في القدس أمل عنيد ..
غير مفهوم لكثير
يتحدى كالطفل يريد أن يطير
كل قوانين الفيزياء أو غيره
في القدس..
الأرض لا تقبل الماء رشوة
أو صفقة لجبر خاطر..
وهي التي ترابها هباء القديس ومنثور النبي
في القدس دمعت عين محمد
وهو يرى الصخرة من فوق الغمام
في القدس سليمان استقام..
متدبرا في الملكوت
في القدس أطل نوح برأسه..
من داخل الفلك ملقيا السلام
ومشى المسيح ممسكا يد أمه..
كل خطوة يخطوها تميمة يظلله اليمام
في القدس مطار أزلي يربط أرضنا بالسموات
في القدس شيء غريب
انتماء لها وأنت الذي لم تزرها عمرك
ولاجد أبيك منها هاجر منذ عهد قريب
لكنك كلما حدثت غريبا عن بلادك
رأيتها قد تصدرت الخطاب
فاسترسلت واصفا الأزقة و أهلها ..
و أشرت للكوفية التي علقتها
شارحا سر الخطوط على الثياب
كأن القدس رحم قد زرته جنينا في لحظة اليقظة
أو أنها عهد مقطوع عليك
في القدس حجيج يومي غير مرئي للبندقية الالية
و للنظارة السوداء تخفي تخبط السياف
كلما أغمضت عين أمتي في موتتها الصغرى
تهافتت إلى القدس من كل فج الأطياف
خلف المصطفين و صحبهم تصلي جماعة بأمرهم
والله في السماء الأولى متابع الأحلاف..
فرحى بجدارها و الوثيقة و المعابر صد الخليقة
وبأنهم قاب قوسين من صلب الأمل العنيد
فالطفل وإن كابر الجاذبية.. للطيران لن يجيد
ربما..
لكن ليس في مدينة سقفها عرش المجيد
هناك تنبت للاطفال أجنحة بعد الفطام
فهم مكرهون على الطيران مند ستين حولا أو يزيد
في القدس موسيقى لا تنقطع
غير مسموعة لاذاننا البشرية
وحده المقلاع يدرك إيقاعها
مذ كان غصنا راهبا قبل اغتياله
وحده التل الذي زوروا اسمه .. غيرو رسمه
وألبسوه محل العمة قبعة..
ثم سقوه ماءا حتى يشبع.. و يقبل بالأمر الواقع
يدرك روعها..
لكن في القدس الأرض لا تقبل الماء رشوة
وهي التي ترابها هباء القديس ومنثور النبي
وفيها مطارنا الأزلي ..
وفيها طفل يطير وأمل عصي..