زوجته الأصغر هربت عن طريق باكستان والأخريات هربن عن طريق إيران
بن لادن شعُر بالوحدة فاستدعى زوجاته الثلاث إلى أبوت آباد
عبدالاله مجيد من لندن
شيئا فشيئا يتبدّد الغموض حول حياة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الشخصية والعائليّة. فبن لادن الذي كان يعطي تعليمات صارمة حول (الزواج الجهاديّ) لم يتمكن من البقاء بعيدا عن زوجاته وأطفاله بعد ان شعر بالوحدة، فالتحقوا به إلى آبوت أباد حيث تمت تصفيته بين أفراد عائلة موسعة.
لندن: ذات مرة قال أسامة بن لادن لصحفي أجرى معه مقابلة إن النضال يكون ممتعا حين يصبح أطفالك وزوجتك جزء منه. وقال زعيم تنظيم القاعدة هذه الكلمات قبل هجمات 11 ايلول ـ سبتمبر عندما كان لم يزل قادرا على تأمين عيش مريح لزوجاته الأربع وأطفاله الكثر في بيوت موزعة على مناطق مختلفة من أفغانستان. وكان بن لادن يزور إحدى زوجاته بين الحين والآخر لأداء واجباته الزوجية.
ولكن الصورة الوردية التي رسمها بن لادن للزواج الجهادي اهتزت في النهاية.
وخلال أيامه الأخيرة في مدينة ابوت آباد تعين عليه أن يجاهد مع ثلاث زوجات و17 طفلا لا يكفون عن الزعيق تحت سقف واحد.
ولم يكن لديه مفر من الضجيج إلا المشي خلسة في الحديقة تحت جنح الظلام أو الاختفاء في ما يُسمى مركز القيادة والسيطرة، وهو غرفة رطبة بلا شبابيك.
وبدثار يقيه زمهرير الهملايا كان يسجل خطابات تبدي انقطاعا متزايدا عن أعباء الإرهاب اليومية. وتحدث في آخر كلمة مسجلة له عن التغير المناخي والرأسمالية.
كان أول المطلوبين على قائمة الإرهاب رجل عائلة ايضا. ونقلت مجلة تايم عن عربية متزوجة من احد مقاتلي القاعدة إن بن لادن ومساعديه اتخذوا بعد هجمات 11 ايلول ـ سبتمبر تدابير لرحيل عائلاتهم هربا من الاجتياح الوشيك لأفغانستان.
وقد تكون زوجته الأصغر أمل احمد الصداح هربت إلى اليمن عن طريق باكستان في حين يُعتقد أن زوجاته الأخريات هربن عن طريق إيران.
ولكن زعيم الإرهابيين شعر بالوحدة، وبعد الانتقال إلى باكستان استدعى زوجاته الثلاث متمردا على أوامره نفسها.
فانتقلت للعيش معه أمل الصداح وسعوديتان تزوجهما في الثمانينات.
وكانت السعوديتان امرأتين ناضجتين متعلمتين. فان خيرية صبار كانت متخصصة بعلم نفس الأطفال وسهام صبار معلمة تدرس قواعد اللغة العربية.
وحولت الزوجتان إحدى الغرف في مجمع ابوت آباد إلى صف مدرسي، وكان بن لادن تزوج خيرية وسهام منذ 25 و27 عاما على التوالي.
ويريد المحققون الأميركيون استجواب الزوجات الثلاث الموجودات الآن بعهدة السلطات الباكستانية ليعرفوا، من بين أشياء أخرى، كيف تمكن بن لادن من تهريبهن مع أطفالهن إلى ابوت آباد لتخفيف الوحشة عنه.
وكان بن لادن تزوج ست مرات ولكن إحدى الزيجات انتهت بالطلاق والأخرى فُسخت قبل إتمامها.
وتمكنت الزوجات خلال إقامتهن في أفغانستان من البقاء بعيدات عن أحداهن الأخرى.
وبحسب مقابلة أجرتها مجلة "المجلة" عام 2002 مع أ . ص أو أمل الصداح على ما يُفترض فان الزوجات لم يعشن في بيت واحد بل كان لكل زوجة بيتها.
وكانت زوجتان تعيشان في قندهار، كل منهما في بيتها.
وكان للزوجة الثالثة بيت في كابل، والرابعة في جبال تورا بورا. ولم تكن العلاقات خالية من التوتر والاحتكاك حتى في ذلك الوقت بحسب الصحافي والكاتب لورنس رايت الذي يقول إن زوجات بن لادن الأخريات "زعلن" حين انضمت أمل الصداح إلى العائلة في عام 2000.
ويبدو من تصميم مجمع ابوت آباد أن بن لادن حاول إبقاء عائلاته الثلاث منفصلة لكنها متساوية.
