على ارصفة شوارع مدينتي الباردة
تتبعثر اشلاء طفولة ملفوظة
في كل ركن من كل زقاق مظلم
بين أنقاض بيوت اصبحت
مسرحا لنعيق البوم
تجد شبه اطفال تختبئ و تحوم
كالعقبان على الجيف تفطر و تصوم
ابرياء اغتصب حقهم
ولم يزالوا في بطون امهاتهم
اعطتهم مدينتي
شهادات ميلاد تحمل
نفس الاسم المتشردون/قبل و بعد الميلاد كانوا و لا يزالون
باي حق يمد ذاك الصبي
يده من وراء زجاج سيارة فارهة
طالبا ثمن لقمة بائسة بصوت مكتوم
و تلك الصبية تجول بين المارة
و تتوسل من يشتري
وردة او زهرة
وحديقة ازهار صباها يبست و قطفت
ايام سعادتها يوم مولدها
داك اليوم المشؤوم
على ارصفة مدينتي الباردة
عيون بريئة لكن الجوع
اطفئ شمعة برائتها
وابتسامات شفافة
لكن قسوة الحياة اذبلتها
وايادي براعم ناعمة
لكن من كثرة استجدائها
للقمة اصبحت الخشونة ميزتها
على ارصفة شوارع مدينتي البارة
تقف اجساد شبه اطفال
تشاهد بعيون حزينة
عالم المال و الجمال
عالم فيه اباء و امهات مع
اطفال في منتهى الكمال
يحملون لعبهم في ايديهم
و يشيرون باصابعهم الى الرصيف
الاخر حيث بوجد شبه اطفال
على ارصفة شوارع مدينتي الباردة
تتسارع خطى المارة
و تتخطى الارجل تلك الاجساد
الصغيرة الممددة حيث السماء غطاها
و الاسمال ثراها
الخطوات تتسارع
و العيون تتفادى
تلك الوجوه الصغيرة
الشبه المزرقة
و تلك الارجل الرقيقة
على الرصيف ممتدة
ربما بنصف حذاء
كلقمة متشرد لا تسمن و لا تغني من جوع
و لازالت الخطى تتسارع
والعيون تتفادى النظر
و تلك الاجساد الغظة الصغيرة
في كل ركن و بجانب كل خرابة
تستجدي العطف و اللقمة و تطلب الماوى
لاكنها ما زالت على ارصفة شوارع مدينتي الباردة
خديجة جبران
______________