هبة بريس : اصمد يا نيني ، لا تفضح مصادرك ، أنت الأقوى ، و كلنا رشيد نيني .
حسن الخباز – هبة بريس
مر أكثر من أسبوع على الإعتقال التعسفي الذي طال أحد أعمدة الصحافة ببلادنا ، ونخص بالذكر صاحب أشهر عمود بالمغرب رشيد نيني ، مدير أكبر يومية مغربية وهي "المساء" .
احتج الكثيرون عبر وقفات احتجاجية سواءا أمام المحكمة التي تحتضن جلسات محاكمته أو في مناطق مغربية أخرى .
تضامن معه أغلب الصحافيين ، حتى الذين يختلفون معه وأغلبهم تربطهم عداوة بمدير المساء ، لكن هذا ليس وقت تصفية الحسابات ، فكلنا معنيون بالقضية ، الصحافة كالجسد الواحد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كما قال رسولنا الكريم .
لقد اعتقد وكيل الملك أن صراعات نيني مع باقي الصحافيين ستحول دون التضامن معه ، وأنه غايفرزو ، لكن ولله الحمد الكل تركوا الأحقاد جانبا ووقفوا وقفة رجل واحد ، كيف لا وأحد أهم ركائز الصحافة ببلادنا يتعرض للظلم .
كلنا إذن نيني ، ومازلنا ننتظر تفعيل قانون الصحافة ، حيث لا عقوبات سالبة للحرية ، لأننا لسنا مجرمي حق عام ، إننا أصحاب كلمة ورأي ، ولا يجب معاملتنا كلصوص أو سفاحين ، إنما كصحافيين .
نحيي بالمناسبة الصحافي رشيد نيني الذي رفض بشدة فضح مصادره ، لأن الأخيرة هي كل ما يملك الصحافي ، إن فقدها أحرى به أن يغير الحرفة .
لقد سبق للراحل الحسن الثاني أن طالب قيدوم الصحافيين مصطفى العلوي بمصدره في واقعة معينة ، لكن مدير جريدة "الأسبوع الصحافي والسياسي" أخبر الملك أنه في حال إخباره بمصادره فلن يبقى صحافيا ، وعليه تغيير الحرفة .
على وكيل الملك أن يتعظ بالملك الراحل الذي اقتنع برد مصطفى العلوي ، ولم يسأله بعدها عن مصدره ، فمن المستحيل الإدلاء بالمصادر ، فهي سر استمرار الصحافي ، وفي غيابها لن يكون ، خاصة في المغرب الذي نعاني فيه خصاصا كبيرا بالنسبة للمعلومة ، ومن الصعب جدا الحصول عليها .
لقد سبق للضابطة القضائية في شخص الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أن فرضت على الصحافي مصطفى حرمة الله فضح مصادره ، واستعملت في ذلك طرقة ذنيئة ، بحيث أحضرت رضيعه وتركته يبكي دون أمه ولا حليب وحتى دون تغيير حفاظاته ، وهذه الطريقة يستحيل على الصهاينة أنفسهم أن يستعملوها مع يهودي من بني جلدتهم .
اصمد يا رشيد فكلنا معك قلبا وقالبا ، ولن ينتصر هؤلاء فمعركتنا معهم مستمرة ، ولن نركع أبدا ، ومن هذا المنبر أعلن تضامني شخصيا أصالة عن نفسي ونيابة عن كل طاقم وأسرة هبة بريس ، فكلنا أسرة واحدة تنتمي لأسرة أكبر وهي الإعلام الذي هو سلطة رابعة ، وفي الدول الديمقراطية يكون سلطة أولى ، سلطة رقابية على كل السلط ، وسنناضل إلى إلى أن يتحقق حلمنا وتصير صاحبة الجلالة سلطة رابعة حقا وفعلا .