إذ خُصص طابق لكل زوجة مع أطفالها، وكان بن لادن يوزع وقته بينها.
وحين أغارت القوة الأميركية الخاصة على المجمع كان بن لادن في الطابق الثالث مع آمل الصداح.
وتقول الروايات الأولى من البيت الأبيض إنها أُصيبت في ساقها عندما حاولت أن تحمي بن لادن بجسمها.
زوجات بن لادن الست:
الزوجة الأولى: نجوى غانم ، سورية وتربطها به صلة قربى، تزوجها بن لادن حين كانت في الخامسة عشرة من العمر وهو في السابعة عشرة.
كان بن لادن وقتذاك شابا سعوديا ثريا واسع العلاقات وكان من حق نجوى غانم أن تتطلع إلى حياة مترفة معه.
لكن المآل انتهى بها مبتلية بتربية 11 طفلا مطاردين مع والدهم في صحارى أفغانستان المحرقة. (يقول رفاق سابقون ان بن لادن كان لا يؤمن بالمكيفات والمشروبات المثلجة).
وبعد هجمات 11 ايلول ـ سبتمبر هربت نجوى من أفغانستان مع ابن متخلف عقليا ويُعتقد انها عادت إلى سوريا.
وتعتبر نجوى غانم نظريا أرملة بن لادن الرابعة لأنها كانت لم تزل زوجته يوم مقتله رغم أنها لم تكن تعيش في بيت الزوجية.
الزوجة الثانية: كانت خديجة شريف معلمة تكبر بن لادن بتسع سنوات حين تزوجها في عام 1983.
ويُقال إنها أنجبت منه ثلاثة أطفال قبل طلاقهما في وقت ما بين 1993 و1996 حين كانا في السودان واستنزل بن لادن على نفسه غضب العربية السعودية.
الزوجة الثالثة: كانت خيرية صبار التي تزوجها بن لادن في عام 1985 "الأم الروحية" للعائلة الكبرى، بحسب سيدة ربطتها علاقة بالعائلة في أفغانستان.
ونقلت مجلة تايم عن هذه السيدة أن خيرية "كانت رحبة الصدر ، الجميع يذهب إليها طالبين مشورتها".
وبحسب هذا المصدر فان خيرية صبار هربت بعد هجمات 11 ايلول ـ سبتمبر عن طريق إيران حيث وضعت تحت الإقامة الجبرية قبل أن يسمح لها الإيرانيون بالعودة إلى العربية السعودية.
ومن هناك عادت خلسة إلى باكستان لتلتحق ببن لادن مجددا في ابوت آباد.
الزوجة الرابعة: سهام صبار التي وقعت بقبضة الأميركيين في مجمع ابوت آباد ، تزوجت بن لادن عام 1987.
وتقول مصادر حركية إنها ربما تسللت إلى باكستان بعد هجمات 11 ايلول ـ سبتمبر وظلت مختفية هناك إلى ان تمكنت من الالتحاق بزوجها في ابوت آباد دون مخاطرة.
الزوجة الخامسة: زوجة بن لادن الخامسة لغز محير، على حد وصف مجلة تايم التي تشير إلى انه تسرع في الزواج من امرأة مجهولة الجنسية في الخرطوم عام 1994 ولكن الزيجة فُسخت قبل ليلة الدخلة في غضون 48 ساعة.
الزوجة السادسة: امل احمد الصداح ربما كانت في الخامسة عشرة من العمر حين دُفع مهرها البالغ 5 آلاف دولار قبل نقلها للزواج من بن لادن الذي يكبرها نحو 30 عاما في قندهار.
وبعد زواجهما في عام 2000 أنجبت له طفلة اسمها صفية يُقال إنها كانت في غرفة النوم مع والدها ووالدتها حين قتله الأميركيون.
حتى الآن لم توجه السلطات الباكستانية أي تهمة الى أرامل بن لادن الثلاث
وقالت باكستان انها ستبعدهن في نهاية المطاف إلى اليمن والعربية السعودية وتسمح للمحققين الأميركيين باستجوابهن حين يكن "جاهزات".
وفيما يتعلق بما قد يكون لدى الأرامل من معلومات، تنقل مجلة تايم عن سيدة عربية لها صلة بتنظيم القاعدة أن عناصر القاعدة لا يقولون شيئا لزوجاتهم عن عملياتهم.
وقال الصحافي الباكستاني حامد مير الذي قابل بن لادن عام 1997 أن زعيم القاعدة ابلغه أن على الرجال ألا يتقاسموا أسرارهم ابدا مع النساء.
ولكن المراقبين يجمعون رغم ذلك على ان لدى الزوجات الثلاث قصصا مثيرة يمكن ان يكشفن فيها كيف تمكنت شبكة القاعدة في باكستان من تهريبهن إلى بيت بن لادن والبقاء مختفيات طيلة هذه السنوات.