مستهدفاً وكالة الاستخبارات في رسالة واضحة من طالبان
مقتل 24 شخصًا على الأقل في انفجار سيارة في فيصل آباد الباكستانية
إسلام آباد ـ جمال السعدي
لقي مالا يقل عن 24 شخصًا حتفهم وأصيب 132 آخرون في انفجار سيارة مفخخة قرب مكتب وكالة الاستخبارات الرئيسي في مدينة فيصل آباد الواقعة شرق باكستان، وأعلنت جماعة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن الحادث على لسان المتحدث باسمها إحسان الله إحسان، الذي أكد أن مكتب المخابرات كان الهدف الرئيسي للتفجير الذي وقع في إحدى محطات الوقود، بينما أكد رئيس شرطة المدينة أفتاب شيما أن التفجير لم ينل مكتب المخابرات بأضرار جسيمة، مؤكدًا أن المكاتب الحساسة تتمتع بحماية كبيرة، وإن كان التفجير يحمل رسالة واضحة من منفذيه.
وتنفذ جماعة طالبان العديد من العمليات التي تستهدف أهدافًا مدنية وعسكرية في جميع أنحاء باكستان التي تواجه خطر التطرف الديني، وإن كان التفجير الأخير هو أول عملية ضخمة يتم تنفيذها داخل مدينة فيصل آباد الواقعة على بعد 128 كيلومترًا غرب مدينة لاهور في مقاطعة البنجاب، وهي مدينة صناعية معروفة بتصنيع المنسوجات، شهدت في الفترة الأخيرة انتشارًا للتطرف الإسلامي والعنف ضد الأقليات، ولاسيما المسيحيين، وبالقرب من المدينة وتحديدًا في مقاطعتي توبا تيك سينغي وغوجرا توجد نقاط نشاط لجماعتين متطرفتين أخريين هما فرسان الصحابة وعسكر طيبة المتهمتان بتفجيرات مومباي في الهند عام 2008.
وقد انفجرت السيارة المفخخة في تمام العاشرة والنصف صباحًا أثناء وجودها في محطة للغاز الطبيعي المضغوط، لتسفر عن حدوث حفرة ضخمة بعمق سبعة أقدام وعرض 15 قدمًا، إضافةً لتدمير المحطة بالكامل وبعض السيارات والمباني المحيطة، ومنها مبنى تابع للخطوط الجوية الباكستانية تعرض لخسائر ضخمة، ليهرع عمال الإنقاذ لمنطقة التفجير للبحث عن المصابين والناجين تحت الأنقاض ويتم نقلهم فورًا إلى المستشفيات، حسبما صرح مفوض المدينة طاهر حسين.
ومن جانبها، أصدرت السفارة الأميركية بيانًا أدانت فيه الحادث، ووصفته بالعمل البشع الذي يأتي ضمن سلسلة عمليات تستهدف الأبرياء من النساء والأطفال والرجال الباكستانيين، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستواصل التعاون مع شعب وحكومة باكستان للقضاء على التطرف وتأمين مستقبل سلمي وآمن للمواطنين.