وسط زخم التضامن معه ، صحافيون يسبحون ضد التيار و يصبون الزيت في نار قضية نيني .
حسن الخباز – هبة بريس
في الوقت الذي وضع أغلب خصوم نيني أسلحتهم ، ووقفوا وقفة رجل واحد مطالبين بالإفراج الفوري عنه ، وتضامنوا معه بطرق مختلفة ، فوجئ المشهد الإعلامي بحالات شاذة لا يسع العاقل إلا أن يستنكرها .
بينما أدان توفيق بوعشرين أشد خصوم نيني اعتقال أشهر كاتب عمود ، رغم ما يطبع علاقتهما من عداوة ، على غرار علاقته بالمختار الغزيوي وغيره كثير ، إلا أن أغلب هؤلاء قرروا ترك الأحقاد جانبا والتضامن وتقديم الدعم والمساندة لابن ابن سليمان .
في سابقة خطيرة تضرب المشهد الإعلامي في مقتل ، أقدم بعض الصحافيين الذي كنت شخصيا وإلى وقت قريب أحترمهم كثيرا ، أقدموا على أبشع ما يمكن أن يقدم عليه إنسان .
لم يكف هؤلاء الإعتقال التعسفي لمدير يومية المساء ، رغم توفره على كل الضمانات ليحاكم في حالة سراح ، فوجدوها فرصة مواتية لنفث سمومهم في شخص وراء القضبان ، لا يستطيع الرد على ترهاتهم .
صحافيون منهم الذي يستحق هذا اللقب وأغلبهم متطفلين على ميدان صاحبة الجلالة ، نذكر منهم قيدوم الصحافيين مولاي مصطفى العلوي ، مدير جريدة "الأسبوع الصحفي" .
وقد سار في نهجه كل من عبد الهادي العلمي مالك مجلة " مغرب اليوم" ، الحسين يزي ، مدير موقع" أكورا " ، واللدان لا يتركان فرصة تمر دون التشفي في زميلهم الذي تفوق عليهم ، و صار بفضل موهبته ومجهوده صاحب أكبر مجموعة إعلامية مغربية تضم يومية باللغة العربية ، وثلاث أسبوعيات بالعربية والفرنسية والإسبانية ، ويطمح لإنشاء قناة إذاعية وأخرى تلفزيونية .
من هؤلاء الصحافيين من اختار الإساءة إلى نيني ، ومنهم من قرر الصمت وكأن الأمر لا يعنيه ، وكأن خبر اعتقال مدير أكبر يومية مغربية لا يستحق الإهتمام .
لقد ابتلى المشهد الإعلامي المغربي بكوارث لا تشرفه ، وصرنا كصحافيين نخجل لكون ميداننا صار يعج بالدراري الصغار ، وأعتذر للأطفال لأني أستهين بهم حين أشبههم بهؤلاء المتطفلين .
والله مازلت لا أصدق ما نحن عليه ، فبين الفينة والأخرى تطل علينا حالات مرضية مستعصية ، ولعل آخرها إطلالة قيدوم صحافتنا الذي كتب في "أسبوعه' ساخرا ، ما يسيء له شخصيا ، ويحط من قيمته أمام قرائه الذين راكمهم طيلة مسيرته الإعلامية .
لقد قال العلوي عن نيني ما لم يقله مالك في الخمر ، وانتقم منه شر انتقام ، فلو أنه كتب ما كتب ونيني خارج أسوار السجن ، لن يلومه أحد ، لأننا جميعا نعرف للأسف الحرب الدائرة بينكم ، لكن أن تستغل كون نيني محروم من القلم داخل السجن ، فهذه والله قمة ...، لا لا هادي ماشي ديالتك أبا صطوف ، احترم سنك ، واترك مثل هذه التصرفات الصبيانية للمبتدئين ، للذين يالله قالوا بسم الله في الميدان .
إن رسولنا الكريم يقول : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل صالحا أو ليصمت " ، فرغم أن الصمت في حالة نيني تعتبر تشفيا في حد ذاته ، إلا أن هذا الموقف سيكون أقل وطئا ، وهو الذي نهجه كل من علي لمرابط و علي أنوزلا وآخرون قلة .
لكن ولله الحمد ، فأغلب من لهم حسابات مع نيني ، عرفوا أن هذا ليس وقت تصفيتها ، لذلك اتخذوا موقفا مشرفا ، ودافعوا عنه مع أنهم يخالفونه الرأي مقتدين بالقول المأثور للفيلسوف ، وربما مواقفهم هاته ستعيد المياه إلى مجاريها بعد خروج نيني من السجن إن شاء الله .