقبة في مرحلة الدراسة، ولم يُحدد توقيت اطلاقها، او المهام المنوطة بها وفقاً لبرنامجها الاعلامي، ولم يكشف الملياردير اليهودي فقط الا عن ان القناة ستكون خاصة، واضاف: "اننا ما زلنا نعد خطة عمل، ونعتزم استقطاب عدد ليس بالقليل من الكوادر الاعلامية الماهرة في مختلف الفضائيات العالمية".
وخلال فعاليات المؤتمر اليهودي في واشنطن، برز صوت "رون بروسئور"، سفير تل ابيب الذي أنهى مهام منصبه مؤخراً في لندن، وممثل بلاده الحالي لدى الامم المتحدة، وتضامناً مع مشروع الفضائية الجديدة الموالية لاسرائيل، كان هناك حضور لـ "مالكولم هونليين" رئيس المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، إذ رأى اليهوديان ضرورة الوقوف الى جانب مشكفيتس وافكاره. وقال بروسئور: "اليوم لا يوجد حرم جامعي واحد في بريطانيا، استطيع دخوله كسفير لاسرائيل في لندن دون مواجهة تظاهرات واحتجاجات، فإذا لم نواجه ذلك بحرب اعلامية استباقية مناظرة للحرب الاعلامية الراهنة ضد اسرائيل، فسنكتشف اننا اصبحنا في معضلة كبيرة، فما رأيته في بريطانيا سترونه خلال السنوات القليلة المقبلة في الولايات المتحدة، اذا لم نجابه التحريض ضد اليهود واسرائيل".
واكد بروسئور في حديثه مع يديعوت احرونوت ضرورة العمل على كشف المنظمات التي تقف وراء التحريض ومحو شرعية الوجود الاسرائيلي في منطقة الشرق الاوسط، واضاف قائلاً: "ليس امامنا سوى خيار الهجوم الاستباقي، العبء ثقيل جداً، وجميعنا في جبهة واحدة، واذا استطعنا التنسيق في ما بيننا سنتمكن من الانتصار في نهاية المعركة".
التوقف عن الشكوى
اما "مالكولم هونليين" فقال في حديثه للصحيفة العبرية: "آن الأوان للتوقف عن الشكوى من مدى سوء صورة الجماهير الاسرائيلية، فليست اسرائيل وحدها في خطر، وانما يحوم الخطر حولنا جميعاً، فالشعب اليهودي بأسره في مهب الهجوم". وادعى رئيس المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة ان من يعترض على حق اسرائيل في الدفاع الذاتي، يؤثر سلباً في الحق ذاته لدى الشعب اليهودي في مختلف دول العالم.
واضاف: "لسنا في وضع يشبه وضعنا خلال عام 1967، وانما عدنا بوضعنا اليوم الى عام 1947، عندما كنا نحارب من اجل المطالبة بحق الشعب اليهودي في الوجود تحت لواء دولة مستقلة، لذلك ينبغي الانطلاق في حملة مرتبة ومنسقة جيداً، فليس من المنطق وفقاً للابحاث الاكاديمية ان يكون دعم دول وحكومات الاتحاد الاوروبي لاسرائيل اقل من شعوبها، اليوم اصبح لليهود قوة يعترف بها العالم، وبعيداً عن كوننا يهودًا، فنحن نستطيع ان نصنع الفارق، فقط عندما نصبح على يقين بأننا في ميدان المعركة".
اما عن صاحب فكرة تدشين الفضائية الموالية لاسرائيل الملياردير اليهودي "الكسندر مشكفيتس"، فيقيم في بريطانيا ويحمل ايضا الجنسية الاسرائيلية، ويعد من ابرز اليهود القلائل ذوي التأثير والنفوذ العالمي، إذ يرأس منظمة التجارة الأورو – أسيوية، ورئيس مجلس إدارة البنك الأورو – أسيوي، ووضعته مجلة فوربس في المركز السادس بين اثرياء الدولة العبرية، وفي المركز رقم 297 بين أثرياء العالم، ونظراً لنشأته وثقافته الدينية، لا يكترث بالتبرع السخي لاسرائيل ولليهود في مختلف دول العالم، وبحسب يديعوت احرونوت اقام مشكفيتس سبعة معابد يهودية في عدد من دول العالم على نفقته الخاصة.