رسالة مشفرة من الصبار تؤكد وجود المعتقل ، قصة الفيلم الذي أعدته الدولة لإخفاء حقيقة معتقل تمارة .
حسن الخباز – هبة بريس
أصدر المجلس الوطني لحقوق الإنسان بلاغا للرأي العام ، وزعه على وسائل الإعلام الوطنية ، وقد توصل موقعنا بنسخة منه .
البلاغ يؤكد أنه خلال الزيارة الإستطلاعية لمقر مديرية مراقبة التراب الوطني لم تجد ما يؤكد أن المكان مخصص للإعتقال خارج القانون .
لكن الشيء المهم في البلاغ الذي حاول من خلاله أعضاء المجلس عدم خيانتهم للأمانة أنهم كرروا في بيانهم كلمة " في إبانه" غير ما مرة ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على رسالة مشفرة للرأي العام أن شهادتهم هذه تخص تلك اللحظة بالذات ، أما ما قبلها أو مابعدها فالله أعلم .
من جهة فقد أبان فعلا الأعضاء الجدد للمجلس الوطني لحقوق الإنسان أنهم لم يغيروا جلدتهم بعدما زاروا دار المخزن على غرار الكثيرين والذين يتخلون عن مبادئهم بمجرد حصولهم على المنصب .
لم يكذب إذن أعضاء المجلس ، فقد نشرنا في مؤخرا أن شاحنات و سيارات شرطة شاهدها جيران المعتقل تخرج في ظلمة الليل تحمل الكثير من التجهيزات ، وتنبأنا حينها أن تكون أدوات الجريمة ، وقد سخرت في مقالي عن هذا الحادث قائلا أنها قراعي ديال أورانجينا وكراسي كهربائية تجعل الشخص يعترف باللي داير واللي ما دايرش .
لقد تنبأ المسؤولون بقرب افتضاح أمر هذا المعتقل ، وأن المطالبة بإغلاقه صارت مطلبا رئيسيا ، نظرا لكثرة الخرجات التي تفضح ما يقع داخله من تعذيب وخرق لأبسط حقوق الإنسان ، لذلك تم اختلاق هذا السيناريو ، والمتمثل في زيارة وفد برلماني ووكيل الملك والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ، بعدما تم التخلص مؤقتا من كل أدوات الجريمة . على أن تعود في القريب ، بعدما ينزل الستار إيذانا بنهاية هذه المسرحية .
وهذا ما كان ، فمن الطبيعي أن أي زائر له حاليا لن يكتشف حقيقته المرة لأنهم دارو ليه لعكر على لخنونة ، عبر إخفاء كل ما يدل على كونه معتقلا سريا تمارس فيه كل أنواع الترهيب .
وحيلة الدولة لن تنطلي على الشعب ، لأن فضيحة هذا المعتقل صارت بجلاجل ، ويوتوب يشهد على الكثير من معالم جرائم هذا المعتقل عبر الشهادات التي يرويها معتقلون نكل بهم أيما تنكيل داخل أقبية هذا العار المغربي المسمى "كوانتنامو المغرب" أو "أبو غريب المغرب" وسبق أن صرح المحامي مصطفى الرميد أن الزيارة للمعتقل لا تنفي ما يحدث داخله .
خلال زيارته للمعتقل السري ذكر الداكي ، وكيل الملك أنه زار مختلف مرافق هذا المقر الذي يضم مكاتب إدارية ومرافق تهم مختلف الأنشطة التي تقوم بها هذه الإدارة, ولاسيما مكاتب الموظفين وأماكن لحفظ المستندات ومدرسة لتكوين الأطر ومرافق رياضية ومطبخ ومطعم.
لكنه لم يذكر أن هناك قبوا تحت الأرض ، وهو بيت القصيد أو حجر الزاوية في موضوعنا ، أو بالأحرى اللقطة الخااااايبة في الفيلم ، والتي أغفلها أو تغافل عنها السيد وكيل الملك .
يذكر أيضاً أن عدداً من المنظمات الحقوقية الدولية (كمنظمة العفو الدولية) والمحلية استجمعت شهادات متطابقة من معتقلين سياسيين سابقين وقرائن تشير إلى أن المركز قد يكون استعمل كمعتقل سري خارج إطار القانون المعمول به .