اشتقت إلى أيام كان القلب
رضيع و الفؤاد فارغا فسيح
تجري فيه خيول الفرح
و تتمايل نبضات عروقي
على دقات طبول الصبا و الطفولة
اشتقت رائحة الدفء في
حضن أمي
و أصابعها تتخلل جدائل شعري
اشتقت إلى حضن الصباح
استقبله و الندى يغسل وجهي
و عطري الفاخر هو زهر الليمون
تضعه أمي مع الحناء و تمشط
به خصال شعري
اشتقت و من يشتاق معي
رائحة الخبز الناضج
صاعدة من الفرن مع أشعة
أول يوم ربيعي
اشتقت الى صوت الزغاريد
و براءة رقص الصبايا
و حمرة الخجل على الخدود
المختبئة وراء مناديل
العيد الفواح أهدابها برائحة القرنفل
اشتقت لشربة ماء باردة
من كفي جدي
يغرفها لي من واحة
صحرائنا
فتنساب الى حلقي
لايعادلها سوى لذة العسل في الشهد
اشتقت الى الليل في طفولتي
لأنه ساكن سكون الطفل في المهد
وسمائه التي تزين جبينها
لئالئ تنير ليالي الأحبة
اشتقت للقلوب الصافية
والضحكات البريئة النابعة من القلب
اشتقت الى طبق الحلوى
من عند جار تنا يوم العيد
وفرحتي بالعيدية
وأنا أضمها بين كفي والحناء تخضبهما بألوانها البهية
اشتقت الى كل نبض من طفولتي
والى كل نسمة عبرت صدري
أيام الجدائل والقدم الحافي على بساط احلامي...
خديجة جبران